حكاية أقدم صانع "فُرش" فى الإسكندرية.. عم "محمد" تعلمها من والده منذ 50 عامًا وفقد بصره ولازال يصنعها يدويًا.. ويكشف مراحل التصنيع من قطع الخشب وحتى تجميع الشعر وغزله.. ويؤكد: المهنة فى انقراض.. فيديو وصور

الأربعاء، 24 مايو 2023 03:00 ص

صانع الفرش

الإسكندرية أسماء على بدر

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

داخل أزقة الإسكندرية وشوارعها الداخلية تجد حكايات وقصص ومهن نادرة تستمع بالحديث مع أصحابها وهم يسردون تاريخ المهن وحكايات الماضى وفى منطقة بحرى التى تشتهر بالأضرحة وبميدان المساجد تجد أهلها متمسكون بالعادات والتقاليد القديمة لأهل الإسكندرية ومازال منهم من يمتهن المهن القديمة رغم التطور ووجود التكنولوجيا.

"اليوم السابع" أجرى جولة داخل منطقة بحرى، حيث صناعة الفرش اليدوية، والتقى محمد أحمد، أحد أصحاب المهنة، والذى قال إنه يعمل فى هذه المهنة منذ أكثر من 50 عاما تعلمها من والده الذى امتهنها لسنوات طويلة وهى صناعة الفرش التى تستخدم فى تركيب الرخام وفرش الدهان اليدوية التى تستخدم فى طلاء الحوائط والعديد من الاستخدامات الأخرى.

وأضاف أن هذه المهنة لم يعد أحد يعمل فيها حاليا فهى من المهن التى انقرضت بسبب دخول التكنولوجيا والآلات فى معظم الصناعات ولكن فى الإسكندرية، حيث لازال التجار يفضلون الأدوات اليدوية لأنها ذات جوده عالية بالإضافة إلى انخفاض أسعارها مقارنة بالأدوات التى صُنعت بالآلات والماكينات.

وأشار إلى أنه يعمل فى هذه المهنة مع شقيقة الأكبر منذ صغره وأصبح لهم اسم فيها بعد وفاة والدهم فهو يعمل يوميا 9 ساعات متواصلة لإنهاء طلبيات الفرش للتجار وفى حالة وجود طلبيات كبيرة يستمر العمل يوميا لأكثر من 10 ساعات.

وقال إنه بسبب زيادة الطلبيات فى فترة زمنية سابقة ومع تقدم عمره أصيب بفقد البصر وهو حاليا لا يرى بعينيه ولكن لديه بصيره يرى من خلالها الأدوات بالملمس ويصنع الفرش والطلبيات المطلوبة منه بكفاءه عالية وكأنه مبصر.

وأضاف أنه حاول إجراء عمليات جراحية عديدة ولكنه فشل فى إعادة بصره وقرر أن يستمر فى عمله دون توقف حتى بعد علمه بعدم عودة بصره من جديد، موضحا أن مرحلة إعداد خشب الفرش من خلال ماكينة القطع يقوم بهذه المرحلة شقيقة لعدم تمكنه من رؤية سلاح القطع فيما عدا ذلك فهو يقوم بتجميع شعر الفرش وغزله داخل القطعة الخشبية بالكامل وإعداد المرحلة النهائية للفرش التى يستخدمها عمال الرخام فى التركيب.

وأوضح " عم محمد" وجود إقبال على الفرش المصنوعة يدويًا رغم توافر الأنواع الأخرى إلا إنها مطلوبة باستمرار وهى مصنوعة من شعر العزل والخشب بينما الشعر الغزل هو من النوع المستورد البرازيلى ويقوموا بشراءة بكميات كبيرة من المستورد بينما الخشب لابد أن يكون بجودة عالية لكى يتحمل ضغط العمل على الفرش أثناء تركيب الرخام وغيرها من الاستخدامات التى تتطلب قوة ومتانة الفرش.

وأشار إلى أن شكل الفرش مختلف عن الشكل التقليدى للفرش الآخر فلها استخدامات محددة ولازال يطلبها أصحاب المهن الحرفية وسعرها مناسب للجميع.

وطالب بضرورة الاهتمام بأصحاب المهن الحرفية فى كافة المحافظات والتى أصبحت نادرة وأصحابها يمتلكون الخبرة الطويلة فى هذه المهن للاستفادة منهم فى الصناعات المختلفة وتعليم الأجيال الجديدة هذه المهن تجنبا لانقراضها.