وقال الرئيس الفرنسي -خلال مشاركته في فعاليات الدورة الـ59 لمؤتمر ميونخ للأمن- إن هذا المؤتمر لإعادة تأكيد الروابط بين دول الشمال والجنوب يعتبر طريقا، حسب قوله، لإعادة المصداقية إلى الدول الغنية، من خلال إظهار للدول النامية أنه عندما تدافع دول الشمال عن مبادئها في أوكرانيا، فإنها لا تنسى بقية دول العالم، خاصة في مواجهة الحروب أو تغير المناخ وآثار الاحتباس الحراري، معربا عن رغبته في إقامة شراكة أفضل بين الجنوب والشمال وإعادة الثقة بين الجانبين.


وانطلقت صباح الجمعة، الدورة الـ59 لمؤتمر ميونخ للأمن، وتتصدر مناقشاته حرب أوكرانيا والتي تقترب من حلول الذكرى السنوية الأولى لها في 24 فبراير الجاري. 


وفي هذا الصدد، قال ماكرون إن الدول الغربية جاهزة "لنزاع طويل الأمد" في أوكرانيا، التي تواجه عمليات عسكرية روسية تشارف على عامها الأول، مضيفا أن "الوقت ليس للحوار" مع موسكو. 


وقال ماكرون: "نحن جاهزون لنزاع طويل الأمد. أقول ذلك ولا أتمنى هذا الأمر. وإذا كنا لا نتمنى ذلك، فعلينا أن نكون جميعا صادقين في قدرتنا على الاستمرار في هذا الجهد". 


وأشار إلى أن فرنسا زودت أوكرانيا بأسلحة ذات قيمة مضافة عالية، وعززت مواقع المراقبة على الحدود الشرقية لحلف الناتو، وهو دعم ومساعدة فرنسا مستعدة "لتكثيفه". وقال : " نحن مستعدون لنزاع طويل الأمد".


كما وجه نداء إلى الأوروبيين بهدف "معاودة الاستثمار بشكل كبير في مجال الدفاع لمواجهة التحديات التي تخوضها القارة. وقال: "النداء الأول هو نداء لمعاودة الاستثمار في شكل كبير في مجالنا الدفاعي إذا كنا، نحن الأوروبيين، نريد السلام". 


ودعا إلى تشكيل "آليات لتجنب العدوان"، مؤكدا: "سنحتاج إلى إطار يعطي الشفافية والقدرة على التنبؤ بالأحداث" في أوروبا، أملا أن يلعب الاتحاد الأوروبي دورا رئيسيا في هذا الأمر، لكنه يريد توسيع نطاق أفكاره لتشمل دولا أخرى من خارج الاتحاد الأوروبي، لا سيما في البلقان.


ويشارك الرئيس الفرنسي مع المستشار الألماني أولاف شولتز إلى جانب العديد من كبار المسؤولين في مؤتمر ميونخ للأمن، وهو تجمع عالمي سنوي رفيع المستوى يركز على الدفاع والدبلوماسية ويقام في بافاريا بجنوبي ألمانيا ويبحث المخاوف الدفاعية الرئيسية، ويستضيف ممثلين من 96 دولة مختلفة. 


وينصب التركيز الرئيسي للمؤتمر هذا العام على العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا والتي تقترب من حلول الذكرى السنوية الأولى لها في 24 فبراير الجاري. كما ستناقش الوفود التداعيات العالمية بعيدة المدى للحرب، على قضايا بين إمدادات الطاقة وأسعار المواد الغذائية.