نورا طارق

بدل إزعاج!

السبت، 10 يونيو 2023 04:53 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كنت على عجلة من أمرى فلم أجد أفضل من استئجار سيارة للوصول في أسرع وقت ممكن، فاستخدمت على الفور هاتفى المحمول وأنقرت على أحد التطبيقات الخاصة بسيارات الأجرة وطلبت سيارة وأخبرنى التطبيق أن السائق أمامه 3 دقائق ويصل إلي، ولكن الحظ لم يخدمنى والسائق تأخر علي واضطررت إلى تغييره بآخر، ولكن اكتشفت في نهاية الرحلة، بأن التطبيق يطالبنى بدفع أجرة أكثر من المبلغ الذى حدده التطبيق في بداية طلبى للسيارة، مما دفعنى للسؤال عن سبب رفع الأجرة وكان تبرير التطبيق بأن الأجرة زادت 20 جنيها، كـ"بدل إزعاج" للسائق الأول الذى جعلته غير طريقه ليصل إلي، وعندما بررت سبب استبدالى للسائق رد التطبيق البدل لى مرة أخرى.

هذا الموقف جعلنى أفكر فى جملة "بدل الإزعاج" الذى نعانى منه طوال اليوم والليل فى حياتنا، والفوضى التى يتسبب فيها البعض دون مراعاة لأحد، فتخيلت إذا وجد نص قانونى يفرض بدل إزعاج على المزعجين فى حياتنا، ماذا سوف يحدث؟، فتخيل معي عزيزي القارئ فرض بدل إزعاج على الذين يقطعون معنا وعودا بالوصول في مواعيدهم ويجعلوننا نتنظرهم دون جدوى، أو البائع الذى يشغل المذياع بصوت عالى ويتسبب في إزعاج الجيران والمارة بالشارع، والسائق المتهور الذى يجعلنا نشعر بالخوف عند عبور الشارع وقد يصدم إحدى السيارات وينتج عن فعلته حرمان أسرة من أعز أحبائها، أو بعض التجار الذين تخلوا عن ضمائرهم وباعوا لنا بضائع منتهية الصلاحية، والسائقين الذين يشغلون الكلاكسات بدون داعى ويتسببون لنا في صداع لا ينتهى، وكذلك بعض الرجال  أو الأطفال الذين يلعبون كرة القدم في الشارع ويعترضون على حكم المباراة بصوت عالى مزعج وقد يصل الأمر إلى شجار يزعج سكان الشارع وقد يتطور الأمر إلى قذف الكرة وتكسر زجاج نافذة بالطابق الأول أو محل أو حتى فانوس أو نافذة سيارة، وكذلك من يلقون بالقمامة بالشارع بحجة أنهم لم يجدوا صندوق قمامة ويتسببون في إفساد مظهر الشارع ونشر روائح كريهة، وكذلك من يلقى ببقايا الطعام والشراب في النيل ويلوثه ويفسد مظهره الجمالى الطبيعى.

وفرض بدل إزعاج على الأب الذى يصرخ في وجه أطفاله بدون سبب ويؤثر بفعلته بشكل سلبى على نفسيتهم ويقلل من ثقتهم بأنفسهم وينشئ بهذا جيلا فاقدا لثقته بنفسه ليتسلموا الراية من بعده في معاملتهم مع أطفالهم في المستقبل، وكذلك المراقب في لجان الامتحانات الذى يثير التوتر والقلق في نفوس الطلاب ويجعلهم لا يستطيعون تذكر إجابات الأسئلة، وبالتالي يحصلون في النهاية على درجات منخفضة غير التي يحلمون بها، وفرض بدل إزعاج أيضاً على بعض الجيران الذين لم يراعوا حقوق جيرانهم عليهم ويسيئون معاملتهم، وكذلك بعض الشباب الذين يضايقون الفتيات في الطرقات والمتنمرين في كل مكان ومن يفسد الذوق العام بأغانى تحتوى على كلمات هابطة غير أخلاقية وموسيقى صاخبة تتسبب في الشعور بالصداع والتوتر وإزعاج المرضى فى بيوتهم، وغيرهم من الأشخاص المتسببين في إزعاجنا طوال اليوم سواء بفعل أو بكلمة، وتخيل عزيزى القارئ أن هؤلاء أجبروا على أن يدفعوا لنا بدل إزعاج فكيف سيكون الحال إذا؟، أعتقد أنهم سيفكرون كثيراً قبل أن يتسببوا في إزعاجنا مرة أخرى.

 

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة