د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: ليلة السقوط.. ملحمة وطنية إنسانية

الجمعة، 28 أبريل 2023 05:05 ص
د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: ليلة السقوط.. ملحمة وطنية إنسانية د. داليا مجدى عبد الغنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان الأمر بالنسبة لي مجهولاً لم أقرأ عنه ولا شاهدته في أي عمل درامي من قبل.. وهو احتلال داعش للموصل وكذلك سنجار لولا أن مسلسل ليلة السقوط الذي أذاعته بعض القنوات في رمضان الماضي.. وكشف المسلسل عن بشاعة ما ارتكبته داعش خاصة مع الفتيات الإيزيديات اللواتي تم سبي ما يقارب من ستة آلاف فتاة أيزيدية واغتصابهن وبيعهن كالعبيد في أسواق الجواري في الموصل والرِقَة.. في مأساة لا مثيل لها في التاريخ الحديث.  
 
وكشف المسلسل ضمن أحداثه كيف قام الزعيم نيجرفان بارزاني (وهو رئيس حكومة كردستان في ذلك الوقت.. ورئيس الإقليم حاليًا)  بتحرير عشرات من السبايا الإيزيديات وشرائهن من أسواق الموصل من ماله الخاص.. وتهريبهن إلى كردستان.. وقد نجح في ذلك الأمر بإنقاذ الكثير من الإيزيديات من أبناء وطنه من الأَسر ومن الاستعباد والاستغلال الجنسي والإبادة الجماعية بدافع من وطنية وإنسانية. 
 
ولأول مرة يكشف لنا مسلسل ليلة السقوط عن تلك المعلومات الصادمة عن مأساة الضحايا من الايزيديات ضحايا الاسترقاق والاستعباد وحتى عن آلاف الشباب من الايزيدين الذين تم قتلهم بشكل جماعي.. في جريمة إنسانية مروعة لا يغفرها التاريخ.. وقد كانت تلك القضية مجهولة للملايين على امتداد الوطن العربي.. وحتى بالنسبة للكثير من المثقفين.. إلا قليلاً.. لولا أن تناولها مسلسل ليلة السقوط. 
 
ولعل الكثيرون لا يعرفون أيضًا.. شيئًا عن الفتاة الإيزيدية العراقية نادية مراد التي فازت بجائزة نوبل للسلام وعمرها وقتها ثلاثة وعشرون عامًا.. وهي ناشطة حقوقية إيزيدية.. كانت ضحية الأَسر والاغتصاب الداعشي الجماعي من داعش.. وتمثل قصتها نموذجًا لشجاعة المرأة وقوة إرادتها رغم قسوة المحنة التي تعرضت لها. 
 
فقد تم اختطاف نادية من سنجار مع آلاف الفتيات والنساء من قبل داعش في جبل ومدينة سنجار.. ومنهن طفلات لم يكن عمرهن يتعدى العشر سنوات.. وقد تعرضن جميعًا للاغتصاب والبيع في أسواق الجواري والاسترقاق.. وبعد معاناة شديدة تمكنت نادية من الهرب من داعش.
 
وفي النهاية.. لا يسعني سوى توجيه الشكر لمن قاموا بهذا المسلسل الجريء ليلة السقوط.. سواء الكاتب أو المخرج أو أبطال العمل أوالمنتج وكل من تَحَمَّس لإنتاج هذا العمل الضخم ليوَّثِق العديد من جرائم داعش ضد الشعب العراقي والإيزيديين.. وأرجو أن يتبع ذلك المسلسل أعمالاً أخرى تسلط الضوء على ما عاناه العراقيون والإيزيديين خاصة من مآسي على يد داعش.. وذلك لأن العمل الفني هو الأقدر على توثيق الأحداث لو تم إنتاجه بشكل سخي وجرأة مثل ليلة السقوط.. ليراه عشرات ومئات الملايين من المشاهدين.. وليصبح العمل الفني شاهدًا على التاريخ وفي ذاكرة ملايين المشاهدين.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة