أحداث وقعت في سنة 285 هجرية .. ما يقوله التراث الإسلامي

الثلاثاء، 12 سبتمبر 2023 05:00 م
أحداث وقعت في سنة 285 هجرية .. ما يقوله التراث الإسلامي البداية والنهاية
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وقعت في سنة 285 هجرية العديد من الأحداث المهمة، منها ما ارتبط بظواهر طبيعية مثل الأمطار الشديدة والعواصف وغيرها، فما الذي يقوله التراث الإسلامي؟
 
 
 يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ بن كثير تحت عنوان "ثم دخلت سنة خمس وثمانين ومائتين":
 
فيها: وثب صالح بن مدرك الطائى على الحجاج بالأجفر، فأخذ أموالهم ونساءهم، يقال: إنه أخذ منهم ما قيمته ألف ألف دينار.
وفى ربيع الأول منها يوم الأحد لعشر بقين منه، ارتفعت بنواحى الكوفة ظلمة شديدة جدا، ثم سقطت أمطار برعود وبروق لم ير مثلها، وسقط فى بعض القرى مع المطر حجارة بيض وسود، وسقط برد كبار وزن البردة مائة وخمسون درهما، واقتلعت الرياح شيئا كثيرا من النخيل والأشجار مما حول دجلة، وزادت دجلة زيادة كثيرة حتى خيف على بغداد من الغرق.
 
وفيها: غزا راغب الخادم مولى الموفق بلاد الروم، ففتح حصونا كثيرة، وأسر ذرارى كثيرة جدا، وقتل من أسارى الرجال الذين معه ثلاثة آلاف أسير، ثم عاد سالما مؤيدا منصور.
 
وحج بالناس فيها محمد بن عبد الله بن داود الهاشمي.
 
وفيها: توفى أحمد بن عيسى بن الشيخ صاحب آمد، فقام بأمرها من بعده ولده محمد، فقصده المعتضد ومعه ابنه أبو محمد المكتفى بالله فحاصره بها فخرج إليه سامعا مطيعا، فتسلمها منه وخلع عليه وأكرم أهلها، واستخلف عليها ولده المكتفي.
 
ثم سار إلى قنسرين والعواصم، فتسلمها عن كتاب هارون بن خمارويه، وإذنه له فى ذلك ومصالحته له فيها.
 
وفيها: غزا بن الأخشيد بأهل طرسوس بلاد الروم، ففتح الله على يديه حصونا كثيرة، ولله الحمد.
 

وفيها توفى من الأعيان:

إبراهيم بن إسحاق

ابن بشير بن عبد الله بن رستم، أبو إسحاق الحربي، أحد الأئمة فى الفقه والحديث وغير ذلك، وكان زاهدا عابدا تخرج بأحمد بن حنبل، وروى عنه كثيرا.

 
قال الدارقطني: إبراهيم الحربي، إمام مصنف عالم بكل شيء، بارع فى كل علم، صدوق، كان يقاس بأحمد بن حنبل فى زهده وورعه وعلمه، ومن كلامه: أجمع عقلاء كل أمة أن من لم يجر مع القدر لم يتهن بعيشه.
 
وكان يقول: الرجل كل الرجل الذى يدخل غمه على نفسه ولا يدخله على عياله.
 
وقد كانت بى شقيقة منذ أربعين سنة ما أخبرت بها أحدا قط، ولى عشرون سنة أبصر بفرد عين ما أخبرت بها أحدا قط.
 
وذكر أنه مكث نيفا وسبعين سنة من عمره ما يسأل أهله غداء ولا عشاء، بل إن جاءه شيء أكله، وإلا طوى إلى الليلة القابلة.
 
وذكر أنه أنفق فى بعض الرماضانات على نفسه وعياله درهما واحدا وأربعة دوانيق ونصف، وما كنا نعرف من هذه الطبائخ شيئا، إنما هو باذنجان مشوي، أو باقة فجل، أو نحو هذا.
 
وقد بعث إليه أمير المؤمنين المعتضد فى بعض الأحيان بعشرة آلاف درهم، فأبى أن يقبلها وردها، فرجع الرسول وقال:
 
يقول لك الخليفة: فرقها على من تعرف من فقراء جيرانك.
 
فقال: هذا شيء لم نجمعه، ولا نسأل عن جمعه، فلا نسأل عن تفريقه، قل لأمير المؤمنين: إما يتركنا وإما نتحول من بلده.
 
ولما حضرته الوفاة دخل عليه بعض أصحابه يعوده، فقامت ابنته تشكو إليه ما هم فيه من الجهد وأنه لا طعام لهم إلا الخبز اليابس بالملح، وربما عدموا الملح فى بعض الأحيان.
 
فقال لها إبراهيم: يا بنية تخافين الفقر؟انظرى إلى تلك الزاوية فيها اثنى عشر ألف جزء قد كتبتها، ففى كل يوم تبيعى منها جزء بدرهم، فمن عنده اثنى عشر ألف درهم فليس بفقير.
 
ثم كانت وفاته لسبع بقين من ذى الحجة وصلى عليه يوسف بن يعقوب القاضى عند باب الأنبار، وكان الجمع كثيرا جدا.
 

المبرد النحوي

محمد بن يزيد بن عبد الأكبر أبو العباس الأزدى الثمالي، المعروف: بالمبرد النحوى البصري، إمام فى اللغة والعربية.

 
أخذ ذلك عن المازني، وأبى حاتم السجستاني، وكان ثقة ثبتا فيما ينقله، وكان مناوئا لثعلب، وله كتاب (الكامل فى الأدب)، وإنما سمى بالمبرد: لأنه اختبأ من الوالى عند أبى حاتم تحت المزبلة.
 
قال المبرد: دخلنا يوما على المجانين نزورهم أنا وأصحاب معى بالرقة، فإذا فيهم شاب قريب العهد بالمكان، عليه ثياب ناعمة بصر بنا قال:
 
حياكم الله ممن أنتم؟
 
قلنا: من أهل العراق.
 
فقال: بأبى العراق وأهلها أنشدونى أو أنشدكم؟.
 
قال المبرد: بل أنشدنا أنت، فأنشأ يقول:
 
الله يعلم أننى كمد ** لا أستطيع بث ما أجدُ
 
روحان لى روح تضمنها ** بلد وأخرى حازها بلدُ
 
وأرى المقيمة ليس ينفعها ** صبر ولا يقوى لها جلد
 
وأظن غائبتى كحاضرتى ** بمكانها تجد الذى أجد
 
قال المبرد: فقلت: والله إن هذا طريف فزدنا منه، فأنشأ يقول:
 
لما أناخوا قبيل الصبح عيرهم ** وحملوها فثارت بالهوى الإبل
 
وأبرزت من خلال السجف ناظرها ** ترنو إلى ودمع العين ينهمل
 
وودعت ببنان عقدها عنم ** ناديت لا حملت رجلاك يأجمل
 
ويلى من البين ماذا حل بى وبهم ** من نازل البين حان البين وارتحلوا
 
يا راحل العيس عجل كى أودعهم ** يا راحل العيس فى ترحالك الأجل
 
إنى على العهد لم أنقض مودتهم ** فليت شعرى لطول العهد ما فعلوا
 
فقال رجل من البغضاء الذين معي: ماتوا.
 
فقال الشاب: إذا أموت.
 
فقال: إن شئت.
 
فتمطى واستند إلى سارية عنده ومات، وما برحنا حتى دفناه رحمه الله.
 
ومات المبرد وقد جاوز السبعين.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة