عبد الرحمن الأبنودى فى ذكرى ميلاده الـ85.. يتذكر: رعى الغنم المدرسة الأولى

الثلاثاء، 11 أبريل 2023 03:30 م
عبد الرحمن الأبنودى فى ذكرى ميلاده الـ85.. يتذكر: رعى الغنم المدرسة الأولى عبد الرحمن الأبنودى
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تمر اليوم الذكرى الـ85 على ميلاد الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى، الذى ولد فى 11 أبريل من سنة 1938، وقد تحدث عن نفسه وطفولته فى كتابه "أيامى الحلوة".

1

كان الوالد معلم اللغة العربية قد عين فى قرية "نقادة" فى ذلك الوقت، والتى تقع غرب مدينة "قوص" على شاطئ النهر.

رافقت أمى زوجها معلم العربية والدين بمدرسة "الأقباط" بنقادة لفترة محدودة لأول سَفرة إلى خارج "أبنود"، ولأول مرة فى ولاداتها العديدة تخطئ "فاطنة قنديل" فى حساب مدة الحمل، ربما لأنها كانت بعيدة عن الحصيفة الحكيمة أمها "ست أبوها"، لذلك فقد فاجأتهما برغبتى الملحة فى الخروج إلى الضوء ووضعتهما فى مأزق من الصعب تفسير حرجه أو شرح جوانب قسوته على رجل الدين المعلم والمرأة القروية الخجولة فى بلدة غريبة لن تكشف عن جسدها أمام عيون نسائه الغريبات حتى لو ماتت فى مخاضها.

ارتبك الرجل الشيخ وراحت شفاهه ترتعش محوقلة مبسملة وهو يكتب عذر الإجازة للمدرسة ويلملم أمواله، وهو يتهيأ معها للرحيل العاجل من "نقادة" إلى "أبنود" إذ لابد أن أولد فى نفس المكان الذى ولد فيه جميع أخوتى فى بيت "قنديل" و"ست أبوها" فى قلب أبنود  كان يعتقد أنه من العار أن تلدنى أمى فى بلدة غريبة.

 

2

ولدتنى أمى فى الحسومات، والحسومات حسب التقويم القبطى الذى مازال أهلنا يتبعونه هناك جميعا، أيام تسعة، تأتى فى وقت معين من السنة القبطية، من يولد فيها من النادر أن يعيش، إنسانا كان أو حيوانا، وإذا عاش فإنه يعيش مثلى معلولا مكلولا مملولا محلولاً

كنت ضعيفا، نحيلا وعليلا مزمنا، ضئيل البدن، أصفر الوجه، لدرجة أن أمى كانت، وأنا طفل لا أعى، تربط ركبتى المنحلتين بأشرطة من القماش تمسك الساقين اللتين تشبهان أعواد البوص كى لا تنفرطا.

 

3

كنت طفلا وأقل من طفل فى أعقاب الحرب العالمية الثانية حين سمعت من (عمتى يامنة) رحمها الله أغنية "والله وغليت يا درة / وحطوك فى البتارين/ رحت لـ(جبارة) بيتأمر/ عاوز بطاقة من البندر/ أنا رحت للقاضى/ قاللى مش فاضى/ طنجر العمة/ وأدانى قلمين!!

 

4

رعى الغنم.. إنها المدرسة الأولى، أو قبل الأولى، التى يتعلم فيها الراعى الصغير "الحبو" على درب الصعود نحو المغنى الذى سيكونه بعد سنوات قلائل خلفا لسواقى وتحت الشواديف وفوق كراسى النورج، أو نحو الشاعر الذى سوف يكونه بعد أعوام وأعوام.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة