هبة مصطفى تكتب: العيب ومنابر الإحباط

الأربعاء، 09 أغسطس 2023 04:24 م
هبة مصطفى تكتب: العيب ومنابر الإحباط هبة مصطفى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الوطن ليس فندقا نغادره عندما تسوء الخدمة.. فتذكر دول الجوار.. أسوار الوطن حماية من رياح الاغتراب والأسهم المصوبة لأجساد المغتربين لانتزاع مجهود وعلم وسنين من المفترض أن يعلو بها وطنهم.

 

معا تتشابك الأيادي لتصنع عقولا له لا عليه. نعم نتلاحم لدعم مبادرة حماية وطن من مروجي الأخلاق المنحرفة، وغرس بذور مهجنة يجني ثمارها أجيال قادمة.

 

فمن الملاحظ في الآونة  الأخيرة ان البعض، وليس الكل، يتمتع بالخروج على النص والذي امتد لحد الإهانة والسخرية لمجرد الخلاف في وجهات النظر، وبشكل جارح. وهناك العديد من العوامل الهامة التي دعمت هذا التجرؤ على قانون العيب والذى أخذت الصدارة "برامج التوك شو" التي كافأت  المسيء باستضافته وبتنجيمه وعدم وجود رقابة بالدرجة الكافية الذي كان يجب أن تفرق بين الإهانة والتقييم.

 

أصبحت موضة يجري وراءها راغبو الشو الإعلامي والتحرش اللفظي والتهكمي علي بعض الرموز، وعلى السياسات تارة أخرى، وتحول الأمر تدريجيا إلى اغتصاب للانتماء الوطني للأجيال الصاعدة، مما يعرضها لتصبح فريسة للصيد السريع لأهل الشر، فقدوته خدشت وانتهكت.. فماذا تنتظر منه؟!

ومما لاشك فيه أن المواطن المصري شغوف وفضولي، ولوحظ ذلك عندما رصد التاريخ ردود الأفعال وقت الأحداث المهمة، متجاوزاً التقليدية في الطرح، المقترن بالافراط في العفوية.

 

الأمر الذي جعل الكثير منهم صيدا سهلا لشبكات اللجان الإلكترونية والحروب الباردة، واستغلال الظروف الاقتصادية للدولة، والتي يعاني منها الكثير من دول العالم، نتيجة الأحداث التي مرت به، لكسب الثقة.. والنتيجة أفعال متضاربة أثرت على المواطن البسيط ودرجة التلاحم مع الوطن، ودغدغت العواطف بحدوثها إلى النقيض ومن ثم إلى لا شىء.

والسؤال الذي يطرح نفسه من المسؤول عن تشوية جهد سنين؟

الإجابة لو سكن الوطن الضمائر سلم من كل أذى.

 

أناشد من يحنو علي بلادي يحفظها من منابر الإحباط الإلكترونية، من خلال توضيح الفرق بين القراءة السياسية والقراءة التاريخية، والفرق بين الإهانة وتقييم الأداء.. وكما قال أحد المؤرخين (قبل أن تسمع ما يقال اعرف تاريخ من قاله؟).

وأناشد القيادات السياسية بإعادة صياغة قانون العيب، الذي طرحه من قبل الريس الراحل أنو السادات والرجوع إلى أخلاق القرية. فلن يكون قاصرا على الرمز فقط، بل لمن يهين أى مواطن لنرجع بالأخلاق، وخاصة أن الكثير من دول العالم المتقدمة شرعوا بعض القوانين لحماية الرموز الرياضية والفنية، كحماية للتاريخ والحضارة والحافظ على القدوة وكبح جماح راغبي الشهرة والفرقعة والمرتزقة .

 

ونتذكر أن الأمة تهلك أذا لم توقر الكبير، وهذا الاحترام حجر الأساس  لحماية الأجيال الصاعدة وللنهوض بالوطن.. وهدف ليس بهين فرحلة النهوض تستحق المعاناة حتى لا نتحول إلى مرتزقة خارج أسوار الحلم الكبير الذي تكبدنا الكثير لتحقيقه. إذا غاب حب الوطن تنتشر الفوضى، ويعم الخلل والفساد في المجتمع، وبذلك فإن الأمن لا يتحقق إلّا بحماية الوطن من مخاطر سرطانية لاتترك الجسد إلا بعد انتزاع قوته.

وأخيرا (عمرت البلدان بحب الأوطان).

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة