قرأت لك.. الإسلام فى الجامعات الأوروبية.. كيف يدرس الغرب الدين؟

السبت، 19 أغسطس 2023 07:00 ص
قرأت لك.. الإسلام فى الجامعات الأوروبية.. كيف يدرس الغرب الدين؟ غلاف الكتاب
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قدم مركز المسبار للدراسات والبحوث كتاب "الإسلام فى الجامعات الأوروبية.. المساقات – الفرص – الثغرات" حول تدريس الإسلام فى عدد من الجامعات الأوروبية والأمريكية، وركز على برامج تدريسه فى جامعات ألمانيا والنمسا والدنمارك والسويد والنرويج وبلجيكا وبريطانيا وفرنسا والأمريكتين. 
 
ويهدف الكتاب إلى بناء قاعدة معرفية حول الدراسات الإسلامية المعاصرة وبناء مناهجها فى الأكاديميات والمعاهد الأوروبية والأمريكية، ويضيء على مسارات وبرامج تدريس الإسلام ومساقات التعايش والتفاهم والأديان المقارنة، والتحديات التي تواجهها، والنقاشات الدائرة حولها، وتأثير الدوافع والأهداف في خلق الاختلافات المنهجية والمخرجات التربوية المتباينة.
 
وتكاثرت فرضيات التأريخ لولادة الدراسات الإسلامية في المجالين الأوروبي والأمريكي، واستعجل أغلبها تعميم نظريات مثل "موت الاستشراق" الذي استمر لمدة قرنين وانقضى في السبعينيات من القرن العشرين، ما أدى إلى استقلال الدراسات الإسلامية؛ وهي نظريّة لا تفارق "نظريات التفسير السياسي"، التي ربطتها بتفاقم ظاهرة العنف الديني، وإرهاب ما بعد ثورة الخميني 1979، والتحولات في السياسة الدولية بعد هجمات 2001 الإرهابية، مما ساهم في ولادة مسارات بناء خطاب الإسلام المحلي المتعايش مع قيم مجتمعه وحدوده الوطنية؛ والذي يؤهّل منهجه الأئمة الأوروبيين والأميركيين لحماية الأمن الروحي لمسلمي بلادهم. وكلها نظريّات وجيهة، ولكنّ تعميمها يحتاج إلى نظر. لذا اختار الكتاب دراسة كل سياق على حدة، متتبعًا مساراته، ومساقات جامعاته، وتحقيبه التاريخي، مع استحضار شهاداتٍ لأبرز الباحثين المؤثرين في خلق هذه السياقات.
 
4e9942d0-9dc3-47fa-9ec9-edb7d484f87c
 
مثلا، شرحت الدراسة الأولى التجربة الألمانية في تدريس الإسلام ومناهجه، وتاريخه في أربع جامعات رئيسة: "جامعة توبنجن" و "جامعة مونستر" و"جامعة أوسنابروك" و"جامعة جوته-فرانكفورت" وظهرت الدراسات الإسلامية فى هذه الجامعات ضمن مساقات، وضعت في كليات العلوم الدينية اللاهوتية المسيحية، أو أقسام اللغات الساميّة، وتوافق التحوّل فيها مع نهاية السبعينيات وفى الثمانينيات على مراحل، ترافقت الأولى في منح إذن تدريس الدين مع اشتراط الاعتراف المسبق من السلطة بالجمعية الفيدرالية صاحبة طلب التدريس؛ وكانت المنح بالأمر الواقع؛ أما المرحلة الثانية فبعد عام 2000، إذ أصبح التدريس يُهتم به على الصعيد الاتحادي، وبدأت المرحلة الثالثة بعد تأسيس المؤتمر الإسلامي عام 2006، وانفتح على إثره معهد لدراسات الفقه الإسلامي في الجامعات العمومية عام 2011، حين برزت الحاجة لإسلام ألماني متحرر من النفوذ والتمويل الخارجي.
 
وكانت أغلب المساقات غارقة في ما سُمي باللاهوت الإسلامي الذي على تشابه مسماه مع "اللاهوت المسيحي"، إلا أنّ تدقيق تعريبه، يظهر مزيجًا من علم الكلام والفقه الإسلاميين اللذين تكثف ظهورهما في إطار محاولة مواجهة التطرف والأفكار المنحرفة، تتبعت الدراسة المساقات بالشرح، وتوصيف المواد الدراسية، والأطر المنهجية والمراجع الأساسية لها.
 
أما في النمسا التي رصدتها الباحثة النمساوية تمارا نيللي فرويدنشوب، فتميّزت بتجربةٍ تاريخيّة سياسية صنعت خصوصيتها؛ إذ بدأت الدراسة بالجذور منذ ضم البوسنة والهرسك إلى «الإمبراطورية النمساوية- المجرية»، فصدرت قوانين الاعتراف بالإسلام ديانة للمواطنين منذ عام 1912.
 
ورصدت الباحثة تطور التعليم الديني للمسلمين في النمسا؛ إذ تمكَّن الطلبة المسلمون من تعلّم أصول الإسلام منذ عام 1982 في المؤسسات النمساوية الممولة من الدولة، وأنشئ لاحقًا مركز التدريب على التعليم الإسلامي، وأسست عام 1998 الأكاديمية التربوية الدينية الإسلامية، وأُقيم معهد التعليم الديني الإسلامي في فيينا بالتعاون مع أساتذة منتدبين من جامعة الأزهر.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة