أحمد التايب

من أين نبدأ؟

الأحد، 05 مارس 2023 01:22 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صحة الجسد فى الحركة وصحة العقل فى المعرفة، وقوة المجتمع بانتمائه وثقافته وعلمه وأخلاقه وصلاح ذوقه العام، وبتحلى أفراده بالمروءة والشهامة والعطاء والكرم والجدعنة وبإغاثة الملهوف ومُساعدة المحتاج والاندفاع في عمل الخير دون حساب للعواقب، لذلك الخطر يا ساة عندما يسود حُب المصلحة والشطارة والأنانية في التعاملات والسلوكيات بين أفراد أي مجتمع، لأن وقتها لا يهتم الإنسان لا بإغاثة ملهوف ولا بإنقاذ غريق ولا بمساعدة محتاج، ويصبح الجار لا يتألم لجاره، ولا الأخ يعاضد أخيه، ولا الابن يوقر أباه، ولا الطالب يجلّ معلمه، وتضيع الحقوق والمواريث وتنكر الأفضال، وتضييع القيم وتتآكل منظومة الأخلاق والعادات.
 
ويزداد الخطر عندما تُرسخ أفعال الأنانية والشطارة فى أذهان الناس، بل تكون أشد خطرا عندما تكون نصائح الآباء للأبناء "خلى بالك من نفسك..  وركز في مصلحتك أنت فقط.. ومالكش دعوة بحاجة تحصل فى الشارع.. ما تجيش على نفسك علشان حد.. خليك في حالك.. مفيش حاجة مستاهلة تعبك".. لأن وقتها تكون المشكلة أنه عندما يتقدم أحد للمروءة يُلام عليها، وما أكثر المشاهد التي أصبحت تُرى في الشارع مثل حادث سيارة فتجد الناس تتردد في نقل المصابين إلى المستشفى، أو كذلك مشاهد الاهتمام بالفرجة عند وقوع أى مكروه أو أذى فى الطريق على حساب الفعل والحركة والتدخل، والتركيز في التصوير على حساب الإنقاذ والإسعاف، أو عدم الإحساس بأوجاع السائلين في الشوارع ولا المساكين والمحتاجين.
 
نعم الإعلام عليه دور كبير، وكذلك الفن والمدرسة والجامعة في تشكيل وجدان المجتمع، لكن الأسرة عليها دور لا يقل أهمية، فالكل "الدولة والإعلام والأسرة" منوط بتحسين الذوق العام وإحياء ما تراجع من صفات كنا نتميز بها ببث الوعى وتهذيب النفوس، لكن المهم أن تبدأ تلك المؤسسات بنفسها لتكون قدوة للأفراد، خاصة أن بالمروءة يأمن الناس ويطمئن بالهم وتعم المحبة وتسود الألفة.
 
لذا، علينا جميعا نعمل على عودة القدوة من جديد في حياتنا، فما قيمة الإنسان في زمن المَصالح التي اعتقلته، والمادة التي سجنته وأفسدت روح كل ما هو جميل لديه، للنسى جميعا أن قمة السعادة أن تُعطي مَن تُحب، وتُضحي من أجله، دونما حدود أو انتظار مُقابل، أو حسابات، وقمة الحياة أن تنقذ إنسان ملهوف، وتضحى من أجل الخير، فعلينا أن نبدأ جميعا حتى لا تطمس هويتنا ويضيع حاضرنا وماضينا وتتكالب علينا الذئاب لتنهش أجمل ما فينا، ونكون عبرة في زمن أعلى من المادة على حساب القيمة وأعلى من العقل حتى ولو قتل القلب..








الموضوعات المتعلقة

كيف يراك الآخرون؟

الثلاثاء، 28 فبراير 2023 12:08 ص

كُن مصباحاً فى بيتك

الأحد، 26 فبراير 2023 12:14 ص

القناة الوثائقية .. والحقائق الغائبة

الثلاثاء، 21 فبراير 2023 01:21 ص

مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة