سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 22 يونيو 1996.. وفاة صلاح أبوسيف مخرج «اللآلئ المضيئة» فى تاريخ السينما العربية الذى فسر الواقعية بأنها «الصدق مع النفس»

الخميس، 22 يونيو 2023 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 22 يونيو 1996.. وفاة صلاح أبوسيف مخرج «اللآلئ المضيئة» فى تاريخ السينما العربية الذى فسر الواقعية بأنها «الصدق مع النفس» المخرج صلاح أبوسيف
سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان المخرج صلاح أبوسيف فى العاشرة من عمره حين وقع فى يده كتاب عن مخرجى السينما، فقرر بعده أن يكون مخرجا سينمائيا، وهكذا حدد مساره لنفسه منذ أن كان طفلا صغيرا، قائلا: «كانت السينما قبل هذا الكتاب عبارة عن ممثلين، هكذا كنت أتصور، وعندما قرأت الكتاب قررت أن أكون مخرجا سينمائيا»، حسبما يذكر الناقد سعد الدين توفيق فى كتابه «فنان الشعب صلاح أبوسيف»، وبعد أن شق طريقه وأصبح مخرج السينما العربية الأهم، كان السؤال الذى يطرحه «توفيق»: لماذا صلاح أبوسيف؟ ويجيب قائلا:  «لأنه المخرج الذى حدد لنفسه هدفا وحققه».
 
رحل صلاح أبوسيف فى 22 يونيو، مثل هذا اليوم، 1996، وعمره 81 عاما، بدأت الرحلة بمولده فى 10 مايو بحى بولاق عام 1915، ويتذكر بدايتها فى المذكرات التى أملاها للكاتب الصحفى عادل حمودة قائلا: إن والده كان عمدة قرية الحومة بمركز الواسطى محافظة بنى سويف، وكان ثريا يملك معظم أراضى القرية، لكنه كان مزواجا، وكانت والدة صلاح تسكن فى حى بولاق بالقاهرة.. يذكر «صلاح »: «عشت حياتى بلا أب، لم أعرف حنانه رغم أنه على قيد الحياة، ولم أذق طعم رعايته مع أنه كان ثريا، ولم أشعر بحمايته رغم أنه كان قويا، وأقامت أمى أكثر من دعوى قضائية للحصول على نفقة وكسبتها، ولكن لا أحد يمكنه الوقوف فى وجهه، بل لا أحد يمكنه دخول القرية دون أن يستأذنه، كان الخصم والحكم والقاضى والجلاد ».
 
فى كتاب «صلاح أبوسيف والنقاد» يذكر معده الناقد الدكتور أحمد يوسف، أنه بعد الدراسة الابتدائية التحق «أبوسيف» بمدرسة التجارة المتوسطة، ثم عمل بشركة النسيج بالمحلة الكبرى، وفى نفس الوقت اشتغل بالصحافة الفنية ثم انكب على دراسة السينما والعلوم المتعلقة بها، مثل الموسيقى وعلم النفس والمنطق، وعمل فى المحلة ثلاث سنوات من 1933 إلى 1936 قام فيها بإخراج المسرحيات لفريق هواة من العاملين بالشركة، ولعبت الظروف دورها بلقائه بالمخرج نيازى مصطفى أثناء زيارته ليحقق فيلما تسجيليا عن الشركة، واندهش «نيازى » من ثقافه «أبوسيف» ودرايته بأصول الفن السينمائى، ووعده بأن يعمل على نقله إلى استوديو مصر، وتحقق ذلك وعمل فيه بالمونتاج لنحو 10 سنوات، وفى بداية عام 1939 وقبل سفره إلى فرنسا لدراسة السينما، عمل مساعد أول للمخرج كمال سليم فى فيلم «العزيمة»، وفى أواخر 1939 عاد من فرنسا بسبب الحرب العالمية الثانية، وفى 1946 قدم تجربته الأولى فى الإخراج السينمائى الروائى «دائما فى قلبى»، بطولة عقيلة راتب وعماد حمدى ودولت أبيض.
 
سافر إلى إيطاليا ثم عاد عام 1950 متأثرا بتيار الواقعية الجديدة بالسينما الإيطالية وبدأ فيه مصريا، ويراه قائلا:  «أفسر الواقعية بأبسط الكلمات وهى الصدق، وأن تكون صادقا مع نفسك وفنك وبيئتك التى تعيش فيها، وأن تعالج مشاكل حقيقية تحس بها، ويحياها الناس، وأن تحاول إعطاء حلول أوعلاج يتسم بالصدق ولا يلجأ للهرب والتزييف»، حسبما يذكر الناقد البحرينى حسن حداد فى كتابه «صلاح أبوسيف أستاذ الواقعية فى السينما المصرية».
 
تتابعت أفلامه السينمائية، وبحسب الناقد طارق الشناوى فى ملف «صلاح أبوسيف.. مائة عام من الإبداع»، إعداد محمد العدوى، الشروق، 8 مايو 2015:  «أصبح المخرج رقم واحد فى مصر، وكان يسأل دائما عن أعلى أجر لمخرج فى السينما، ويطلب أكثر منه بـ10 جنيهات حتى يظل رقم واحد، وكان له وحده 11 فيلما ضمن أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية، من بينها 3 أفلام بين الـ10 الأوائل، وهى «شباب امرأة » لشكرى سرحان وتحية كاريوكا فى المركز السادس، «بداية ونهاية» لعمر الشريف وسناء جميل وفريد شوقى فى المركز السابع، «الفتوة» لفريد شوقى فى المركز العاشر، أما باقى الـ11 فيلما فهى «القاهرة 30» إنتاج 1966، «الزوجة الثانية»، «ريا وسكينة»، «السقا مات»، «لك يوم يا ظالم»، «الوحش»، «بين السماء والأرض»،  «أنا حرة».
 
يذكر الناقد كمال رمزى فى مقاله «ضمير الرفض والواقعية فى السينما العربية» فى مقدمته لكتاب «صلاح أبوسيف والنقاد»: «العديد من أفلامه أصبحت من الكلاسيكيات، ليس بالمعنى المذهبى ولكن بمعنى أنها صارت من اللآلئ المضيئة، ليس فى تاريخ السينما فحسب، ولكن فى تاريخ الثقافة، وهى ليست لآلئ متخفية ولكنها تضج بالحياة »، ويؤكد الكاتب الروائى ناصر عراق فى مقاله ضمن ملف عن مئوية صلاح أبوسيف بمجلة «سينما توغراف، يناير 2015»: «كان صلاح أبوسيف فنانا منحازا لأفكار تناصر الضعفاء وتنصفهم، ووجد فى فن الرواية ما ييسر له مهمته الإخراجية الصعبة والجميلة، فترك لنا مجموعة من الأفلام الفاتنة التى اتكأت على روايات آسرة».






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة