عاطف أبو سيف وزير الثقافة الفلسطيني فى حوار خاص مع "اليوم السابع": عشت فى مخيم نزوح جنوب رفح وواجهنا نقص الطعام والمياه والبطاطين والفرشات.. سنضع تصورات بالتعاون مع الشركاء لترميم المباني التي استهدفها الاحتلال

الأربعاء، 17 يناير 2024 11:33 ص
عاطف أبو سيف وزير الثقافة الفلسطيني فى حوار خاص مع "اليوم السابع": عشت فى مخيم نزوح جنوب رفح وواجهنا نقص الطعام والمياه والبطاطين والفرشات.. سنضع تصورات بالتعاون مع الشركاء لترميم المباني التي استهدفها الاحتلال الدكتور عاطف أبو سيف وزير الثقافة الفلسطيني
حوار / أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

<< الاحتلال استهدف 195 مبنى تراثى و9 مواقع آثرية وطالبنا اليونسكو التدخل للجهات الدولية 

<< استهداف المواقع التراثية الفلسطينية بدأ مع الاحتلال البريطاني في 1917 وإسرائيل تكمل ما بدأته لندن

<< المشروع الصهيوني تاريخيا قائم على محاولة سلب الذاكرة الفلسطينية وسنخوض حربا شرسة من أجل استعادة ما تم سرقته من آثار

<< المنظمات الدولية واليونسكو الصليب الأحمر مقصرون في محاسبة الاحتلال ويساهمون في تلك الجرائم المرتكبة في غزة

<< الدعم الأمريكي لإسرائيل ليس مستغربا وليس جديدا بل الغريب إذا استفاقت واشنطن ووقف بجانب الحق

<< نقدر موقف مصر في دعم القضية الفلسطينية وموقفها قوى في رفض التهجير القسرى
 

خرجت صرخات من الفلسطينيين، تحذر من تعمد الاحتلال استهداف المواقع التراثية والآثرية منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ووفقا لتقديرات وإحصائيات رسمية خرجت من وزارة الثقافة الفلسطينية، والمكتب الإعلامى الحكومى في غزة، فإن عدد تلك المواقع التي استهدفها الاحتلال قد تخطى الـ200 موقع، وهو ما يكشف كارثة كبرى تهدد الذاكرة الفلسطينية، وتراث مدينة غزة العريق، وسط اتهامات توجه للاحتلال بسرقة آثار أخرى لخلال اقتحام بعض المدن، في ظل صمت من جانب المنظمات الدولية على تلك الجرائم.

 

على الجانب الآخر سنجد، وزير الثقافة الفلسطيني، الدكتور عاطف أبو سيف، أحد سكان مدينة غزة التي تشهد عملية إبادة جماعية، كان أحد النازحين في مدينة رفح الفلسطينية، عانى مثل ما عناه النازحين في جنوب القطاع من نقص في الطعام والمياه الصالحة للشرب، وعدم توافر خدمات الكهرباء والإنترنت، وعدم توافر فرشات وبطاطين، ومؤخرا انتشرت له صورة في أحد مخيمات النازحين أثارت جدلا واسعا، لذلك الحوار معه يكتسب أهمية خاصة باعتباره المسئول الأول عن القطاع الثقافي الفلسطيني الذي يعانى من عملية تدمير ممنهج ومحو للذاكرة، بجانب أنه شاهد بعينه الجرائم غير الإنسانية التي مارسها الاحتلال ضد أهالى القطاع.

 

خلال حوارنا مع الدكتور عاطف أبو سيف، حاولنا ألا يكون الحوار مقتصرا فقط على الجانب الثقافي، والتراث الفلسطينى الذي أصبح مدمرا بفعل العدوان الغاشم الذي يشنه الاحتلال على غزة، بل كان حوارا ثقافيا إنسانيا سياسيا، يشمل العديد من الجوانب في وقت تلتف أنظار العالم أجمع حول ما يحدث في هذا القطاع الصغير من حرب تعد أبشع الحروب في العصر الحديث، واستهداف لكل شيء ثابت أو متحرك في غزة، فإلى نص الحوار..

 

عشت عدة أيام في مخيمات نزوح.. كيف يجبر الاحتلال الفلسطينيين على النزوح للجنوب؟
 

الاحتلال يتبع سياسات متعددة من أجل إجبار الفلسطينيين على النزوح  وهي نفس السياسات التي اتبعتها العصابات الصهيونية في عام 1948 نكبة الدموية من خلال ارتكاب مجازر بشعة وترويع وتخويف السكان على أمنهم وقصف المناطق السكنية وتحذير المواطنين وإرعابهم  باتباع سياسات وعقوبات جماعية ضدهم تشمل القتل وتدمير البيوت على سكانيها

 

هل الاحتلال يمارس نفس سياسة التهجير في عام 1948 الآن مع سكان عزة؟
 

من خلال الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من 3 أشهر يواصل الاحتلال نفس سياسة التهجير القائمة على الترويع والقتل والتدمير وهدم البيوت على سكانيها، وتدمير أحياء سكنية كاملة على المواطنين.

 

هل هناك مدن تم تدميرها بالكامل خلال العدوان الأخير؟
 

نعم.. مثل ما حدث في مخيم جباليا مثلا الذي تم تدميره بالكامل، وكذلك مدينة بيت حانون دمرت جميع مبانيها بشكل كامل، وتم تدمير أكثر من 70 % من مدينة غزة، وبنايات من 7 و10 طوابق تم إسقاطها بشكل كامل وقتل كل من فيها إذا ظل فيها أحد.

 

وكيف أثر تهجير الاحتلال للفلسطينيين إلى الجنوب في تفاقم سوء الأوضاع الإنسانية؟
 

ارتكاب المجازر والترويع وهدم البيوت على ساكنيها وكل هذه السياسات هي جزء من سياسات تهجير الفلسطينيين التي يمارسها الاحتلال من أجل خلق أوضاع تتحول فيها الحياة إلى أمر مستحيل، مثل قطع الكهرباء وقطع المياه وقطع الاتصالات وفصل مناطق محددة عن بقية المناطق الأخرى من خلال تقطيع الطرق وهدم كل شبكات المواصلات ، وبالتالي لا يكون أمام الإنسان إلا البحث عن النجاة ولا يكون البحث عن النجاة إلا من خلال الخروج من المنطقة الجغرافية والبحث عن النجاة في مكان أخر، وهذا ينتج عنه أزمات إنسانية متلاحقة وأوضع النازحين في المخيمات صعبة وبائسة للغاية،

 

كيف كانت تجربتك في إحدى مخيمات النزوح جنوب القطاع؟
 

أنا عشت في مخيم نزوح في رفح وأعرف الظروف السيئة، حيث نقص في أماكن الإيواء وكثير منهم يعيش في فصول مدرسية في المدارس، والفصل الذي لا تزيد مساحته عن 30 متر مربع في بعض الأحيان يستوعب أكثر من 80 فردا ، أي أن لكل متر مربع قد يتسع لـ3 أفراد.

 

هل هناك مواطنين في غزة لا يجدون أماكن إيواء؟
 

نعم.. ومن لم يجد مكان في مدارس الإيواء يقوم بنصب خيمة في الأماكن الفارغة والرملية خاصة في غرب مدينة رفح، في البرد الشديد والعواصف والرياح الشديدة وعدم وجود بطاطين وألحفة وفرشات ومخدات وهي أشياء أساسية للحياة، حيث يعيشون في العراء مع نقص حاد في السلع التموينية، لأن معظمهم ترك بيوتهم وتركوا الغاز والأدوات الخاصة بالمطبخ وتركوا ثلاجاتهم وبالتالي عليهم أن يبدأوا حياتهم من الصفر .

 

كيف أثر تزايد عمليات نزوح الفلسطينيين على الوضع الإنسانى في مدينة رفح؟
 

مدينة رفح هي مدينة صغيرة، وعدد سكان المحافظة بالكاملة لا يزيد 300 ألف نسمة، والآن عليها أن تستقبل حوالى مليون ونصف نسمة والبنية التحتية للمدينة غير مهيئة لاستقبال كل هذا العدد من النازحين وبالتالي هناك كارثة إنسانية حقيقية يعيشها الفلسطينيين هناك.

 

لماذا يتعمد الاحتلال استهداف المواقع الآثرية في غزة؟
 

الاحتلال يستهدف المواقع الآثرية في قطاع غزة، لأن هذا جزء من استهداف للرواية والهوية الوطنية الفلسطينية من خلال تدمير هذه الآثار والمواقع الآثرية والاعتداء على المباني الآثرية وهو محاولة لهدم جزء من الذاكرة الفلسطينية .

 

هل هذه هي المرة الأولى التى يستهدف فيها الاحتلال مواقع تراثية في غزة خلال عدوانه أم سبق الأمر في انتهاكات قبل ذلك؟
 

 

المشروع الصهيوني تاريخيا قائم على محاولة سلب الذاكرة الفلسطينية من خلال سرقة تراثنا وآثارنا وسلب جزء كبير منها لحكاية وجود مزعوم للعبرانيين، وهو وجود لم يثبت له أثر في التاريخ، ففي فلسطين وجدت اللغة الآثرية والبحوث التاريخية أدلة على وجود الرومان والبيزنطيين والآشوريين والفراعنة، بجانب الوجود الدائم والمستمر للكنعانيين والفينيقيين ولكن لا يوجد حجر واحد يؤكد أن العبرانيين كانوا يتواجدون هنا .

 

هل سرق الاحتلال قطع آثرية بجانب تدميره الممنهج للمواقع التراثية ؟
 

نعم تم سرقة، فالحرب الأساسية التي تشنها إسرائيل تاريخيا على الشعب الفلسطيني هي حرب على الذاكرة، حيث تريد محو الذاكرة الفلسطينية وأن تستبدل هذه الذاكرة بذاكرة جديدة، وما لم تستطع أن تسرقه من آثار وتراث يتم هدمه، وهذا ما يحدث في غزة، حيث يتم هدم المباني التاريخية، كما يتم هدم المتاحف وسرقة محتوياتها وهدم المراكز الثقافية والمسارح والمكتبات العامة والمطابع ودور النشر كما يتم هدم المؤسسات الثقافية واستهداف الكتاب والفنانين وجاليريهات الفن  بشكل ممنهج، وبشكل يستهدف بنية الرواية الفلسطينية وبنية السردية الوطنية القائمة على أن مثل هذه الشواهد والآثار والمعالم الثقافة والتراثية والفنية هي أدلة وثوابت على استمرارية وجود الشعب الفلسطيني، وهي أرض عامرة وليست أرض فارغة، وأرض عملت منذ فجر التاريخ وحتى هذه اللحظة، ومدينة غزة ربما  كانت من أوائل المدن التي وجدت في فجر التاريخ  واستمر الوجود الفلسطيني فيها ولم ينقطع .

 

ما هو تاريخ استهداف وتدمير المواقع الآثرية في غزة؟
 

نتذكر أن أول استهداف للمدينة التاريخية في غزة بالعصر الحديث كان خلال احتلال فلسطين على يد الحلفاء عام 1917، حيث تم قصف مدينة غزة التاريخية عبر البحر، والطائرات البريطانية دمرت منطقة القيصرية و منطقة الخان وسوق الزايون، كما أن المسجد العمرى الذي تهدم جزء منه على يد الدبابات الإسرائيلية، تهدمت أجزاء منه في عام 1917 أي قبل 105 سنوات تقريبا، والكنيسة في مدينة غزة تضررت بشكل مستمر.

 

ولماذا يستكمل الاحتلال ما بدأته بريطانيا في تدمير التراث الفلسطيني؟
 

 سياسة الاحتلال واحد، وإسرائيل تكمل ما قام به الاحتلال البريطاني في هذا الوقت، لأن هذا الاحتلال البريطاني هو من أوجد هذا الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين ، وبالتالى استهداف المواقع التراثية هو جزء من سياسة الاحتلال بشكل عام، وغزة تاريخيا تعرضت الأماكن التراثية فيها لقصف مستمر من قبل الاحتلال الإسرائيلي قبل هذا العدوان، ونتذكر تل المنطار وبعض المواقع الآثرية والتراثية، خاصة مواقع الاستكشافات الآثرية في تل سكن الأثري خلال العدوان الإسرائيلي في عام 2014 وقبل ذلك.

 

هل استهداف المواقع التراثية يمثل انتهاكات للقوانين الدولية؟
 

من المؤكد أن استهداف المواقع التراثية تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي، لأن هذه المواقع الآثرية والتراثية محمية بقوانين وتشريعات دولية، فعندما نتحدث عن ميناء غزة القديم شمال مخيم الشاطئ فهو من أقدم الموانئ في التاريخ منذ عهد الفينيقيون، لأن الفينيقيون هم أول من ركبوا البحار وبالتالي هذا الميناء الفينيقى القديم يشكل واحد من معالم  أوائل الحضارة البشرية  وبالتالي الاعتداء على الإرث الفلسطيني  هو اعتداء على ذاكرة الكون والبشرية.

 

هل هناك إجراءات تتخذها وزارة الثقافة الفلسطينية لمحاكمة الاحتلال على استهداف المواقع الآثرية؟
 

قلنا لليونسكو أن عليها وعلى الجهات الدولية أن تتدخل لحماية هذا الجزء المهم من ذاكرة الحضارة العالمية، فالكنائس والمساجد في فلسطين التي بناها أجدادنا ونحن الذين عمرناها، ولكن لا يمكن فصل حقيقة أن كنيسة القديس برفيريوس هي ثالث أقدم كنيسة في العالم، وأن المسجد السيد هاشم مدفون فيه جد الرسول هاشم بن عبد مناف، لذلك سميت غزة هاشم بالتاريخ، وبالتالي استهداف هذه المواقع هو اعتداء على ذاكرة الكون والبشرية وليس فقط انتهاكا للقانون الدولي والقانون الدولى الإنساني، وبالتالي تقع مسئولية كبيرة على المنظمات الدولية من أجل حماية هذه الممتلكات الثقافية المادية وغير المادية، ونقول إنه في متحف رفح هناك تحت الركام 320 قطعة تطريز قديمة، أحدثها ضعف عمر دولة الاحتلال، واليونسكو نفلها قبل عامين وبالتحديد في عام 2021 اعتبرت هذا التطريز جزء من التراث العالمي، وبالتالي نقول لليونسكو وللمنظمات الدولية احموا هذا الجزء من التراث العالمي.

 

هل الأرقام التي خرجت مؤخرا بشأن عدد المواقع التراثية التي تم تدميرها من قبل الاحتلال والتي تتخطى الـ200 موقع هي أعداد نهائية؟
 

نحن نتابع عن كثب كل ما يجرى في المواقع التراثية والآثرية ونقوم بعمل إحصائيات أولية ولكن هذه بيانات أولية ولكن ليست بيانات دقيقة لأنه لم تنجل الصورة بشكل واضح إلا بعد انسحاب قوات الاحتلال وانتهاء هذه الحرب لأنه سنكتشف هناك الكثير من الأضرار التي لم نعرفها.

وما هي الإحصائيات التي خرجت حتى الآن من الوزارة بشأن عدد المواقع التراثية التي تم استهدافها في غزة؟

 

ونحن أحصينا بشكل نهائي في التقرير الأولى الأخير لوزارة الثقافة تدمير 195  مبنى تاريخي، بجانب 9 مواقع تراثية وآثرية مثل الكنيسة البيزنطية  والمقبرة الرومانية القديمة بجانب ميناء غزة القديم وهو الميناء الفينيقى القديم ومواقع مختلفة، ومقام الخضر ومقامات مختلفة في غزة ، وبالتالي أول شيء نقوم به هو عملية الإحصاء المستمر .

 

هل هناك اتصالات تجرونها من أجل إعادة ترميم ما تم هدمه من مواقع تراثية خلال العدوان الأخير؟
 

سنضع تصورات بالتعاون مع الشركاء المختلفين في وزارة السياحة والآثار والوزارات المعنية واليونسكو والمنظمات الأخرى المعنية بقطاع الثقافة في العالم والإقليم من أجل ترميم هذه المباني وترميم اللغة الآثرية .

 

وما هي إجراءاتكم من أجل استعادة ما تم سرقته من آثار فلسطينية في غزة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير؟
 

سنخوض حربا شرسة مع دولة الاحتلال من أجل استعادة ما تم سرقته، وهذا لن نعرفه إلا بعد انتهاء الحرب، حيث لم نقوم بإحصاء نهائي بشأن القطع الآثرية والمقتنيات الثقافية المختلفة، وربما أعمال فنية، وقد يكون مبكرا تحديد الإجراءات الدقيقة التي سيتم اتخاذها ولكن نحن في ظرف ثقافى نضع تصورات وسيناريوهات مختلفة من أجل استعادة كل الآثار والتراث المسروقة من قبل الاحتلال.

 

هل ابلغتكم منظمة اليونسكو عن أي إجراء ستتخذه لمواجهة هذه الاستهدافات؟
 

المنظمات الدولية واليونسكو الصليب الأحمر وغيرها من المنظمات الدولية مقصرة في هذا الجانب، وهناك صمت على الجرائم التي ترتكب في قطاع غزة وصمت على قتل الإنسان من قبل منظمات الأمم المتحدة، وصمت على قتل التراث والآثار من قبل اليونسكو والكل مدان في ذلك، لأن من يصمت على قتل الإنسان ويصمت على قتل المكان وتدمير المكان فهو مشارك ومساهم بطريقة أو بأخرى في هذا .

 

بما تفسر حالة الصمت الدولى على جرائم الاحتلال في غزة؟
 

نحن نشعر بالأسف لأن منظمة اليونسكو لم تحرك ساكنا حتى هذه اللحظة، ونحن طالبنا بتحرك دولى من أجل الكشف عن هذه المواقع الآثرية، فنحن نقول إن الكنيسة البيزنطية واحدة من أقدم الكنائس الموجودة في العالم، ونقول إن المقابر الرومانية واحدة من المقابر التي دفن فيها الإنسان المسيحى الأول، فهي أقدم مقبرة شهدت دفن على الطريقة المسيحية، وبالتالي لا يمكن أن يفهم لماذا يصمت العالم على مثل هذه الجرائم ! وكيف يمكن الصمت على حصار المسيحيين الفلسطينيين في الكنيسة في ليلة أعياد الميلاد الغربية 24 ديسمبر، أو الشرقية قبل أيام ! ولا يمكن فهم كيف يمكن التضحية بحق الإنسان في العبادة بمثل هذه السهولة، وبالتالي المنظمات الدولية المختلفة سواء اليونسكو أو الأمم المتحدة متواطئة في هذه الجريمة لأنها لم تحرك ساكنا .

 

كيف ترى الدعم الأمريكي لجرائم الاحتلال في غزة؟
 

الدعم الأمريكي لإسرائيل ليس مستغربا وليس جديدا، ولكن لا يمكن أن نقول إنه متوقع، لأن المتوقع أن ينتصر الإنسان للخير ولا يقف مع القاتل وألا يقف مع الظلم، والولايات المتحدة الأمريكية تناقض نفسها في كل مرة يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية، حيث تناقض مبادئها وتناقض مبادئ دستور فيلادلفيا الذي أقيم عليه الاتحاد الأمريكي وتناقض مبادئ ويلسون الـ14 التي تأسس عليها النظام الدولى الحديث  مع إنشاء عصبة الأمم ثم الأمم المتحدة .

 

وهل أنت كفلسطيني تستغرب هذا الموقف الأمريكي تجاه جرائم الاحتلال؟
 

أنا بالنسبة لى كفلسطينى لا استغرب موقف الولايات المتحدة، وربما سنستغرب إذا استفاقت الولايات المتحدة الأمريكية من غيبوبة الانحطاط الأخلاقى التي تعيش فيها، ووقتها يمكن أن نستغرب أنها أفاقت وعادت لرشدها وأنها باتت تقف بجانب الحق، فالعالم ينتفض ويتحرك بسبب قضية بسيطة وربما تنشب حرب صغيرة ولكن لا يحرك ساكنا عندما يباد ما يقرب من 23 ألف فلسطيني  ويصاب حوالى 60 ألف فلسطيني، ويفقد 9 آلاف فلسطيني، وتدمر 70 % من مدينة تاريخية مثل غزة ولا يحرك العالم ساكنا.

 

كيف ترى الموقف المصرى الداعم للقضية الفلسطينية؟
 

نحن كفلسطينيين نقدر موقف مصر في دعم القضية الفلسطينية، وهو موقف ليس غريبا على مصر منذ معارك الجيش المصري في فلسطين وصمود الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في الفالوجة وغيرها، وبالتالي الموقف المصرى مقدر خاصة في مجابهة سياسة الترحيل التي يسعى الاحتلال عملها من أجل استكمال إفراغ الساحة الفلسطينية من الشعب الفلسطيني واستكمال مشروع النكبة .

 

 

وماذا عن الموقف المصرى الرافض للتهجير القسري للفلسطنيين؟
 

نحن نواجه جريمة مستمرة، وهناك موقف مصري قوى رافض للتهجير القسري وإخراج السكان خارج قطاع غزة، وفتح معبر رفح من أجل مساندة صمود المواطنين في غزة موضع تقدير ، بجانب صمود شعبنا هو الأساس ورفضه لسياسات التهجير، وهناك تكامل واضح بين القيادة الفلسطينية و القيادة المصرية، وربما تجلى بشكل أكبر من خلال التنسيق المشترك بين الرئيسين في اللقاء الأخير الذي تم في القاهرة، ونحن نريد لهذا التنسيق أن يستمر، ونريد لهذه المواقف أن تشكل الموقف القومى العربي.

 

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة