كنا في حاجة لقناة وثائقية مصرية بأهداف ورؤية واضحة ومحددة، وتأثير حقيقي في الإعلام العربي، وبالفعل نجحت تلك القناة الوليدة منذ التدشين، وأصبحنا نمتلك منصة بالغة الأهمية توثق لتاريخنا ولأحداثنا ولرموزنا باحترافية ومهنية بعيدة عن المبالغات، لتقدم لنا رؤية مصرية تجاه الأحداث بعيدا عن الرؤى الممولة أو المدفوعة والموجهة، فالحيادية وتقديم الحقائق هي عنوان كل المواد التي تنتجها تلك القناة المتميزة.
الأفلام الوثائقية نعلم جميعا أن تأثيرها بالغ الأهمية، وهنا جاء دور القناة الوثائقية فقد استطاعت في فترة قصيرة أن تقدم لنا منتجات تحقق وتوثق وتربط الماضي بالحاضر، ونحن الآن نعيش احتفالا باليوبيل الذهبي لنصر أكتوبر العظيم، وأنتجت تلك القناة أفلاما تابعت بعضها بشغف، واستفدت كثيرا مما قدمته من محتوى معرفي موثّق بمعلومات وشهادات من أطراف متعددة تمد المشاهد المصري والعربي بحقائق صادقة، وخريطتها متنوعة منها المحتوى السياسي والثقافي والتاريخي وحتى الترفيهي له نصيب من إنتاجها.
كما أشرت نعيش في تلك الفترة إنتاجا متميزا لهذه القناة عن حرب أكتوبر بعدد من الأفلام، منها (من أرشيف الجبهة) الذي يحتوي على مشاهد حقيقية من حرب أكتوبر وتضحيات أبطالنا، وفيلم آخر حمل عنوان (هوامش على دفتر النصر) وثّق أقوال القادة السياسيين المصريين وغيرهم، منها ما قاله دافيد ألعازار رئيس أركان الجيش الاسرائيلي خلال حرب أكتوبر، وأيضا داخل هذا الفيلم تصريحات لموشيه ديان، ويجال ألون.
كل فيلم أشاهده في تلك القناة يحمل شغفا كبيرا بالنسبة لي ولأي متابع لها، فهي حقا أداة وثائقية تقوم بدور استراتيجي مهم، أدعو كل المشاهدين من المحيط إلى الخليج لمتابعتها، وأتمنى ترجمة كل المواد المقدمة فيها لعدة لغات حتى نصدر تلك الأعمال ويتابعها العالم كله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة