يظل ملتقى القاهرة للرواية العربية أحد أهم الفعاليات الثقافية المصرية، لكن مصير هذا الملتقى أصبح مجهولا بعد تأجيله من موعده، الذى كان مقررا له شهر نوفمبر الماضى إلى موعد لاحق لم يتم تحديده حتى كتابة هذه السطور.
وتعليقا على أهمية إقامة ملتقى القاهرة للرواية وما يمثله من أهمية، قال الناقد الكبير الدكتور يسرى عبد الله أستاذ الأدب والنقد الحديث بجامعة حلوان، إن الثقافة فى لحظة فارقة من عمر الأمة المصرية من جهة، وفى ظل التحولات المتسارعة فى العالم وفى الثقافة العربية وبروز مراكز جديدة لإنتاج الثقافة من جهة ثانية، أن تلعب دورًا مركزيا فى صياغة خيال جديد، ووعى قادر على الاستشراف، والتخطى، ومن ثم لا تصبح إقامة ملتقيات الإبداع الروائي أو الشعري ترفا، وإنما ضرورة تمليها تحديات اللحظة الثقافية ذاتها، وهذا يستلزم وجود سياسات ثقافية واضحة يمكن من خلالها استعادة القوة الناعمة المصرية، ودفعها لتقف جنبا إلى جنب الخطوات الفاعلة للدولة المصرية فى تعزيز الدور الإقليمى والدولى.
وأضاف عبد الله، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، ولعل الخروج من حالة الكرنفال إلى التأثير الفعلي لن يتأتى إلا من خلال امتلاك تصور محدد للواقع الثقافي وما يحتاجه الآن، فضلا عن الاعتداد بقيم الكفاءة والنزاهة والشفافية، وجميعها مقومات أساسية في هذا المسار.
وتابع يسرى عبد الله ، يمثل ملتقى الإبداع الروائي العربي في القاهرة تعضيدا للدور الثقافي المصري، ومن ثم يجب أن تكون هناك مواعيد واضحة لإقامته، أما التخبط والارتباك في الإعلان ثم التأجيل ثم تجاوز الموعد فهذا مما لا يليق بالثقافة المصرية، إن عملا دؤوبا تفرضه تحديات اللحظة الراهنة، خاصة وأن هناك حالة من الإنجاز اليومي للدولة المصرية في قطاعات متعددة، نتمنى أن تمتد لوزارة الثقافة التي يجب أن تعزز من قيم الثقافة الوطنية وانفتاحها على محيطها العربي والإقليمي، واستعادة تأثيرها القوي في عالمنا العربي، ومجابهة الأفكار الرجعية والمتطرفة، وبذلك تتحول الثقافة إلى قيمة مضافة إلى متن الدولة الوطنية الجمهورية الجديدة التى أعقبت ثورة الثلاثين من يونيو المجيدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة