مصر تتحول من عجز الإنتاج إلى مصاف الدول الـ5 الكبار عالميا فى صناعة الأسمدة.. 19 مليون طن إنتاجا سنويا و4 مليارات دولار قيمة الصادرات.. خطط طموحة لتطوير المصانع واستهداف 10 مليارات دولار صادرات خلال عامين

الثلاثاء، 05 سبتمبر 2023 06:00 ص
مصر تتحول من عجز الإنتاج إلى مصاف الدول الـ5 الكبار عالميا فى صناعة الأسمدة.. 19 مليون طن إنتاجا سنويا و4 مليارات دولار قيمة الصادرات.. خطط طموحة لتطوير المصانع واستهداف 10 مليارات دولار صادرات خلال عامين اسمدة ارشيف
عبد الحليم سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

احتلت مصر مكانة عالمية متميزة فى صناعة الأسمدة وفى تصديرها للخارج، بعدما كانت من الدول المستوردة للأسمدة للوفاء بالاحتياجات، حيث جاءت حاليا فى المركز الخامس عالميا فى الإنتاج والسادس فى التصدير، لتكون واحدة من أهم دول العالم فى تلك الصناعة التى وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى بتوطينها والتوسع فيها، وهو ما تم بالفعل من خلال الشركات العامة وشركات قطاع الأعمال العام التى دشنت مصانع جديدة فى دمياط والسخنة وأسوان ساهمت فى الوصول بالصادرات لـ3.4 مليار دولار العام الماضى وستصل لنحو 4 مليارات دولار بنهاية العام الجارى، ما يمثل ضعف صادرات عام 2021.

توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بمواصلة العمل على تطوير منظومة إنتاج الأسمدة على المستوى المحلى، كونها من أهم المدخلات والمستلزمات المؤثرة على الإنتاج الزراعى والأمن الغذائى، مشيرا إلى أن الدولة تعمل بدأب على بناء قاعدة صناعية حقيقية ومتطورة فى مختلف المجالات الصناعية، لاسيما ذات الصلة بالأمن الغذائى والقطاعات الحيوية، فى ضوء تنامى التحديات الدولية فى هذا الشأن.

ونجحت مصر فى تحقيق الاكتفاء الذاتى من الأسمدة المختلفة، وتصدير نصف انتاجها تقريبا للخارج حيث يتم إنتاج نحو 19 مليون طن اسمدة متنوعة ويتم توجيهها للأسواق المحلية بما يتواكب مع زيادة الرقعة الزراعية سواء فى الدلتا الجديدة او فى سيناء وغيرها من مناطق الزراعة التى تستهدفها الدولة، لزيادة الرقعة الزراعية، حيث أن خطه الدولة تستهدف استصلاح نحو 3.5 مليون فدان من شأنها أن تصل بالرقعة الزراعية فى مصر إلى 12.5 مليون فدان بزيادة قدرها 30% عن الرقعة الزراعية الحالية، بما يساعد على تحقيق اكبر قدر من الاكتفاء الذاتى من الحاصلات الزراعية وإتاحة فائض أكبر فى الانتاج للتصدير حيث إن المستهدف صادرات بنحو 10 مليارات دولار خلال عامين فى اطار خطة زيادة الصادرات لـ100 مليار دولار سنويا.

وزير قطاع الأعمال العام: حجم صادرات مصر من الأسمدة نحو 3.4 مليار دولار
 

قال الدكتور محمود عصمت أن وزارة قطاع الأعمال العام تعمل فى إطار السياسة العامة للدولة بدعم التصنيع والتوسع فى الصناعات لسد احتياجات السوق المحلية والمنافسة فى الأسواق العالمية خاصة للصناعات التى تمتلك مصر فيها ميزة نسبية، مشيرًا إلى تنويع الإنتاج والعمل على تصنيع منتجات جديدة

وأوضح فى تصريحات له أن حجم صادرات مصر من الأسمدة شهد نموا خلال 2022 بنحو 3.4 مليار دولار مقابل 2.3 مليار دولار خلال 2021، مشيرا إلى أن مصر احتلت المرتبة السابعة عالميا فى صادرات الأسمدة لتسبق العديد من الدول بأوروبا وشرق آسيا، مستفيدة من الأزمة الروسية الأوكرانية خاصة أن الدولتين تحتلان مرتبة عالية فى صادرات الأسمدة، حيث ساهم ذلك فى دخول مصر لأسواق جديدة كدول الاتحاد الأوروبى بديلا للمنتج الروسى.

 وأضاف الوزير أن الطاقات الإنتاجية السنوية للأسمدة تبلغ 7.8 مليون طن تقريبا من الأسمدة النيتروجينية، و7 ملايين طن من صخر الفوسفات،و4 ملايين طن من الأسمدة الفوسفاتية.

وأشار أن الصناعة المصرية عامة وصناعة الأسمدة على وجه الخصوص حافظت على معدلات إنتاج متميزة، فى ظل الاهتمام والدعم الذى توليه القيادة السياسية والحكومة لقطاع الصناعة وتهيئة المناخ والقوانين والتشريعات المشجعة للإنتاج والجاذبة للاستثمار.

 أضاف أن مصر تأتى فى المركز السادس عالميًا فى إنتاج اليوريا وخامس أكبر مصدر للمنتج، وفى ظل الاكتشافات الجديدة للطاقة ومع دخول المزيد من المشاريع الجديدة مراحل الإنتاج آخرها مصنع "كيما 2" بأسوان، بالإضافة إلى مجمع الأمونيا بالعين السخنة التابع لشركة النصر للكيماويات الوسيطة، ومشروعات التطوير بالوحدات القائمة، ستؤدى إلى زيادة حصص الإنتاج والصادرات.

 

مشروعات جديدة للأسمدة تتواكب مع حماية البيئة

 تسير مصر بخطى ثابتة لدعم وتطوير البنية الأساسية وتحديث كافة الصناعات إلا أنها وإدراكا واستشعارا منها لقضية التغير المناخى وأهميتها فى تحديد شكل الحياة فى المستقبل تسير بنفس الخطى نحو التغلب على الآثار المتوقعة والآثار الناجمة عنها، واستضافة مصر لمؤتمر قمه المناخ ( COP 27 ) وما نتج عنه من اتفاقيات ومشروعات لها مؤشر واضح على جهود الدولة المصرية فى هذا الاتجاه.

هناك العديد من المشروعات التى تنفذها المؤسسات والشركات المصرية فى مجال الطاقة النظيفة والاتجاه نحو الأمونيا الخضراء مثل مشروع شركة فرتجلوب بالعين السخنة، وتوجه الشركة القابضة للصناعات الكيماوية لإعداد دراسات اقتصادية وتقنية مع الشركاء الدوليين من أجل إدراج الأمونيا الخضراء ضمن مشاريع إعادة الإحلال والتطوير القائمة فى مصانع النصر والدلتا للأسمدة وكيما 1 (والذى تأسس فى ستينيات القرن الماضى ويعد من أوائل وحدات إنتاج الأمونيا الخضراء عالميا).

 

صادرات الأسمدة المصرية وترتيب الدول المستوردة

 

ارتفعت قيمة صادرات مصر من الأسمدة لتسجل 3.4 مليار دولار خلال عام 2022 مقابل 2.2 مليار دولار خلال عام 2021 بزيادة بلغت 1.2 مليار دولار، وبنسبة ارتفاع بلغت نحو 50.2%.

 تصدرت فرنسا قائمة أعلى عشر دول استيراداً للأسمدة من مصر عام 2022، حيث سجلت قيمة صادرات مصر من الأسمدة لها 375 مليون دولار، يليها إيطاليا بقيمة 249مليون يورو، واسبانيا بقيمة بلغت 183 يورو ثم اليونان بقيمة حوالى 149 مليون يورو وبلجيكا بقيمة حوالى 97 مليون يورو وقد احتلت تلك الدول حوالى 77% من إجمالى حصة الاتحاد الأوربى من الاسمدة المصرية خلال 2022.

أيضا بريطانيا استقبلت اسمدة بقيمة 325.1 مليون دولار.، والبرازيل بقيمة 250.7 مليون دولار، والهند بقيمة 207.1 مليون دولار، ورومانيا فى المركز السادس بقيمة 151.2 مليون دولار.

كما شهدت الصادرات المصرية من الاسمدة وفقا لإحصائيات المفوضية الأوروبية ارتفاع ملحوظ خلال 2022 بلغت نسبته نحو 187.5% حيث قدرت الصادرات المصرية بنحو 1.5 مليار يورو مقابل 521.7 مليون يورو عام 2021.

 

عماد حمدى : تطوير المصانع القائمة لزيادة الصادرات

 ‏أكد عماد حمدى رئيس النقابة العامة للكيماويات عضو مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات الكيماوية، أن صناعة الأسمدة من الصناعات الاستراتيجية الهامة، التى تمثل أهمية كبيرة للدخل القومى المصرى، لاسيما أن نصفها على الأقل يتم تصديرها للخارج، علاوة على الحاجة الكبيرة للقطاع الزراعى للأسمدة خلال الفترة الحالية والمقبلة، فى ظل توسع الدولة وفق توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى فى المجال الزراعى فى مختلف المناطق فى مشروع المليون ونصف المليون فدان والدلتا الجديدة وغيرها.

‏أضاف عماد حمدى لـ"اليوم السابع" أنه من المهم خلال الفترة المقبلة الانتهاء من تحديث وتطوير المصانع القائمة التابع الشركة القابضة للصناعات الكيماوية فى وزارة قطاع الأعمال العام على رأسها شركة الدلتا للأسمدة فى طلخا التى كنا ننتظر تطويرها، علاوة على الانتهاء من تطوير وتحديث شركة النصر للأسمدة بالسويس، سواء من خلال مشروع الشراكة مع القطاع الخاص، أو تحديث المصانع الحالية ؛مما يضعف الصادرات المصرية من الأسمدة خلال الفترة المقبلة.

‏أضاف حمدى أن مصنع الدلتا للأسمدة والنصر للأسمدة قوة كبيرة تضاف إلى الاقتصاد الوطنى، وإلى صادرات الأسمدة ولتحقيق الاكتفاء الذاتى من الأسمدة فى ظل التوسع الكبير فيها، وزيادة الطلب من الأسواق الأوروبية والأمريكية للأسمدة المصرى بشكل كبير، مشيرا إلى أهمية سرعة الانتهاء أيضا من مصنع كيما القديم وتحديثها وتطويرها، بما يمثل قيمة مضافة كبيرة للصناعة ودعم الاقتصاد الوطنى ويوفر فرص عمل ويساهم فى القضاء على البطالة.

 

حسن عبد العليم : نساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأسمدة وتوفيرها

 

كشف المهندس حسن عبد العليم، رئيس شركة حلوان للأسمدة، إحدى شركات الحكومة، أن مصر دولة رائدة فى صناعة الأسمدة، بعد أن كانت أواخر القرن الماضى دولة مستوردة، علاوة على كونها أصبحت من أهم الدول المصدرة للأسمدة وتحقق الاكتفاء الذاتى من الأسمدة.

 أضاف عبد العليم لـ"اليوم السابع" أن تحول مصر لدولة مصدرة للأسمدة جاء نتيجة تحديث المصانع وزيادة المصانع، وبالتالى زادت الإنتاجية المحلية حيث‏ تم انشاء 7 مصانع، مصرية 1 و2، وحلوان وموبكو وأبو قير 3، وكلها مصانع نفس الطراز، مما يمنحنا ميزة كبيرة جدا، لانه أى مصنع محتاج أى قطع الغيار يمكن الحصول عليها من مصنع شقيق، ولا بتوقف ونحن نمد ايدينا لكل المصانع الشقيقة.

 كشف إنه يتم تصدير نصف الكمية والنصف الثانى يتم تحويله لوزارة الزراعة بأقل من تكلفته بقيمه 40 دولار فى الطن، وذلك لخدمة الفلاحين والقطاع الزراعى فى مصر، مشيرا أن الحكومة عملت معادلة عادلة لبيع الغاز لمصانع الأسمدة، بحيث عندما يزيد السعر تزيد قيمة المليون وحدة حرارية، وعندما ينخفض تنخفض قيمة المليون وحدة حرارية، والتى تصل حاليا لنحو 4.5 دولار، موضحا أن مصر تنتج نحو 7 ملايين طن يوريا سنويا يتم تصدير نصفها لمختلف دول العالم، منها أوروبا الشرقية والهند وأفريقيا، فى حين الشركات الكبيرة مثل أبو قير تصدر لأمريكا الجنوبية على رأسها البرازيل.

 

عماد الدين مصطفى : خطط تطوير مصانع أسمدة القابضة الكيماوية مستمرة

 

 كشف عماد الدين مصطفى، رئيس القابضة للصناعات الكيماوية، أن الأسمدة هى قاطرة زيادة الصادرات وتحقيق حلم ال 100 مليار دولار شريطة دعمها وإزالة كافة المعوقات أمامها، لافتا أن الاتجاه العالمى للاقتصاد الأخضر التوسع فى المشروعات والصناعات الخضراء ليس مجرد رفاهية أو ترفيه وانما ضرورة حتمية للحد بشكل كبير من الملوثات والسيطرة على حرارة الأرض.

أضاف عماد مصطفى لـ"اليوم السابع"، أن كيما بأسوان كانت تنتج الأمونيا الخضراء منذ بدايتها، وبالتالى سنسعى لدراسة إعادة إنتاج الأمونيا الخضراء والتى تعتمد على مصادر نظيفة، وقريبا سيتم الإعلان عن تفاصيل تطوير مصنع كيما 1 وتطويره، بما يتماشى مع استراتيجية القابضة لشركاتها التابعة وتعظيم موارد الشركات وفى الوقت نفسه حماية البيئة.

و بالنسبة لشركة النصر للأسمدة هناك بالفعل مشروع سيجرى تدشينه مع القطاع الخاص، وتم تحويله من إنتاج الأمونيا التقليدية إلى إنتاج الأمونيا الخضراء فى السويس، الصعبة.

‏وتسعى الشركة القابضة للصناعات الكيماوية لاستمرار خطة هيكلة وتطوير الشركات التابعة، حيث سيتم تطوير مصانع الأسمدة بتكلفة تصل لنحو 1.5 مليار دولار.

 وسيتم إنتاج أمونيا (تقليدية) بالسويس والهدف من المشروع : زيادة الطاقة الإنتاجية لمصانع شركة النصر للأسمدة (السويس) الفرصة تعد شركة النصر للأسمدة من رواد انتاج الامونيا فى السوق المصرى، وتزايد الطلب فى مصر وافريقيا، بتكلفة تقديرية للمشروع 250 مليون دولار

 وكذا تطوير مصانع شركة الدلتا للأسمدة (طلخا) لزيادة الطاقة الانتاجية لمصانع الشركة من 1200 طن يوم لتصبح 1320 طن/يوم. التكلفة التقديرية للمشروع 750 مليون دولار.

 وتطوير خطوط انتاج اليوريا بمصانع شركة الدلتا للأسمدة (طلخا) الطاقة الإنتاجية : 2250 طن /يوم، التكلفة التقديرية للمشروع 250 مليون دولار، علاوة على تطوير مصانع كيما القديمة لإنتاج النترات بتكلفة تصل لنحو 300 مليون يورو.

 

شريف الجبلى : التوسع فى مصانع الأسمدة يزيد الصادرات تلقائيا

أكد الدكتور شريف الجبلى عضو مجلس النواب ، رئيس غرفة الصناعات الكيماوية باتحاد الصناعات، أن صناعة الأسمدة من الصناعات الواعدة وذات جودة عالية جدا وبالتالي يمكنها تحريك قيمة الصادرات المصرية حال زيادة الطاقات المتاحة والتوسع في المصانع الجديدة.

 أضاف شريف الجبلى لـ"اليوم السابع" أن هذه الصناعة لديها مزايا عديدة منها إنها كثيفة العمالة، بجانب أن استثماراتها كبيرة، فإنشاء مصنع يتكلف نحو مليار دولار، وبالتالي يمكن زيادة الصادرات ومضاعفتها عدة مرات  والاستفادة من الأسعار العالمية وكذلك تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية في دخول أوروبا بشكل اكبر وأسواق أخرى مثل السوق الافريقي الذى بدا بالفعل يطلب الأسمدة من مصر من دول غانا وزامبيا وزيمبابوى وساحل العاج .

أوضح أن القطاع قادر على توفير الأسمدة للمساحات الزراعية الجديدة في مصر لانه من المهم توفير احتياجات السوق المحلى من الأسمدة مع تحويل دعم الفلاح لدعم نقدى بدلا من الدعم العينى.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة