أكرم القصاص

فى عيد تحرير سيناء.. كيف صمد المصريون فى مواجهة كل هذه التحديات؟

الأربعاء، 26 أبريل 2023 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الذكرى 41 لتحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلى، تحتفل مصر بتحرير سيناء من الإرهاب، وتستعد لأكبر عملية تنمية تنهى عزلة أرض الفيروز وتربطها بالوادى والدلتا، من خلال أنفاق وطرق تحتضن مشروعات عملاقة وأراضى ومدنا، تستقبل أبناء مصر.
 
وأكد الرئيس السيسى، أن التضحيات والبطولات، التى قدمها رجال القوات المسلحة، قبل 50 عاما بعبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف وأسطورة الجيش الذى لا يقهر، ظهر السادس من أكتوبر 1973، ثم تلتها جولات طويلة من المباحثات ما بعد اتفاق السلام، وهى جولات لا تقل بطولة عن بطولات الحرب، مع الرئيس الراحل أنور السادات، حيث عادت سيناء كاملة فى إبريل 1982، ثم تمت استعادة طابا بجولة أخرى من بطولات الدبلوماسية والمواجهة القانونية الدولية.
 
خلال عشر سنوات كانت سيناء على موعد آخر من البطولة، فى مواجهة تنظيمات إرهابية سعت لعزل سيناء ورفع الرايات السوداء، مثلما جرى فى دول من حولنا، لكن أبطال القوات المسلحة والشرطة ومعهم أهالى سيناء، تصدوا للإرهاب الذى تحطم على صخرة بطولات أبنائنا، ليعيدوا أساطير الآباء والأجداد، تم تحرير سيناء من الاحتلال، ثم تحريرها وتطهيرها من الإرهاب بدماء شهداء وجرحى من أبطال القوات المسلحة والشرطة وأهالى سيناء، بثمن كبير من الدم والمال، لتظل شاهدة على هذه البطولة وقدرة الشعب المصرى على مواجهة التحديات والصمود. 
 
قبل نصف قرن كان آباؤنا وإخوتنا من أبطال القوات المسلحة يصنعون أسطورة بعبور قناة السويس نهارًا، ويذيبون الساتر الترابى بمضخات مياه، ويحطمون خط بارليف، ويقفون ويرفعون العلم على سيناء، وقبل 41 عاما احتفل أبناء مصر برحيل آخر جندى إسرائيلى، ورفعوا علم مصر عاليًا على سيناء، وبعد خمسين عامًا كان الرئيس يعلن تطهير سيناء من الإرهاب، ويؤكد «أن تحرير سيناء من الاحتلال، ومن الإرهاب، ومن كل شر يصيبها، أو يصيب أى جزء من أرض مصر الخالدة هو عهد ووعد، نلتزم به، ونواصل العمل من أجل تعزيزه وحمايته»، ويضيف «شرعنا فى معركة تنمية سيناء، التى تتطلب جهودًا ضخمة، وإخلاصًا للنية، وصبرًا على العمل حتى نوفر لسيناء واقعًا جديدًا، يليق بها، وبتضحيات المصريين جميعًا فى سيناء، وفى كل بقعة على امتداد الوطن».
 
وإننا إذ نحتفل اليوم بعيد تحرير سيناء نتقدم بالتحية والعرفان إلى أرواح شهداء مصر الخالدين، الذين دفعوا ضريبة الدم، فداءً للوطن وإلى المصابين الذين قدموا من أجسادهم وصحتهم، بغير حساب، نقول لهم ولأسرهم: «إن جيلنا، والأجيال المقبلة، تتعهد بحماية ما حققتموه من إنجاز عظيم، باليقظة والانتباه، والاستعداد الدائم، وبالمزيد من العمل والتنمية والتقدم». 
الشعب المصرى هو بطل هذه الملاحم، فهو الذى قدم أبناؤه فى حرب الاستنزاف، ثم العبور العظيم، وحرب الدبلوماسية، وفى مواجهة الإرهاب، وهو ما يؤكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسى، دائمًا، وفى كل مناسبة، وبطولات الشرطة المدنية خلال الحرب على الإرهاب، فى السنوات العشر الماضية، ستتحاكى عنها الأجيال لأزمنة طويلة مقبلة، بفخر وكبرياء.
 
وفى ذكرى تحرير سيناء من الاحتلال والإرهاب، تقدم سيناء الدرس الأهم، الأمل فى تخطى كل الصعاب والتحديات، طوال عشر سنوات واجهت مصر الإرهاب، وهزمته، كما هزمت الفيروس الكبدى الوبائى، والعشوائيات، وسارت فى إصلاح اقتصادى صعب، وواصلت بناء قدراتها العسكرية والأمنية بالشكل الذى مكنها من الصمود فى محيط إقليمى وعالمى مشتعل. 
 
وخلال عشر سنوات واجه المصريون تحديات كبرى بجانب الإرهاب الأسود، أزمات اقتصادية وفيروس كورونا، وأزمات عالمية وصراعات انعكست فى أزمات وتداعيات اقتصادية عالمية، كما حرصت مصر على بناء قدراتها العسكرية، لمواجهة تهديدات الأمن القومى، فى الغرب والشرق والجنوب والمتوسط، وحرصت مصر أن تكون قدراتها العسكرية قوة رشيدة تحمى ولا تهدد، لكن هذا البناء كان ضروريًا ويجيب عن تساؤلات كثيرة طرحت وقتها وجاءت الإجابة من مراجل الصراعات التى تفور وتغلى من حولنا. 
 
ظلت مصر خلال 10 سنوات تتحرك فى سباق ضيق تواجه الإرهاب ومموليه وداعميه، ومنصاته الإعلامية، وترمم اقتصادها وتبنى قدراتها الداخلية وقوتها العسكرية والسياسية والخارجية، إقليميًا ودوليًا وأفريقيًا، وتواجه محاولات مختلفة لبسط النفوذ أو التغلغل فى محيط أمنها القومى، وحظيت الدولة المصرية بثقة المنظمات الدولية، وتحل المعادلة الصعبة، داخليًا وخارجيًا، عملية إصلاح اقتصادى مؤلمة، وإعادة هيكلة الدعم، بحيث يستفيد الأكثر احتياجًا، ومبادرات رئاسية لعلاج وإنهاء الفيروس الكبدى «سى»، بالمجان، ومبادرة «100 مليون صحة»، ونقل سكان العشوائيات إلى مجتمعات إنسانية، ومحطات الكهرباء العملاقة، تنقل مصر إلى عصر تصدير الكهرباء، توازيًا مع شبكة طرق عملاقة وكبارى ومحاور وأنفاق، ومدن صناعية وأخرى سكنية.
 
خارجيًا، انتقلت مصر إلى مركز للتأثير إقليميًا ودوليًا، تدعم المسارات السياسية غربًا وجنوبًا، وعلاقات أفريقية وعربية، ومع أوروبا وأمريكا واليابان والصين وروسيا، حتى صارت القاهرة محل ثقة للتدخل والحل، بالفعل وليس بالكلام، وتحمى أبناءها فى الخارج، وتعيدهم من مناطق الصراعات، عبرت مصر أزمة فيروس كورونا، وتواجه الأزمة الاقتصادية العالمية، بإجراءات اقتصادية واجتماعية، وتقدم مبادرات وتحمى أمنها القومى وحدودها، وتستضيف 7 ملايين من اللاجئين، وتراهن على أن ما واجهته من تحديات وصمدت يمنح الأمل فى عبور ما تبقى من تحديات.
 

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة