فى مئوية موسيقار الشعب.. سعيد الشحات يكشف سر جلسة غضب فيها الموسيقار محمد عبدالوهاب من عمار الشريعى ثم نصحه: "بطل العبط ده وبص لسيد درويش"

الأربعاء، 13 سبتمبر 2023 12:40 م
فى مئوية موسيقار الشعب.. سعيد الشحات يكشف سر جلسة غضب فيها الموسيقار محمد عبدالوهاب من عمار الشريعى ثم نصحه: "بطل العبط ده وبص لسيد درويش" الموسيقار الكبير عمار الشريعي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
في لقائي الأول عام 1996 مع الموسيقار الكبير عمار الشريعي، سألته:" انت امتداد لمين في الموسيقي؟ أخذ نفسا عميقا، وانطلق في حديث متدفق كشف فيه عن سر الجلسة التي جمعته مع أستاذه الموسيقار محمد عبدالوهاب، وغضب فيها الأستاذ من نظرة تلميذه لموسيقار الشعب سيد درويش، وتنتهي الجلسة ليبدأ عمار رحلة البحث عن "موسيقار الشعب".
 
أجاب عمار علي سؤالي قائلا :"كل الذين أحببتهم ستجدهم يمتلكونني في وقت من الأوقات، القصبجي، الشيخ زكريا أحمد، محمد عبدالوهاب، رياض السنباطي، محمد الموجي، كمال الطويل، فريد الأطرش، محمود الشريف، سيد مكاوي، بليغ حمدي، هؤلاء آبائي، لكن من بينهم أعرف أطلع أنا عمار الشريعي، عمار اللي الناس عرفته بشخصيته الموسيقية الخاصة به هو".
                                           
سألته عن سيد درويش وخصوصيته بين هؤلاء بالنسبة له، فاعترف :"لم أعرفه إلا وعمري 25 أو 26 سنة والسبب كان محمد عبدالوهاب السبب، لم أكن أعرف سيد درويش خالص، يعني لا أري قيمته الموسيقية بحجمها الحقيقي، وكل ما أعرفه عنه، أوبريت "العشرة الطيبة" و" شهر زاد"، وحاجات تانية بسيطة، ولا أري أنهم يستهلوا كل وجع القلب، وظل الأمر علي هذا الحال حتي ذهبت مرة الي الأستاذ محمد عبدالوهاب في بيته، كان عندي تقريبا 25 أو 26 سنة، سألني: سمعت يا عمار :"الحبيب للهجر مايل"، قلت له: "لأ "، رد متعجبا :"ازاي تفوتك دي؟، قلت له :" يا أستاذ حتقول لي سيد درويش، انت برقبته وأحسن منه"، رد :"رقبته إيه وأحسن منه إيه، بلاش عبط".
                                         
يضيف: "قلت ذلك للأستاذ دون خجل، كنت أري أنه المشروع الأهم في تاريخ الموسيقي العربية، أهم من سيد درويش، ورغم ذلك لم يتقبل قال لي: بلاش عبط، استني، استني ،متتسرعش، لما تقول كده يبقي مسمعتش سيد درويش، مينفعش كده يا حبيبي، عندك مانع أغني لك" الحبيب للهجر مايل"، قلت له :معقولة يا أستاذ يبقي عندي مانع".
أمسك عبدالوهاب العود وغني لسيد درويش:
"الحبيب للهجر مايل 
 والفؤاد ميال إليه 
 من جفاه الدمع سايل 
 يا ناس قولو لي أنا أعمل إيه 
يفوتني ويصاحب العوازل 
 هو جري في الدنيا إيه 
 للجمال أنا قلبي يعشق 
يا جميل أنظر الي 
الوداد أحسن وأوفق 
بس ليه كتر الأسية 
العوازل بتكايدني 
تبقي انت والعُزال علي"  
انتهي عبدالوهاب من تأدية الأغنية، لكن عمار بقي علي موقفه، قائلا: حلوة عشان انت بتغنيها يا أستاذ".
انفعل محمد عبد الوهاب غاضبا:" مالك، انت مزعج ليه كده؟".
 يأمره:" إمسك العود وغني الأغنية".
 يرد عمار: "أنا مش حافظ الكلمات".
 يسد الأستاذ كل أبواب الهروب:"هغني معاك".
يمسك عمار العود، يدق أوتاره، يغني، يساعده عبدالوهاب، يخرج الصوتان، يتركه عبد الوهاب ليغني وحده، يتذكر عمار: " الحق اندمجت في اللحن والغناء".
ينتهي عمار من الغناء فيسأله عبدالوهاب :"إيه رأيك يا حبيبي؟".
 يرد عمار :"الشهادة لله حلوة"، ينصحه الأستاذ: "بص لسيد درويش".
                                             
كانت نصيحة عبدالوهاب "بص لسيد درويش"، بمثابة الأمر من الأستاذ لتلميذه، ولحظة التحول عند عمار الشريعي نحو سيد درويش، يؤكد: "خرجت من عند الأستاذ عبدالوهاب دماغي بتلف، أنا أخذت الأمر منه، أخذت الأمر من أستاذي، اشتريت كل اسطوانات سيد درويش، وبدأت في الاستماع إليه بعين محايدة، جعلت نفسي في حصة درس يومية أستاذها سيد درويش، عرفت قيمته وعظمته في تاريخ الموسيقي العربية، عرفت إنه أساس نقل الأغنية من الصالون الي الشارع".
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة