بثقافة تنسيقية وتنظيمية جديدة، تغيرت واجهة الأكشاك المنتشرة على أرصفة شوارع حي الدقي بمحافظة الجيزة، وأعيد هيكلتها من جديد لتكون نقاطًا خدمية مطورة، تضفي رونقًا حضاريًا وبيئيًا مميزًا لشوارع الحي الراقي، وذلك بعد أن كان يحكمها الفوضى والعشوائية ومصدرًا لإزعاج المواطنين لما تسببه من إشغال للأرصفة والطرق.
انتهجت المحافظة منذ عدة سنوات تنفيذًا لتوجيهات اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة، مخططًا عامًا لتحسين الصورة البصرية للشوارع والطرق، وتطوير ورفع كفاءة المحيط الجغرافى للمشروعات القومية المنفذة والجاري تنفيذها نطاق المحافظة؛ لخلق رؤية عصرية لأعمال التنسيق العام لتلك المناطق على نحو يليق بمكانتها التاريخية والحضارية والسياحية.
أكشاك الدقي المطورة
أكشاك حضارية في الدقي
بدأ حي الدقي تنفيذ مخططه في ذلك الصدد، بتطوير ورفع كفاءة الأكشاك والنهوض بشكلها الحضاري لتتماشى مع أعمال التطوير التي تشهدها المحافظة في مختلف القطاعات، منفردًا بتخطيط عملي على أعلى مستوى من الاحترافية والتنسيق، يعتمد على توفير تصميم جديد موحد لأكشاك الحي يضفي شكلًا جماليًا للشوارع من جهة، ويدير خدماتها البيعية والتسويقية بشكل أكثر مهنية.
أكشاك حضارية في الدقي
أكشاك حضارية مطورة في الدقي
وتابع رئيس حي الدقي خلال تصريحاته لـ"اليوم السابع"، أن من هنا برزت الحاجة إلى الفكر الإبداعي الجديد بما يتوافق مع السياسة العامة للدولة في مواجهة التحديات في إطار اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التغير المناخي، والتي تهدف إلى الحد من تأثير النشاط البشري على المناخ، وعليه تم عرض مقترح تطوير الأكشاك بنطاق الحي على اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة، بما يحقق الميزة التنافسية المستدامة، لافتًا إلى أنهم استعانوا بطلبة فنون تطبيقية لتنفيذ التصميمات الخاصة بالمشروع، واستشاروا أصحاب الأكشاك عن احتياجاتهم لمراعاتها في التصميم وأعمال التطوير، وبدأوا في تنفيذ مخطط التطوير بدءًا من الشوارع الداخلية تحديدًا من شارع مكة، ومع مرور الوقت نجحوا في تعميم الفكرة في نطاق واسع من شوارع الحي وتطوير ورفع كفاءة ما يزيد عن 100 كشك، تم تحويلهم لأكشاك جديدة مطورة موحدة الشكل والتصميم وصديقة للبيئة.
أكشاك حضارية مطورة
وأوضح اللواء أحمد عبد الفتاح، أنه روعي في التصميم الجديد للأكشاك عدة معايير تتناسب مع طبيعة التطوير واحتياجات أصحاب الأكشاك في نفس الوقت دون الإضرار بالشكل العام للشارع وحركة المشاة واحتياجات أصحاب الأكشاك، مشيرًا إلى أنه تم توحيد مساحة الأكشاك لتكون 2.5×2م بإجمالي 5 أمتار لتسمح باحتواء جميع مستلزمات التشغيل دون الحاجة إلى إشغال مساحة خارجية من الكشك، وبالتالي واجهنا ظاهرة التعدي على أرصفة المشاة والطريق العام، كما تم توحيد شكل ولون وخامات تصنيع الأكشاك المطورة؛ لضمان تحسين الصورة الذهنية والبصرية، فضلًا عن وضع شعار مضيء يوضح اسم المحافظة والحي ورقم الكشك؛ لتمييز الأكشاك وتيسير التواصل، مشيرًا إلى أنه تم توحيد إضاءة الأكشاك بالاعتماد على نظام الليد الصديق للبيئة، والذي يتميز باستخدام طاقة أقل مما يقلل من انبعاث ثاني أكسيد الكربون الناتج عن استهلاك الكهرباء، كما أنه لا يحتوي على أي معادن ضارة مثل الرصاص والزئبق.
أكشاك مطورة في الدقي
وقال إنه تم تزويد الأكشاك ضمن خطة التطوير بكاميرات لإحكام الرقابة عليها ومتابعتها من خلال "أبلكيشن" على الموبايل، ورصد الأحداث التي تجرى يوميًا في محيطها وتسجيلها وإمكانية استرجاعها في حال الاحتياج لها، حيث أنه تم ربطها بغرفة عمليات قسم الشرطة لتحقيق البعد الأمني أيضًا، مضيفًا أنه تم تزويد الأكشاك بشاشات عرض لاستغلاها في التسويق والإعلان وحملات التوعية، حيث يمكن من خلالها الإعلان عن منتجات مختلف الشركات وتسويقها، واستغلال خاصية البث المباشر في توجيه رسالة إعلامية للمواطنين في آن واحد على مستوى الحين وكذا على مستوى المحافظة، وفي حال تعميم المشروع يمكن ذلك على مستوى الدولة.
أكشاك مطورة
وأشار إلى أن المشروع يحقق الاكتفاء الذاتي لتوليد الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل الأكشاك من خلال استخدام الطاقة الشمسية وتخزينها في بطاريات مع استخدام تكنولوجيا الانفرتر للتمكن من الوصول إلى كمية الطاقة اللازمة للتشغيل، مما يحقق الاستغناء عن الاستهلاك من شبكة الكهرباء، بل ويمكن تغذية شبكة الكهرباء نفسها في حال توافر فائض من الطاقة التي تم توليدها عن الاحتياج، مما يساهم بشكل مباشر في تحقيق قيمة اقتصادية للفرد والمجتمع، لافتًا إلى أنه تم تزويد الأكشاك بصناديق لفصل المخلفات، تم وضعها بجانبها لتحقق إمكانية الفصل في المنبع وتسهيل عملية فرز المخلفات بما يحقق قيمة اقتصادية وبيئية، علاوة على أنه تم تجهيز الأكشاك لتقديم مختلف خدمات الدفع الإلكتروني مما يحقق عائد مادي لشركات الاتصالات وكذا الشركات المقدمة للخدمة وصاحب الكشك أيضًا.
تطوير الأكشاك
ولفت إلى أن المشروع يحقق قيمة حضارية وبيئية واقتصادية لأصحاب الأكشاك والمجتمع والدولة، موضحًا أن الكشك الذكي يحقق فوائد عديدة لأصحاب الأكشاك منها توفيره مساحة تحوي جميع متطلبات التشغيل وبالتالي تغني صاحب الكشك من إشغال الطريق العام، وتعفيه من سداد رسوم غرامات محاضر الإشغال والمساءلة القانونية، كما أنها تحقق الاكتفاء الذاتي لتوليد الطاقة الكهربائية مع استخدام نظام إضاءة صديق للبيئة ومنخفض التكاليف بما يحقق قيمة اقتصادية، علاوة على توفير أداة تسويقية حضارية ممثلة في شاشة العرض، وتزويد الكشك بصناديق نوعية لجمع القمامة، وتوفير كامرات مراقبة لتحقيق عامل الأمان والحماية على مدار الساعة.
تطوير الأكشاك في الدقي
وأشار إلى أن الكشك الذكي يحقق فوائد عديدة للمجتمع، منها تحسين الصورة الذهنية والبصرية للبيئة، وذلك بتوحيد شكل ولون الأكشاك، وتيسير حركة المرور والمشاة بمنع إشغال الأرصفة والطريق العام، وتقديم نموذج حضاري للمجتمع يعمل على خلق مناخ للإبداع البيئي، علاوة على توفير فرص عمل مميزة لتحقيق حياة كريمة، لافتًا إلى أنه في حال تعميم الفكرة على مستوى الدولة، سنحقق بعد اقتصادي كبير ناتج عن توفير استخدام الطاقة الازمة لتشغيل محطات توليد الكهرباء وخاصة الغاز الطبيعي وإمكانية زيادة التصدير منه بما يحقق توفير العملة الصعبة، فضلًا عن تحقيق بعد بيئي يساهم في تحسين المناخ بشكل مباشر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة