أحمد التايب

صناعة الوعى في ظل تحويل الآلة إلى إنسان

السبت، 25 فبراير 2023 12:29 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ما يحدث على أرض العالم مرعب من تحولات عالمية واضطرابات سياسية واقتصادية واجتماعية، ومن حروب تستهدف قتل القيم والهويات، ومن تقدم تكنولوجى مخيف يسعى العالم من خلاله إلى تحويل الآلة إلى إنسان، لذا علينا أن ندرك هذا جيدا، وندرك أننا إذا لم نخطُ خطواتنا نحو المستقبل متسلحين بالوعى والمواكبة، فنكون أمام حاضر ومستقبل، "الله أعلم كيف يكون حالنا فيه".. !!!

واعتقادى أنه ليس مطلوبا فى اللحظة الراهنة أن يعى كل إنسان ما يحدث، لكن الأهم أن يعى أنه لابد أن يفعل شيئا، وهنا أتحدث عن منبر واحد أرى أنه يعد أهم المنابر التي يجب توظيفها لكسب معركة الوعى، ألا وهو "بيوت الثقافة في الأقاليم"، فليس أمامنا إلا إحياء الثقافة الجماهيرية من جديد لرفع المستوى الثقافى وتوجيه الوعى القومى فى مجالات السينما والمسرح والموسيقى والفنون الشعبية والتشكيلية ونشاط الطفل، وخدمات المكتبات، خاصة أن ما تفعله المنصات الرقمية وعالم السوشيال ميديا من تزييف وطمس للهوية يستدعى منا التحرك الفوري والناجز، بوضع هذا المنبر ضمن الأولويات ومحل اهتمام، في حرب الشائعات.

 

فكلمة وعى كلمة بسيطة لكن أهميتها عظيمة وجليلة وتحتاج إلى صناعة يتشارك فيها الجميع، وتبذل من أجلها الجهود المضنية من الجميع سواء "مؤسسات أو أفراد"  لحماية وتثقيف المجتمع من ناحية، ومن جهة أخرى عدم حرمان مصر من اكتشاف مواهب هم قوتها الناعمة في المستقبل، خاصة أننا نستطيع، ونموذجا ما تقدمه بعض بيوت الثقافة الآن، ففي بيت ثقافة الفشن ببنى سويف تم تقديم ندوة عن الإدمان الإلكترونى ودعوة طلاب وطالبات بالمدارس الفنية، فكان الأثر عظيم والنتائج مثمرة، وطالب الكثير بتعميم هذا في كل المدارس في إطار من السعي نحو تشكيل وعى لدى الطلاب والطالبات بخطورة الإدمان الإلكترونى في ظل تعدد المشكلات والأزمات نتيجة الاستخدام السيئ لمواقع التواصل الاجتماعى والمنصات الرقمية، ما يعنى أن هناك استجابة مجتمعية للوعى المهم تحرك المؤسسات المناط بها تعزيز الوعى.

 

لذا، ندعو كل الجهات المعنية بالوعى في كل المحافظات ضرورة إعادة النظر فى الخطط والبرامج لبيوت الثقافة في الأقاليم، لتعود إلى سابق عهدها من الريادة والوجاهة الأدبية، وانضمامها لاستراتيجية الدولة لنشرالمعرفة والتصدى للأفكار المنحرفة واكتشاف المواهب باعتبارها من أهم منابر الثقافة والفن.. وتساهم في عودة القوة الناعمة المصرية من جديد..

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة