أكد وزير الاتصال الحكومى الناطق الرسمى باسم الحكومة الأردنية الدكتور مهند المبيضين، أن دولة قطر تدعم الجهود الأردنية فى الموقف الواضح المؤيد لموقف الأردن ومصر فى رفض التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، وموضوع الإغاثة والمساعدات التى تصل عبر مصر أو الأردن، ما يؤكد الاهتمام الكبير بصناعة موقف عربى موحد لدعم القضية الفلسطينية وإدانة العدوان الإسرائيلى الهمجى على قطاع غزة والتضييق على الفلسطينيين فى الضفة الغربية.
وأشار إلى أن الدعم القطرى ظهر بشكل جلى جدا فى دعم مبدأ الوصاية الأردنية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس الشريف، ما يؤكد انسجام القيادتين وقدرتهما على تبنى سياسات وموقف واضح تجاه المخاطر المهددة للقضية الفلسطينية والسلام فى المنطقة.
وتابع، إن الأردن ومنذ اليوم الأول للعدوان على غزة، ركز فى سياسته وموقفه من الحرب على إنهاء الدمار ووقف الحرب وفتح معبر أو منفذ أو أفق واضح ضمن مسار مستدام لوصول المساعدات الإنسانية والإغاثية، وهو ما عبر عنه الملك عبدالله الثانى فى قمة الرياض، وتأكيده ضرورة تحشيد موقف دولى وعالمى لوصول عمق وتماسك العلاقات التاريخية والمستدامة بين المملكة ودولة قطر، والقائمة على أسس قوية تأسست عبر عقود من الزمن، وغلبت المصلحة العربية لتشييد موقف عربى موحد تجاه القضايا والأزمات العربية التى تعصف بالمنطقة.
وقال الدكتور المبيضين فى مقابلة مع وكالة الأنباء القطرية (قنا) ، نشرتها وكالة الأنباء الأردنية اليوم الأحد، إن التناغم كبير بين قيادتى البلدين الشقيقين فى المواقف ذات الصلة بالبعدين العربى والإسلامي، والمبنية على الاحترام والتوازن والتقدير المتبادل لما فيه مصلحة البلدين الشقيقين والأمتين العربية والإسلامية.
وبين أن العلاقات بين عمان والدوحة كانت دوما راسخة ومثمرة من خلال توأمة النظرة العربية بين قيادتى البلدين، والتى بدأت تأخذ اليوم بعدا سياسيا وثقافيا واقتصاديا واجتماعيا بارزا، مشيرا إلى أن الاستثمارات القطرية فى الأردن تشهد نموا مستمرا، وهناك جالية أردنية كبيرة فى قطر تحظى بالاحترام لدى الأشقاء القطريين.
وأوضح أن الأردن عمل منذ اليوم الأول للعدوان على غزة وبالتنسيق عالى المستوى مع دولة قطر، وكان هناك إجماع بين عمان والدوحة ودول عربية أخرى خلال قمة الرياض على موقف واضح يرفض الحرب وقتل المدنيين، مشيدا بالخارجية والدبلوماسية القطرية التى بذلت جهدا كبيرا بموازاة الخارجية الأردنية ممثلة باللجنة العربية المنبثقة من قمة الرياض، وجرى التشاور مع عدد كبير من الدول المعنية بالقضية، لتكون إحدى نتائج مخرجات جولاتهم الدولية، تبنى الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار وقف الحرب.
وثمن المبيضين الجهود القطرية التى تبذل داخل مجلس الأمن، بالإضافة إلى الجهود الإغاثية والدبلوماسية فى موضوع الهدن الإنسانية وإطلاق سراح الأسرى، وكل هذه الجهود تحظى دوما بدعم الأردن.
وتابع، إن الأردن ومنذ اليوم الأول للعدوان على غزة، ركز فى سياسته وموقفه من الحرب على إنهاء الدمار ووقف الحرب وفتح معبر أو منفذ أو أفق واضح ضمن مسار مستدام لوصول المساعدات الإنسانية والإغاثية، وهو ما عبر عنه جلالة الملك عبدالله الثانى فى قمة الرياض، وتأكيد جلالته ضرورة تحشيد موقف دولى وعالمى لوصول المساعدات.
وبين أن الثقة بالجهود الإغاثية الأردنية جعلت بعض الناشطين العالمين يطالبون الأردن اليوم بإنزالات متكررة على مناطق مختلفة فى قطاع غزة، الأمر الذى يدل على نجاعة الأثر الذى تحدثه هذه الإنزالات وأهميتها، لافتا إلى أن دعم الأردن للأشقاء فى فلسطين لم يقتصر على دعم غزة، وإنما كانت المساعدات الأردنية حاضرة فى الضفة الغربية من خلال المستشفى الميدانى فى مدينة نابلس، بالإضافة إلى المساعدات والتدخلات الطبية للأشقاء ودعم أهلنا فى الضفة الغربية بمخزون الأدوية والمواد الغذائية والقمح والحبوب واستقبال أطفال من غزة فى مستشفى مركز الحسين للسرطان الذى يعبر عن الموقف الأردنى الإنساني.
وشدد الدكتور المبيضين على أن الموقف الغربى مجحف بالنسبة للقضية الفلسطينية، ولا يعترف بأن سياسات إسرائيل التى انتهكت المواثيق الدولية كافة، هى التى شكلت ضغطا كبيرا على الفلسطينيين والبدء بعملية طوفان الأقصى.
وأردف قائلا، إن الموقف الغربى أيد إسرائيل منذ اللحظة الأولى للحرب بمبررات الدفاع عن النفس، لكنه تجاهل رعايته لقيام قوة الاحتلال وزراعتها فى المنطقة لإنهاء آمال الفلسطينيين واحتلال أراضيهم وتقويض أمنهم وتدمير أوطانهم وتشريدهم وتهجيرهم فى أكثر من بلد وأكثر من مكان حتى داخل الأراضى الفلسطينية التاريخية، والتى حرص أيضا الغرب على التقسيم بين "عرب 48" وأهل الضفة الغربية وقطاع غزة، فالموقف الغربى داعم وراع أصلى للمشروع الإسرائيلى والسياسى فى المنطقة.
وفى الشأن الاقتصادي، شدد المبيضين على أن الأردن بيئة خصبة لجذب الاستثمارات ونموها، ويتمتع بمعدل نمو اجتماعى فيما يتعلق بتنوع الأنماط الاستهلاكية، ويحتاج إلى الدعم العربى لبناء استثمارات تنموية تتمتع بالمزايا الاستثمارية كافة، وعلى رأسها الاستقرار الأمنى والسياسى والتشريعي.
وقال إن الاقتصاد الأردنى أثبت من خلال مختلف الأزمات التى ألمت به قدرة على تجاوزها باقتدار، وذلك بشهادة كبرى المؤسسات التمويلية الدولية ومؤسسات تصنيف الديون السيادية، مشيرا إلى أن الأردن اليوم يواصل برامجه الإصلاحية للاقتصاد الوطنى مع صندوق النقد الدولي، الأمر الذى يؤشر على أن إدارة الاقتصاد الأردنى ناجعة وأثبتت نجاحها دوما على تجاوز الأزمات، الأمر الذى يعد أكبر دافع أمام أى استثمار للتوجه نحو الأردن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة