مع اتساع رقعة الصراع إقليميا، بسبب استمرار الحرب الإسرائيلية الغاشمة ضد قطاع غزة، تزداد الاتهامات لدولة الاحتلال بزعزعة استقرار الشرق الأوسط وإشعال فتيل التوترات فى المنطقة. وقال دبلوماسيون، إن الاغتيالات الإسرائيلية الأخيرة التى استهدفت كبار قادة حزب الله فى جنوب لبنان تهدد بتصعيد خطير بين الجانبين فى صراعهما الحدودى المستمر منذ ثلاثة أشهر.
وقال دبلوماسيون تحدثوا إلى صحيفة الجارديان، إن عمليات القتل المستهدف لاثنين من قادة حزب الله فى أعقاب هجوم 7 أكتوبر، تهدد بتمزيق التفاهم الهش بين الجانبين حول ما يشكل تصعيدًا خطيرًا.
وفى أحدث تطور مثير للقلق على الحدود، أدى صاروخ موجه أطلق الأحد من لبنان إلى مقتل امرأة تبلغ من العمر 76 عامًا وابنها البالغ من العمر 40 عامًا فى قرية كفار يوفال فى شمال إسرائيل، بعد ساعات من زعم الجيش الإسرائيلى قتله أربعة مسلحين مدججين بالسلاح كانوا يحاولون الدخول من لبنان فى موقع يبعد حوالى 16 كم شمال شرق كفار يوفال.
وكفار يوفال هى واحدة من أكثر من 40 بلدة على طول الحدود الشمالية التى أخلتها الحكومة الإسرائيلية فى أكتوبر. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن العائلة بقيت فى المنطقة لأنها تعمل فى الزراعة.
ورغم أن إسرائيل اغتالت منذ فترة طويلة أعضاء الجماعات الفلسطينية، فضلا عن آخرين فى مرمى نظرها - بما فى ذلك علماء نوويون إيرانيون رئيسيون - منذ نهاية حرب لبنان المدمرة للغاية فى عام 2006، فقد تجنبت استهداف شخصيات بارزة فى حزب الله فى ضربات استخباراتية.
ويبدو أن ذلك قد تغير مع مقتل وسام الطويل، وهو قائد كبير فى قوة الرضوان النخبوية التابعة للجماعة. وقتل الطويل (58 عاما) يوم الاثنين الماضى فى هجوم بطائرة بدون طيار على سيارته فى خربة سلم بجنوب لبنان. وقبل بضعة أيام، أدت غارة إسرائيلية على إحدى ضواحى بيروت إلى مقتل الرجل الثانى فى المكتب السياسى لحماس، صالح العاروري.
وقُتل قائد ثانٍ فى حزب الله، هذه المرة فى قواته الجوية، على حسين برجى، على مشارف جنازة الطويل، أيضًا فى غارة على سيارة. وفى أعقاب ذلك مباشرة، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلى، يسرائيل كاتس، مسؤوليته فى مقابلة تلفزيونية، قائلًا: "هذا جزء من حربنا. نحن نضرب أشخاص فى حزب الله".
وعلى الرغم من أن كلا الجانبين كانا يطلقان النار عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وأحيانا عدة مرات فى اليوم، فقد أشار المراقبون إلى عمليات القتل المستهدف باعتبارها بداية جديدة فى الصراع. وقال أحد كبار الدبلوماسيين: "لم نشهد شيئًا كهذا من قبل. أنه يمثل بالتأكيد تصاعدًا طفيفًا [فى الصراع] ونحن بحاجة إلى أن نرى إلى أين يأخذنا، وما إذا كان جزءًا من نمط ما".
ومن بين المخاوف أن نمطًا جديدًا من اغتيالات شخصيات حزب الله يمكن أن "يؤدى إلى تمدد مرونة" ضبط النفس إلى نقطة الانهيار، وفقا للصحيفة.
قال مكرم رباح، الأستاذ المساعد فى تاريخ الشرق الأوسط المعاصر فى الجامعة الأمريكية فى بيروت والمعلق: "كان الطويل رجلًا ذا خبرة وكان موجودًا فى عام 2006 [أثناء حرب لبنان الثانية]. الطويل كان مثل قاسم سليمانى، قائد فليق القدس فى الحرس الثورى الإيراني. ولا يمكن استبداله بسهولة. أنه شخص ارتقى إلى أعلى الرتب."
ويرى رباح أن الضربة التى تعرض لها برجى، خارج منزل شقيق الطويل، وأثناء تشييع جنازة الطويل، تعد انتهاكًا كبيرًا آخر لـ"القواعد" قائلا "إن القيام بذلك فى جنازة، مع العلم بالحساسية الثقافية، كان بمثابة تجاوز لخط أحمر آخر. ولكن مرة أخرى كانت الرسالة أنهم يعرفون أين الجميع. وما يقال على نطاق أوسع للآخرين هو أنهم على قيد الحياة لأننا لا نريد أن نقتلهم. ولكن يمكننا أن نقتلك عندما نشاء".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة