"الصندقة" منازل أهل الجنوب قديما قرب ساحل البحر الأحمر.. تصنع من "الشيت هافى" وهى أخشاب تقذف بها أمواج البحر.. وسقفها يشبه بيوت أوروبا لتقليل تسرب مياه الأمطار.. موجهة ناحية الشرق لاستقبال الشمس والقبلة.. صور

السبت، 11 مارس 2023 05:00 ص
"الصندقة" منازل أهل الجنوب قديما قرب ساحل البحر الأحمر.. تصنع من "الشيت هافى" وهى أخشاب تقذف بها أمواج البحر.. وسقفها يشبه بيوت أوروبا لتقليل تسرب مياه الأمطار.. موجهة ناحية الشرق لاستقبال الشمس والقبلة.. صور جانب من المنازل
البحر الأحمر - عماد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الحاجة أم الاختراع، دائماً ما تفرض الطبيعية احكامها على الحياة حيث تختلف من مكان لآخر وحسب الطبيعة يتأقلم البشر مع حياتهم طبقا لتلك الطبيعة، فى مدن جنوب محافظة البحر الأحمر وتحديدا المناطق المطلة على ساحل البحر الأحمر بداية من مدن القصير ومرسى علم وحلايب وشلاتين، اغلب تلك المدن كانت حرفتهم الأساسية صيد الاسماك أو رعى الأغنام والإبل، وكانوا دائمين الترحال نظرا لمعيشتهم ومصدر رزقهم خاصة الرعاة. 

كان أهالى جنوب البحر الأحمر يسكنون مساكن مصنوعة من البرش وهو فرش من سعف النخيل والدوم، ويتم تبطينها بالصوف أو بقايا الأقمشة القديمة، وذلك كان يكون منزل الترحال أى المنزل المؤقت أثناء الرعى أو الصيد، وعادة ما يكون فى فصل الشتاء لأنه الأفضل بالنسبة للترحال فى الرعى وراء العشب فى الأودية البعيدة، بينما كان البيت الأصلى والاستقرار مختلف تماما وكان يسمى بالصندقة.

من جانبه قال آدم سعدالله من أهالى جنوب البحر الأحمر والمهتمين بتراثها القديم، أن أهالى الجنوب كانوا يفضلون قديما الاستقرار بجانب البحر وخاصة فى الشهور القليل لها الرعى وهو منزلهم الأساسى، كان عندما يشيد أحدهم منزله يقوم بصنع ما يسمى بالصندقة وهى عبارة عن غرفة مصنوعة من الخشب، وكانت تصنع مما يسمى بـ"الصابى أو شيت" وهى الأخشاب التى كان يقذفها البحر.

وأضاف أن نظرا لبعد المسافات بين المدن التى يمكن منها جلب الأخشاب كان الصابى أو شيت هو الحل فى إنشاء الصندقة للأسرة، وكان هناك من يحترف مهنة جمع تلك الأخشاب أو أى شيء يقذفه البحر ويسمى " شيت هافى" وبعد جمع كوم من الأخشاب ويباع بنظام المزاد يشتريه من يرغب فى إنشاء منزل أو استكمال الإنشاء أو دكان " محل بقاله ".

وتابع: أن ميسورى الحال من السكان كانوا يشيدون صنادقهم من خشب الوارد، كما كنا نسميه المستورد وهو الخشب الأبيض أو الموسكى وكان عددها محدود فى ذلك الوقت وبعد العمل بسوق الشلاتين انتشر استخدام الألواح من الخشب الحُبَيبى.

 ولفت أن إنشاء سقف غرفة الصندقة يأخذ الشكل المثلث لتقليل نسبة تساقط مياه الأمطار داخلها مثل منازل أوربا، وتقليل نسبة الحرارة فى الصيف لارتفاع السقف حسب الإمكان، ويمكن أن يلحق بها برنده أمامها يكون مفتوح الجوانب أو مغلق، كذلك تحاط ببرنده مغلق من اتجاهين الشرق والشمال غالبا يسمى دوران.

وكانت تأخذ الصندقة فى الغالب الأعم اتجاه الشرق لتستقبل شمس الصباح أو اتجاه القبلة، وكان هناك عدد ممن يمتهنون حرفة صناعة المنازل الخشبية وخاصة فى الشلاتين وابو رماد وحلايب، ومازالت حتى الآن عدد كبير من تلك المنازل الخشبية موجودة حتى الآن رغم إنشاء منازل جديدة بالأسمنت والطوب والحديد. 

 يذكر أن تزخر الصحراء الشرقية الواسعة والممتدة والتى تحد من ناحية الغرب ساحل البحر الأحمر وتقع فى نطاقها الجغرافى منطقة حلايب وشلاتين، حيث تحتوى تلك المنطقة وتزخر بأودية جبلية ذات سحر من حيث جمال الطبيعة بها وسط الجبال الشاهقة وكذلك الهدوء الساحر الذى يتمناه الكثير.

من بين تلك الأودية الجبلية وادى هيبا والذى يتميز بطبيعته الخلابة، ويقع بنطاق محمية علبه وتنبت فيه كميات كبيرة من الأشجار التى تتميز بظلالها الكبيرة، حيث أن يطلق عليه الكثير من أهالى القبائل المختلفة بحلايب وشلاتين بوادى العزلة والنقاء لما يشهده من هدوء وأشجار ضخمة يستظل بها الكثير من أبناء القبائل والرعاة وعابرى السبيل بالوادى وعليها تكون اودية لمراعى واسعة.

 

الاغنياء كانوا يشيدون منازلهم من الخشب المستورد
الاغنياء كانوا يشيدون منازلهم من الخشب المستورد

 

الصندقه بمدن البحر الأحمر قديما
الصندقه بمدن البحر الأحمر قديما

 

 

تتجه ناحية الشرق ايضا فى اتجاه القبلة
تتجه ناحية الشرق ايضا فى اتجاه القبلة

 

 

تتجه ناحية الشرق لدخول الشمس إليها
تتجه ناحية الشرق لدخول الشمس إليها

 

 

كان هناك صناعيه متخصصين في إنشاء منازل الخشب
كان هناك صناعيه متخصصين في إنشاء منازل الخشب

 

 

كان يتم تشيدها من الأخشاب التي يقذفها البحر
كان يتم تشيدها من الأخشاب التي يقذفها البحر

 

 

منازل الترحال وراء الرعي في الصحراء
منازل الترحال وراء الرعي في الصحراء

 

 

هو البيت الاساسي للاستمرار  بالقرب من الساحل
هو البيت الاساسي للاستمرار بالقرب من الساحل

 


 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة