أرض الفيروز تعود لمجدها بفضل تضحيات رجالنا البواسل.. عودة رياضة الهجن إلى مجدها فى شمال سيناء بأجواء آمنة مستقرة.. ميدان العريش يستعيد رونقه ويستضيف بطولات السباقات.. ويجذب ملاك الإبل للتربية والتدريب.. صور

الثلاثاء، 09 مايو 2023 01:30 م

سباقات الهجن

شمال سيناء ـ محمد حسين - تصوير حسين طلال

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عادت محافظة شمال سيناء مجددا لاستقبال ملاك الإبل الأصيلة المستخدمة فى السباقات لتتنافس على مضمار السباق فى العريش ويعود مجد أقدم وأعرق الرياضات للمكان الذى انطلقت منه فى تسعينيات القرن الماضى لتصل لكل أنحاء مصر.

عودة سباقات الهجن لميدان "العريش"، على ساحل محافظة شمال سيناء، جاء نتيجة لحصاد دحر الإرهاب وتطهير سيناء وعودة الأمن والأمان للمحافظة التى أصبحت تعيش أجواء مستقرة وتستأنف فيها بشكل طبيعى كافة الفعاليات.

على أرضية ميدان سباقات الهجن الكائن غرب مدينة العريش بنطاق منطقة الكيلو 17، أقام ملاك الهجن "العزب" الخاصة بهم وهى مقر استراحة ملحق بها مكان ربط الإبل ومعيشة القائمين عليها من مدربين وعمال، وانتشرت العزب على التلال الرملية المحيطة بمضمار السباق.

ملاك الإبل يقولون إنهم فور تلقيهم الدعوة بالعودة لاستئناف أنشطتهم، حرصوا على التواجد ونقل "حلالهم" وهى الهجن المخصصة للسباقات، لتعيش فى هذا المكان وتشارك فى أى فعالية سباق، وإذا كان هناك سباقات آخرى فى محافظات ينقلونها لها ثم يعودون لمكانهم، مؤكدين أن لمنطقة سباقات الهجن بالعريش طبيعة خاصة تساعدهم على تربية الهجن وتدريبها يوميا فضلا عن تكاليف أقل.

" محمد سليمان" أحد الملاك قال انهم يعتبرون الأجواء على ساحل العريش أفضل لتعيش فيها الإبل من الناحية الصحية وكذلك للتدريب والتغذية، لافتا إلى أنه يوميا يقوم بتدريب الهجن المملوكة له على أرضية ميدان سباق الهجن، الذى شارك فى فعالياته الأخيرة وحقق مراكز متقدمة.

وبدورهم أكد العائدون للمشاركة فى السباقات بميدان العريش، أن رسالة الأمن والأمان التى وصلتهم ووجدوها حاضره كانت أكبر حافز لهم على القدوم والحضور والمشاركة.

قال ذياب صالح الفايدى الجهنى، الملقب بـ"حاصد الجوائز"، بسباقات الهجن على مستوى الميادين المصرية أن سباق الهجن بالعريش يختلف عن أى ميدان أخر، لأنه مهرجان قوى وعاد بقوة ليتصدر المشهد فى عالم رياضة الهجن، لافتا انهم لأول مرة يشاهدون مثل هذا الزخم والاهتمام الشعبى وهذا نتيجة ما قدمته الدولة من دعم للمتسابقين للمشاركة وتشجيعهم على الحضور من كل المحافظات.

اضاف انهم سعداء باستقبال زملائهم المشاركين من ملاك الإبل من محافظات الوادى الجديد ومطروح ومحافظات الصعيد والشرقية والقاهرة والإسماعيلية والسويس للمشاركة، وأنه إلى جانب السباقات جرت عروض مبهرة لفن اعتلاء ظهور الإبل، وهى تسير وهى العروض التى لأول مرة تشاهد رسميا فى مصر ضمن فعاليات سباقات الهجن بعد أن تم تدريب مجموعة من الشباب المحترفين عليها.

اضاف أنه حضر بهجنه التى تتواجد فى كل ميادين السباقات على امتداد محافظات مصر، وحرص أن يكون من طليعة المشاركين احتفالا بعودة الأمن والأمان وتمكن من حصد 3 مراكز اولى ضمن قائمة أول المراكز بعدد 30 شوطا.

وتابع أن هذا الفوز الذى تكرر كثيرا وحصل عليه فى ميادين السباقات داخل وخارج مصر، له طعم آخر فهو يأتى من على ساحل مدينة العريش ومن على أرضية اقدم واول ميدان سباق هجن فى مصر الذى شهد ميلاد رياضة الهجن وجهود الهجانة المؤسسين لهذه الرياضة وهم ينطلقون ويستقبلون ضيوفهم، حتى توسعت الرياضة وانتشرت واصبح الهجانة يمثلون مصر فى محافل السباقات بالدول العربية.

وقال إنه فى هذا المقام يوجه الشكر باسم كل الهجانة وملاك الإبل للدولة بكافة مؤسساتها على الدعم المتواصل لهم وتشجيعهم لاستمرار رسالتهم، لافتا إلى أن هذه الرياضة تحقق الخير للجميع وتعود بمردود اقتصادى وتفتح فرص عمل وتعد واجهة سياحية وترفيهية وثقافية وتراثية جديدة من نوعها تجمع محبيها وعشاقها ومن يريدون الاستمتاع بها ومشاهدتها.

وتابع أحد كبار ملاك الهجن القوية المشاركة فى السباق "خليل أبوعلى أبوعكفة، من قبيلة الأحيوات بسيناء"، عن سعادته بعودة السباقات لميدان العريش بدعم وتشجيع لهم من الدولة، وأثبتت الفعاليات أن شمال سيناء آمنة، بعد أن جذب المهرجان مشاركين من كل محافظات مصر للتنافس والمشاهدة.

أضاف " خليل أبوعكفه" أنه نقل جماله المشاركة فى السباق من ميادين كانت تتسابق عليها بمطروح وجنوب سيناء، لتخوض غمار التنافس إلى جانب هجن احضرها ملاكها من كل محافظات مصر، والجميع عاش بهجة الأمن والأمان والتنافس وحصد الجوائز وتحقيق مكاسب الفوز.

وأشار إلى أنه استطاع الحصول على 3 مراكز أولى فى السباق من بين 30 شوطا بأنواع إبل مختلفة، اطلقها للتنافس فى ظل أجواء مهرجانية ممتعة، لافتا انهم يعودون للتسابق والتنافس بالمهرجان بعد غياب 12 عاما، بعد الجهد الذى بذل فى سبيل أن يعيش كل أهل سيناء فى هذه الأجواء الأمنة، وقيام الدولة بتطوير الميدان ليكون جاهزا لاستقبال الهجانة.

وتابع أن ميدان العريش له عند أهل الهجن تاريخ، فهو أول ميدان هجن فى مصر، ومريح للهجن من حيث ارضية السباق والأجواء، وتابع أن رياضة الهجن تحقق الخير للهجانة وملاك الإبل وتفتح فرص عمل أخرى للمدربين والعمالة القائمة على توفير احتياجات الجمال المخصصة للسباقات، فضلا عن توفير فرص تحسين دخل للكثيرين خلال فعاليات المهرجان من أصحاب سيارات النقل والتجار، كما يعد السباق واجهة تعريف بشكل مختلف ومعبر عن التراث فى سيناء وتجذب متابعين لمشاهدتها من كل المحافظات.

وقال إنه بعد هذا النجاح للمهرجان، وعودة السباقات مجددا بشمال سيناء، يوجه باسم كل ملاك الهجن الشكر لقيادات الدولة على وقفتها معهم وتشجيعها لهم للاستمرار والتشجيع على المشاركة وتذليل العقبات أمامهم وتحقيق النجاح.