الضيافة والترحاب صفتان يتميز بهما الشعب المصري، سواء مع المقربين منهم أو حتى الغرباء، بجانب كونهم محبين للخير طوال الوقت والعطاء غير المتناهي، ما جعلهم يتقبلون بعض العطايا حتى وإن كانت قليلة بحب، وكأنهم يملكون العالم بأيديهم، فكما قالوا في الأمثال "بصلة المحب خروف" كمًا أوضح الدكتور خالد ابو الليل استاذ التراث الشعبي بكلية الآداب جامعة القاهرة أن الكثير من الأمثال الشعبية ليست مستندة على قصة واقعية، بل إنها جاءت وليدة موقف ما تداوله الاجيال لتوثيق قيمة حميدة واخلاق جميلة نفخر بها.
بصلة المحب خروف
وتابع أستاذ التراث الشعبي عن هذا المثل قائلا إن المصريين من قديم الأزل يقدرون الضيف ويحاولون بكل استطاعتهم ارضاءه، مما جعل هذا الضيف يعتبر هذا الكرم زائدا عن حده حتى وإن قدم له مجرد فحل بصل، وأردف عن المجاز في البصل والخروف أن قدماءنا المصريين وثقوهم على بعض الجدران في تقديم القرابين في المعابد، فمنهم من كان غنيا يجود بخرفان وذبائح، ومنهم من لم يقدر على ذلك ويقدم البصل والخضراوات، ففي الحالتين تقديم النذور للآلهة في اعتقادهم في ذلك الزمن أنه مقبول مهما قل ومهما كان زهيدا، فما بالنا بتقديم كل ما في استطاعتنا لإكرام الضيف ورفعته حتى بأقل ما نتكلف لكنه كل ما نملك.
واردف أن تداول هذا المثل يدل على أن الحب هو من يجعل أقل الأشياء اثمنها، وأن قيمة الشخص في قلبه ومشاعره واحترامه للاخرين وليس فيما يعطيه ويقدمه ماديًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة