تدريب 60 من مقدمى المشورة الأسرية ضمن مبادرة الألف الذهبية فى بورسعيد

نظمت اللجنة العلمية للمبادرة الرئاسية الألف يوم الذهبية لتنمية الأسرة المصرية على مدار يومين زيارة ميدانية بمحافظة بورسعيد بالتنسيق مع الهيئة العامة للرعاية الصحية ضمن أنشطة المرحلة الأولى من المبادرة، التى تشمل محافظات: الإسكندرية ومرسى مطروح وسوهاج وأسيوط وقنا والبحيرة والشرقية والبحر الأحمر وبورسعيد والأقصر.

وقالت الدكتورة عبلة الألفى، المشرف العام على المبادرة الرئاسية، إن الزيارة تضمنت تفقد وحدات الرعاية الصحية الأولية والمجلس القومى للسكان بالمحافظة، والتأكد من جاهزية غرف تقديم المشورة الأسرية بالإضافة إلى تدريب 60 من مقدمى المشورة والقابلات لدعم أنشطة المبادرة.

وأضافت "الألفي"، أن المبادرة تعتمد على خلق كادر جديد من مقدمى المشورة الأسرية المدربين والمعتمدين محليا ودوليا على تقديم المشورة بحرفية مطلقة، ويتم توفيرهم عن طريق التدريب التحويلى أو التشاركى، فيعمل بها الصيادلة وأطباء الأسنان والخدمة الإجتماعية والعلوم التطبيقية، ويستطيع التقدم للتدريب أى خريج جامعى، ويقوم برفع وعى السيدات والرجال سواء بسواء وتعظيم قدراتهم على اتخاذ القرارات السليمة والمبنية على المعلومات الصحيحة المتوفرة لهم. 

وأشارت إلى أن الرسائل الصحية الموجهة ترتكز على رفع الوعى الصحى المجتمعى على المشكلات الصحية الناتجة عن عدم المباعدة بين الحمل المتتالى مثل إرتفاع معدلات التوحد بين الأطفال والولادات المبكرة وآثارها السلبية والأنيميا وضعف الأداء المدرسى والتقزم الناتج عن سوء التغذية، وكذلك السمنة والهزال والمشاكل النفسية للأطفال إضافة إلى التركيز على السن المناسب للحمل والولادة وجميع رسائل الصحة الإنجابية الأخرى المهمة. 

فى ذات السياق عقدت اللجنة العلمية حوارا مجتمعيا للتعريف بأهداف المبادرة داخل المحافظة بمشاركة 300 شخصية مؤثرة بالمحافظة من المجتمع المدنى وأعضاء مجلس النواب والأطباء.

وأوضحت، أن الحوار المجتمعى تناول أهمية زيادة معدلات الولادة الطبيعية، وخفض معدلات الولادة القيصرية، التى تصل إلى 92% بمحافظة بورسعيد فضلا عن العمل على رفع كفاءة مقدمى الخدمة الصحية ومقدمى المشورة التابعين لهيئة الرعاية الصحية ومنشآتها، وتعزيز الوعى الصحى للمنتفعات بخدمات التأمين الصحى الشامل، إضافة إلى زيادة كفاءة خدمات الأطفال المبتسرين الصديقة الام والطفل بالمستشفيات وفق أحدث النظم المعمول بها عالميًا.

وأكدت المشرف العام على المبادرة الرئاسية، أن «الألف يوم الذهبية» من عمر الإنسان وهى فترة الحمل وأول سنتين من عمر الطفل تحد من زيادة وفيات الأمهات التى ارتفعت إلى 43 أم لكل 100 ألف سيدة، مشيرة إلى أن الولادات القيصرية المتكررة تتسبب فى الإصابة بالمشيمة المتوغلة مؤكده على ضرورة دعم الولادة الطبيعية والمباعدة بين الحمل، المتعاقب من 3 إلى 5 سنوات.

ولفتت إلى أن الولادات القيصرية وراء زيادة عدد دخول الأطفال الحضانات ولذلك تهدف المبادرة إلى توفير الرعاية المثلى فى أهم فترة من العمر وهى الألف يوم الذهبية الأولى لأنها مسئولة عن تأسيس 85% من قدرات الانسان الصحية والنفسية والمجتمعية والبيئة واللى تستمر معه باقى العمر بحيث يتكون 30% من قدراته وهو جنين داخل الرحم و30% فى السنة الأولى و25% فى السنة الثانية، والأهم من ذلك أنه لو فقد التكوين المثالى فى هذه الفترة فلا يمكن تعويضه فيما بقى من العمر، حيث يوجد فى هذه الفترة ما يسمى بمنافذ الفرص وهى أعلى معدلات النمو الجسمانى والنفسى ونمو الكلام والحساب والفهم والقدرات الذهنيه والتى يمتد تكوينها لنهاية الطفولة المبكرة ( أول 6 سنوات)، كما وجد أن الاهتمام بالألف يوم يقلل الأمراض غير السارية فى الكبر مثل السكر والضغط والذبحة الصدرية والسكته الدماغية وهى أهم أسباب الوفيات فى الكبر.

وتعتبر المبادرة هى طريق أمثل لإنقاد ثلاثة اجيال وهم جيل الآباء الحاليين والذين تعرضوا لعوامل مجتمعية وثقافية وأخلاقية أثرت سلبًا على اسلوب حياتهم وتربيتهم لأبنائهم فنحن نربى أطفالنا كما نعتقد أنه الأصوب وليس الأصوب فى الكثير من الأحيان، ولا يوجد من يستعد ويقرأ ويتعلم كيف يكون أب أو أم قبل إنجاب طفل، وعليه يقوم مقدمى المشورة بتغيير مفاهيمهم لحياة أفضل وتمكينهم اقتصاديا وثقافيا ورفع الوعى البيئى لديهم وتحويل منازلهم إلى منازل خضراء، وبذلك نساهم فى إصلاح بعض من حياتهم، وجيل الألف يوم المولود الجديد وهو المستفيد الأول من التغيير الذى يحدث فى مفاهيم ومقدرات الأسر ليصبحوا قادرين على تربية جيل قادر على قيادة مقدراته وهو جيل 2050.

يذكر أن الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان قد تابع تنفيذ المرحلة التجريبية للمبادرة ولمدة عام وتلاها إطلاق المبادرة الرئاسية الألف يوم الذهبية لتنمية الأسرة المصرية يوم 22 أغسطس الجارى فى احتفالية أقيمت بالعاصمة الإدارية الجديدة.