محمد غنيم يكتب: "حسن" في حب الناس وفي حب الناس "حسن"

الأربعاء، 15 فبراير 2023 04:41 م
محمد غنيم يكتب: "حسن" في حب الناس وفي حب الناس "حسن" محمد غنيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اسمه حسن وهو الأحسن.. ولولا ذلك ما استخدمت الكتابة للتعبير عن مشاعر عائلية، لكونها ملكية خاصة، ليست للعامة من قريب أو بعيد، لكن الأمر مع حسن أكثر اختلافا، هذه الكلمات تجربة شخصية خالصة، لما تحمله من جماليات زراعة حب الناس وحصاد تيسيرات ربنا.. شاءت المقادير أن أشارك مشوار عمي حسن "خطوة بخطوة"، بداية من معاناته من مرضه المزمن تليف الكبد، حتى لحظات الإفاقة الأخيرة إثر عملية زراعة كبد استغرقت 13 ساعة، تحت إشراف باقة من أمهر أطباء مصر، استطاعوا إنقاذ روح بكل ثقة وعلم وكفاءة.. الجميل في مشوار عم حسن، أنه يتمتع بأمل في حب الحياة لم أره من قبل، فطيلة مشوار حياته يعشق خدمة الناس، فكان يكرر دوما أن السعي للمريض صدقة، وكأن في الحياة قانون حاسم اسمه "رد الجميل".

ما وجدته من تيسير في إجراءات العملية المعروفة بصعوبتها، بداية من التحاليل، حتى إيجاد المتبرع وتوفير مستلزمات الجراحة الضخمة باهظة الثمن، التى مرت بكل يسر وسهولة، لحظات عابرة في 13 ساعة، تظنها عجاف، ولكن نسائم الرحمة كانت قادرة على إذابة العقبات.

حسن غنيم نموذج ناصع للمثقف الشعبي، إذا جاز القول، عرف كيف يكون مثقفا بارعا بجهوده الذاتية، من ذائقته الفريدة في قراءة الجرائد اليومية باتقان، ومن ثم الانخراط في العمل المجتمعي وقضاء حوائج الناس، ناهيك عن زملكاويته الخالصة.

أنصت إلى نجاة فحفظ كل أغانيها، متابع بشغف للأفكار السياسية التى غمرت مصر منذ نهاية عصر فاروق حتى إنجازات الرئيس السيسي، انخرط في الأعمال الاجتماعية، فشيد مجدا في قلوب الناس.

ولد عم حسن سنة 1960 في قرية محلة قيس مركز شبراخيت بحيرة، أنهى دراسته وسرعان ما ذهب إلى العراق كعادة الشباب المصري في ذلك الوقت، عشق النظام والتطور، فتن ببغداد وأهلها، عاداتها وتقاليدها وفنونها.

لم يكن حسن غنيم  غارقا في رتابة العزلة، بل إنسانا اجتماعيا ( ابن بلد) يلجأ إليه أصحاب المشكلات من أهل قريته والقرى المجاورة من الناس البسطاء، فيبادر إلى مساعدة المحتاج وفك كرب المسكين، وإرجاع حق المظلوم، وإلحاق المرضى بالمستشفيات.

يفتح أبواب منزله على مصراعيه يدخل منه القاصى والداني، كل ذلك على الرغم من مرضه المزمن، ولكنه على ثقة بأن قضاء حوائج الناس كنز لا يفنى، عاش وتعايش عم حسن مع مرض الكبد اللعين في صداقة تربطها الحميمية والألم منذ منتصف ١٩٩٧، خلالها طرق أبواب العيادات. أذكر وقتها كنت خطوت سلالم الجامعة بعد السنة الأولى، فاصطحبنى كأنني أخ أصغر أو ابن أخ، فكانت تربطه بوالدي علاقة لا توصف فيها، تتدفق شلالات الحب والود خلالها، ناهيك عن كونه ابن عم أبي، فالحب لا يشترط القرابة أو الأخوة أحيانا.

تردد حسن بعدها على مركز لعلاج الكبد، حتى قرر الأطباء مؤخرا إجراء عملية زراعة كبد من شخص على قيد الحياة، فيها قد يظن البعض أن الدنيا قد أتت بغيومها وفرضت سيطرتها بالوشاح الأسود، ولكن ما زرعه بالخدمات حصده بالحب، ما حدث من رحمات وتسهيلات نسمات ربانية وكأنها نتيجة حب الناس، فقضاء الحوائج آية من الله لعلنا نتفكر.

عم حسن.. نتمنى لك شفاءً عاجلا، وحياة هانئة، وفيضانا من الحب المتدفق مع أهلك وأصدقائك.

ولأنك أحبتت الناس.. كل الناس.. فأنا أيضا أحبك.. حب الناس ثروة وقضاء حوائج الناس كنز.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة