"منى" أقدم صانعة شال يدوى فى قنا توضح أسرار وأنواع خيوط "مهنة الستر".. صور

الثلاثاء، 22 أغسطس 2023 12:00 ص

صانعة الفركة على النول اليدوي بقنا

قنا صابر سعيد

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يظل المكان شاهدا على أن صنعة تاريخية كانت وما زالت قائمة به، ورائحة الطوب اللبن التى بنى منها المنزل تعكس أصالته وتصف العديد من المواقف التى عاشها صناعة، ومنهم السيدة الستينية أقدم حرفى صنعة الفركة الفرعونية فى محافظة قنا، والتى يشتهر بها مركز نقادة جنوب المحافظة وأطلق عليها مهنة الستر التى تستر العاملات بها لتواجدهم داخل المنازل دون الحاجة إلى الخروج والعمل عند أشخاص أو بعيد عن المنزل.

تجلس السيدة على النول اليدوى الفرعونى بعد الانتهاء من أعمال جمع الخيوط ووضعها فى مكان مخصص للنول، ثم تنطلق يدها يمينا ويسارا ممسكة المكوك أهم قطعة فى صناعة الشال اليدوى، وتظل بالساعات تدفع المكوك وبجانب قدمها قطعة خشبية فى الأسفل، حتى يخرج فى النهاية منتج بديع ذات ألوان مختلفة ورسومات تعلمت نقشها على مدار عمر مضى لأكثر من 40 عاما، وما بين الماضى والحاضر تتذكر أقدم صانعة فركة عملها الذى كان يصدر إلى أم درمان بالسودان ودول أوروبا أيضا.

وقالت منى نصر، أن بداية تعلمها حرفة الفركة كانت فى الصف السادس الابتدائى ووقتها قررت ترك المدرسة لظروف خاصة واتجهت إلى العمل فى تلك الحرفة كمصدر دخل لها، وتعلمتها من أحد جاراتها التى كانت تعمل فيها بالوراثة، واستمرت على مدار سنوات تمتهن تلك الصنعة التى اشتهرت بها المدينة وتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل، وأطلق عليها مهنة الستر لأن السيدات تعمل فيها داخل المنزل ولا تخرج للعمل عند أحد.

وأوضحت منى، أن الصنعة تعتمد على النول اليدوى الذى تجمع قطعه بمعرفة أحد الصناع ويتواجد داخل المنزل منذ أكثر من 100 عام بجوار نول آخر توفى صاحبه وتركه، ثم العمل على تجميع الخيط عن طريق العجلة وتكوينه على شكل دائرى لبدء العمل على النول عن طريق قطعة صغيرة يطلق عليها المكوك الذى ينسج القطعة، وتستغرق القطعة الواحدة نصف يوم متواصل من العمل أو يوما كاملا إذا كانت القطعة ذات طول أكبر.

وأشارت صانعة الفركة، إلى أن الوقت الحالى اختلف عن الصنعة فى الماضى والتى كانت تصدر أعمالها إلى السودان ويستخدم فيها خيوط الحرير ذات الألوان المختلفة، أما الآن تستخدم فيها خيوط الكتان والفبران وتعتمد فى ترويجها على الطلب من الزبائن، لافتة أن لديها 4 أبناء اهتمت بهم وتربيتهم ولم تنقطع عن العمل اليدوى، كما أن سائحين من جنسيات مختلفة يزورون المكان للاستمتاع بالحرف التراثية القديمة.