وليد نجا يكتب: إشكاليه تعريف مفهوم الأمن

الخميس، 27 أبريل 2023 06:44 م
وليد نجا يكتب: إشكاليه تعريف مفهوم الأمن وليد نجا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الأمن كمصطلح يمثل تعريفة إشكالية تتمثل في عدم إجماع الدراسين والباحثين والمفكرين والأكاديميين العاملين في مجال الأمن على تعريف ملزم للجميع، وجميع الدراسات والأبحاث العلمية ونظريات العلاقات الدولية أجمعت على أن الأمن كمفهوم يحيطه الغموض والتعقيد، وجميع الكتب السماوية ذكرت وعرفت الأمن وذكر في القرآن الكريم  تعريف للأمن في  أكثر من خمسين آية قرآنية، ومنها قوله تعالى في سورة قريش بسم الله الرحمن الرحيم  "فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ" صدق الله العظيم تلك الآية الكريمة لخصت التعريف في توفير الاحتياجات الأساسية من المأكل والمشرب وعدم الخوف.

 

أولا: تعريف الأمن كمفهوم لغوي: المعجم اللغوي عرف كلمة الأمن عرفه علي أنها صفه تدلّ على الثبوت من أمُنَ وأمِنَ/ أمِنَ.. بمعنى أن الأمن أحساس نقيض الخوف والخيانة، وبذلك يكون تعريف الأمن هو عبارة عن حالة شعورية تدل عن السكينة وعدم الخوف تسكن وجدان الكائنات الحية في شتي الظروف كنقيض  مباشر للشعور بالخوف وعدم الاطمئنان.

 

ثانيا: نشأة الأمن كمفهوم وتطوره: منذ أن خلق  الله سبحانه وتعالى الإنسان، ارتبط  وجود علي الأرض واستمراره في الحياة بالبحث عن وسليه تحميه من المخاوف والمخاطر والتحديات المحيطة به والتي تهدد أمنه وحياته، ومع تطور التاريخ البشري وتغير المراحل والحقب الزمنية تعرض المفهوم للتطور كالتالي:

أ- مرحلة نشأة المفهوم: نالت دراسة قضايا الأمن ومستوياته وأبعاده اهتمام المعاهد والمراكز البحثية والفكرية والمؤسسات الأكاديمية حول العالم، في محاولة منهم لتفسير وتحليل زوايا وجوانب الأمن المتعددة، ويسعلا الإنسان لتحقيق أمنه واستقراره من خلال التعاون المشترك بين الأفراد والجماعات والعائلات والجوار بحكم المصالح المشتركة والجوار الجغرافي، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تحول العالم إلى عالم ثنائى القطبية تناولت كلا البحوث الأمنية الغربية والشرقية دراسة مفهوم الأمن علي اعتباره من المفاهيم الأساسية في العلاقات الدولية وتم الاهتمام بدراسة مفهوم الأمن وفق المفهوم العسكري فقط دون  دراسة الأبعاد الأخرى وذلك وفق المفهوم السائد في العلاقات الدولية في تلك الفترة وظهرت عدة نظريات  لتفسير مفهوم الأمن.

ب - مرحلة تفرد المعسكر الغربي: شهد العالم تطورات جذرية في حقل العلاقات الدولية والنظام العالمي وتغيرت الكثير من المفاهيم والقيم والنظريات التي كانت سائدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتي نهاية الحرب الباردة عام 1991، ولم تعد الدولة هي المرجعية الأساسية في تحقيق الأمن وأخذ المفهوم في التطور والاتساع من المفهوم الضيق إلى مفهوم واسع ذى أبعاد ومستويات متعددة، وحظيت الدراسات الأمنية باهتمام الباحثين والمفكرين والعاملين في مجال الأمن للوصول إلي مفهوم يعرفه على الصعيدين المعرفي والتطبيقي لازال المفهوم في مجال في العلاقات الدولية  في مرحلة التطور و جميع  النظريات والمدارس تعمل علي دراسة  الأمن كظاهرة وتعريفة كمفهوم لاختلاف والمرجعيات والأبعاد.

ج- مراحل تطور المفهوم: سأتناولها كباحث عبر الحقب الزمنية من خلال  تطور الدراسات الأمنية:

1- المرحلة الأولي: ارتبط  تعريف المفهوم في تلك المرحلة بالقوة العسكرية المتغيرة من دولة إلي أخري لتتمكن الدول من تحقيق أهدافها القومية  وحماية مقدراتها الاقتصادية،وبقدرماتمتلكة الدول من قوة عسكرية تتمكن من تحقيق أمنها وتشمل تلك المرحلة علي العديد من التعريفات ومنها :

تعريف دائرة المعارف البريطانية: ربطت بين تحقيق الدولة لأمنها القومي وقوتها العسكرية  فبقدرماتمتلكة الدولة من قوة عسكرية في أطار استراتيجية وطنية ضمن منظومة متكاملة يتم وضعها بواسطة الخبراء والمتخصصين،مخرجاتها نتائجها تمكن  الدولة من مواجهة المخاطر والتحديات الداخلية والخارجية فتمتلك  القدرة للحافظ علي شعبها من احتلاله والتنكيل به علي يد قوة أجنبية لدول أخري  .

2- المرحلة الثانية: تعدي المفهوم في تلك المرحلة ارتباط الأمن بامتلاك الدول للقوة العسكرية منفردة لتضم بجانبها المتغيرات السياسية والاجتماعية التي تمكن الدول من تحقيق أهدافها وغاياتها القومية مستخدمة قوتها العسكرية والسياسية معا وتشمل تلك المرحلة علي العديد من التعريفات ومنها:

تعريفBrookings: ربط تعريف الأمن بتصور يتم أعداده بواسطة الخبراء والمتخصصين  في وضع الخطط الاستراتيجية وبقدر ماتمتلكة الدولة من قدرة عسكرية وسياسية معاً تترجمها سياستها الخارجية  في أطار محددات تراعي تاريخ الدولة ومدي قدرتها علي تحقيق أهدافها وغاياتها القومية.

3- المرحلة الثالثة للمفهوم: مع تطور النظم السياسية أتسع مفهوم الأمن القومي "الوطني" وأشتمل علي عدة متغيرات ربطت بين تحقيق الاستقرار السياسي والاستقرار الأمني والتنمية في صورة تكاملية بالإيجاب والسلب وتشمل تلك المرحلة علي العديد من التعريفات ومنها:

تعريف RobertStrangMcNamar:هذا التعريف فك الارتباط بين تحقيق الدول لأمنها القوي ومدي قوتها العسكرية ،فالبرغم من حتمية امتلاك القوة العسكرية إلا أنها لا تمكن الدول من تحقيق أمنها القومي دون استقرار سياسي وتنمية فالأمن والتنمية وجهان لعملة واحدة ،فالتنمية الاقتصادية تحدث توافق بين المطالب المتضاربة للقوي السياسية داخل الدولة وتقضي علي محاولات الفوضى والاضطراب من قبل دول معادية للدولة في محيطها الإقليمي أو الدولي.

4- المرحلة الرابعة للمفهوم: تلك المرحلة ظهرت علي المستوي الدولي بظهور المدرسة النقدية في الدراسات الأمنية وتضمنت أبعاد جديدة وتعريفات لقطاعات الأمن تتسع لتشمل قطاعات المجتمع السياسية والاجتماعية والثقافية والبيئية و.....، ومع تنوع التحديات والمخاطر المباشرة التي تتعدي قدرة الدول العسكرية مستهدفة المواطن والمجتمع والجماعة  وفرغ الأمن القومي من أدبيات السيادة.

ارتبطت تلك المرحلة بظهور عصر العولمة: تلك المرحلة التي تداخلت فيها التحديات  التي تستهدف الجبهة الداخلية للدول بفضل التقدم التقني والتكنولوجي لارتباط وتداخل التهديدات والمخاطر العسكرية مع التهديدات الاجتماعية والديمغرافية والثقافية والبيئية، ولاتستطيع  أي دولة من الدول التعامل مع تلك التحديات والمخاطر بالقوة العسكرية منفردة  مهما بلغت قوتها لارتباطها بالاضطرابات والأزمات في جبهتها الداخلية  التي تجعلها عاجزه عن توفير متطلبات شعوبها الحياتية والأمنية وينهار اقتصادها وتنهار الدولة من الداخل دون تدخل عسكري وذلك يؤدى إلى ضعف الولاء والانتماء بين مواطنيها.

 

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة