خدمة وشوشة: "والدي أجبرنى على الخطوبة من شخص لا أتقبله"

الإثنين، 28 أغسطس 2023 09:39 م
خدمة وشوشة: "والدي أجبرنى على الخطوبة من شخص لا أتقبله" وشوشة
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"نفسي ألاقي حد يسمعني ويساعدني أوصل لحل" بالكثير من اليأس بدأت رسالتها وتابعت: "أنا مخطوبة من 6 أشهر لأحد أقاربي، منذ أول لقاء بيننا وأنا لم أشعر تجاهه بأي شيء ولم أكن أريد أو أفكر فيه أبدًا ولكن والدي هو الذي أجبرني على الخطبة، أنا أشعر بكره شديد تجاهه ولا اتخيل إني سأحتمل الزواج من شخص لا أحبه ولا أقبله، بأكثر من طريقة أخبرته بأنني لم أشعر تجاهه بأي مشاعر حب أو قبول ولكن في كل مرة يقول لي أن العلاقة الزوجية لا تقوم على المشاعر والعاطفة، أنا ضعيفة الشخصية جدا وأشعر أني طفلة لا امتلك القوة لمواجهة أحد أو أخذ قرار بمفردي أرجوكم احتاج لنصيحة". 
 
****
 
القارئة العزيزة نشعر بالحزن لما تمرين به، وللموقف الدقيق الذي وضعك فيه قرار والدك، نقلنا استشارتك إلى الدكتور ريمون ميشيل ثابت استشارى الصحة النفسية، الذي قال: قيل أن هناك عدة قرارات مصيرية في حياة أي إنسان لا يمكن أبدًا التسرع فيها أو اتخاذ القرار فيها بتردد وعن دون اقتناع لما ينتج عن ذلك من عواقب جسيمة، وعلى رأس تلك القرارات قرار الارتباط الذي يجب أن تتوافر فيه عدة أسس وضروريات هامة نسميها مقومات الزواج الناجح والأسرة الصالحة وهي بمثابة الأوتاد الأساسية والركائز التي تضمن بقاء بيت الزوجية راسخًا أمام تحديات الحياة الصعبة.
 
وهنالك سؤال ننصح أي شخص مقبل على الارتباط أن يسأله لنفسه قبل وضع أسس لاختيار شريك الحياه، هل أنا شخص مناسب للزواج؟ هل اتحمل المسؤولية بشكل كافً وأصلح للارتباط؟ أم احتاج للعمل على تطوير نفسي ومهاراتي الشخصية ونقاط ضعفي وتنمية نقاط قوتي، وهذه هي نقطة البداية التي يغفل عنها الكثير من الناس. دائمًا ما نسمع من يقول أن فلان شخص غير مناسب، وإن كنا على حق في ذلك فهل نسأل أنفسنا هل أنا شخص مناسب؟ بهذا قد تغير سلوك واتجاه الكثيرين من النظر على الآخر إلى النظر لنفسه أولًا، ونحن نشكر فيكِ صراحتك واعترافك بضعفك لأن هذا في حد ذاته قوه أن يشعر الإنسان أنه في حاجه إلى المساندة ويطلبها، يقول الحكيم ويل لمن هو وحده إن وقع إذ ليس شخص آخر ليقيمه.
 
ولذلك أنا أرى عدم التسرع في اتخاذ القرار ووضع بعض النقاط المحددة والالتزام بها، فأنا لا أجد داعٍ للتسرع في اتمام الزيجة أو الاستعجال في الرفض إلا بعد توافر عدة أمور واتضاحها بشكل كاف حتى لا نخطئ في قرار من أهم قرارات الحياة على الإطلاق.
وإن كان هنالك ضغط من والدك على ذلك الأمر فأرى أنكِ تملكين بعض الأمور بعد تأييد الله وتوفيقه لكِ، احضري ورقة وقلم وهيئي لنفسك أجواء مناسبة وقومي بكتابة نقاط قوتك وضعفك وما تودين تطويره في نفسك وما تودين تغييره، امنحي لنفسك فرصة التفكير بهدوء ثم دوني أفكارك.
 
ثم اطلب منكِ أن توسعي دائرة القبول بينكما بالمشاركة بأن تشاركيه نقاط قوتك لتشجعيك ومساندتك على تنميتها وتسعين باستمرار للتطور وهذا سيقلل بشكل كبير من نقاط الضعف الحالية فنحن نحرص على تطبيق الحلول الإيجابية النافعة أولًا، ولن نندم على ذلك بإذن الله.
قد يكون هنالك مشاعر تجاه البعض من اللقاء الأول وقد لا يحدث ذلك من البداية، فالأهم من عاطفة البداية هو وجود الاحترام المتبادل مهما اشتد الخلاف أو النقاش، الشعور بالالتزام والمسؤولية تجاه الطرف الآخر، وهذا ما يعرف بأركان المحبة الأساسية، فكثيرًا ما وجدنا عاطفة بدون التزام أو مسؤولية فانتهت العلاقة بسهولة عند أول التزام، نحن لا نقلل من شأن لهفة البدايات ومقابلة الحبيب ولكننا نحزم أن اللهفة والعاطفة الشديدة ليس لها علاقة مؤكدة بنجاح الزواج من عدمه.
 
كنت أود وضوح بعض الأمور منكِ كمعرفة أخلاق الخطيب بشكل عام لأن هذا الأمر ضروري ولكنه لم يتضح لنا بشكل كاف فهل كان كرهك له ونفورك منه بسبب سوء أخلاقه أم بسبب عدم توافر العاطفة الكافية منذ المقابلة الأولى أم أن هنالك أسباب أخرى، ودور الوالدة في ذلك هل هي مع الطرف المؤيد أم المعارض، ولماذا؟ فالسيدة أعلم بالسيدة وهي قد تفيدك كثيرًا بمساعدتك على اتخاذ القرار السليم وقد ترى الأمر من زاوية أخرى فاستمعين إليها وتناقشي معها في أمور حياتك واستفيدي من حكمتها فهذا من مفاتيح المشورة الناجحة.
 
في النهاية قد ذكرنا بعض الأمور التي نرى أهميتها ولكننا لا نستطيع أن نحكم في مدى نجاح زواجك من عدمه  إلا بعد إعادة التفكير والنظر بطريقة شاملة من جميع النواحي لنرى ما مدى إمكانية وتوافر التوافق النفسي والفكري من عدمه، أرجو أن تصلي أيضًا لأجل ذلك الأمر والله الموفق دائمًا الذي سيسندك لاتخاذ قرارك المناسب.
 
صفحة وشوشة 25 أغسطس
صفحة وشوشة 
 
فى إطار حرص "اليوم السابع" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "اليوم السابع" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.

يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس آب 01284142493 أو البريد الإلكترونى Washwasha@youm7.com أو الرابط المباشر.

 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة