أكرم القصاص - علا الشافعي

"البحوث الفلكية" تجيب عن الأسئلة الأكثر جدلا بعد زلزال تركيا وسوريا.. هل نحن بعيدون عن الأحزمة الزلزالية الخطرة؟.. وما التوزيع المكانى للنشاط الزلزالى فى مصر؟.. وهل مصر معرضة لحدوث زلزال قوى الفترة المقبلة؟

الجمعة، 10 فبراير 2023 04:00 ص
"البحوث الفلكية" تجيب عن الأسئلة الأكثر جدلا بعد زلزال تركيا وسوريا.. هل نحن بعيدون عن الأحزمة الزلزالية الخطرة؟.. وما التوزيع المكانى للنشاط الزلزالى فى مصر؟.. وهل مصر معرضة لحدوث زلزال قوى الفترة المقبلة؟ زلزال - صورة أرشيفية
كتب محمود راغب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حالة من الرعب انتابت العالم مؤخرا بعد الزلزال المدمر الذى هز الأراضى التركية وامتد تأثيره لعدة دول بشرق المتوسط وشعر به العديد من المواطنين فى جمهورية مصر العربية ، ووصف هذا الزلزال بأنه الأكثر قوة منذ عام 1975 ، وهو ما يثير التخوفات حول امكانيه تكراره وخطوره توابعه والهزات الارتدادية وتأثيرها على الكرة الأرضية .

 

هل نحن بعيدين عن الأحزمة الزلزالية الخطرة ؟ وما هو التوزيع المكانى للنشاط الزلزالى فى مصر ؟ وما الذى يجب فعله حال الشعور بالزلزال ؟ وهل مصر معرضة لحدوث زلزال قوى الفترة المقبلة ؟ ، هذا ما سنجيب عنه فى السطور التالية

 

لا شك أن الزلازل أو ما يعرف بالهزات الأرضية واحدة من الكوارث الطبيعية التى لا دخل للإنسان فيها وقد تخلف وراءها كوارث وخسائر مادية وبشرية ، الا أن مرونة المجتمع فى التعامل مع هذه الزلازل قد يخفف بشكل كبير من حجم هذه الخسائر ، ومن هنا جاء اهتمام الخبراء والمتخصصين من معهد الفلك بالتنسيق مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار فى إعداد دليل استرشادية لمواجهة مخاطر الزلازل .

 

مصر وأحزمة الزلازل  

 

الدكتور شريف الهادى رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومى للبحوث الفلكية ، قال إن الزلازل تعتبر ظاهرة طبيعية عنيفة ، وإحدى الكوارث الطبيعية التي لا يمكن منعها ، ولكن يمكن التخفيف من مخاطرها وآثارها الضارة على الإنسان ، وتعرف الزلازل على أنها اهتزازات مفاجئة سريعة تصيب القشرة الأرضية عندما تنفجر الصخور التي كانت تتعرض للإجهاد ( التمدد ) ، وقد تكون هذه الاهتزازات غير كبيرة ، وقد تكون مدمرة على نحو شديد.

 

 الدليل كشف أن مصر تقع بشكل عام خارج أحزمة الزلازل ، إلا أنها معرضة من وقت لآخر لبعض الزلازل متوسطة القوى ، خاصة الزلازل التي يقع مركزها في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، والبحر الأحمر ، والتي تعتبر من أكثر المناطق الزلزالية نشاطا ، كما يتم النشاط الزلزالي فيها بالتكرارية المتزايدة .

 

التوزيع المكانى للنشاط الزلزالى 

 

و تتعرض الكرة الأرضية إلى ما يقرب من مليون هزة سنويا ، نشعر فقط بنسبة 1 % منها ، حيث تسبب بعضها في الدمار والخسائر في الأرواح ، فعلى مدار ال 20 عاما الماضية ، رصد عدد ( 15 ) زلزالا كأعلى قوة تم تسجيلها ، تراوحت بين 8 و 9 درجات بمقياس ريختر ، كانت أغلبيتها بدولة إندونيسيا ، وتصدرت قارة آسيا - خاصة في المحيط الهادى - أكثر المناطق حدوثا للزلازل خلال تلك الفترة .

 

وكشف الدليل التوزيع المكانى للنشاط الزلزال فى مصر ، حيث يتمثل فى منطقة شرق البحر المتوسط، ومنطقة أخدود البحر الأحمر وخليجى السويس والعقبة، ومنطقة دهشور جنوب غرب القاهرة ، ومنطقة مكمن أبو زعبل - الخانكة شمال شرق القاهرة ، ومنطقة مكامن الزلال فى جنوب مصر .

 

و تعد منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط ، من أكثر المناطق الإلزالية نشاطا ، ويصل مستوى النشاط الزلزالي بها إلى المتوسط وفوق المتوسط، وتؤثر مباشرة على مدن الساحل الشمالي والإسكندرية ورشيد ودمياط ، ويصل إلى أجزاء من الدلتا ونهر النيل، وعلى سبيل المثال زلزال عام 1955 بقوة 6.8 ريختر ، شعر به سكان مصر كلها وأحدث دمارا محدودا في مدن الإسكندرية والبحيرة وبعض مناطق الدلتا وأدى إلى مقتل 22 شخصا.

 

أما منطقة أخدود البحر الأحمر وخليج السويس والعقبة، فيصل مستوى النشاط الزلزالي بها إلى المتوسط وفوق المتوسط ، ويتسم بتكرارية عالية، وتؤثر الزلازل في هذه المنطقة على محافظات القناة والبحر الأحمر  والمناطق المحيطة بالخليج ، والقاهرة والدلتا ، ومثال لها ، زلزال عام 1995 بقوة 7.2 ريختر ، بخليج العقبة ، هز الأردن ومصر وفلسطين والسعودية ، وتسبب في تدمير جزئى في بعض أرصفة ميناء نويبع وأحد الفنادق ، وأحدث شروخا في بعض المباني والطرق ، كما أحدث شروخا في المناطق الجبلية  المحيطة.

 

وفى دهشور ( جنوب غرب القاهرة )، يحدث بها نشاط زلزالى متوسط ، حيث تقع على بعد 35 كم جنوب غرب القاهرة وتشمل منطقة الفيوم وبحيرة قارون ، ومثال لها زلزال عام 1992 بقوة 5.8 ريختر شعر به سكان مصر بالكامل وخلف 370 قتيلا وأكثر من 3000 مصاب.

 

أما مكمن أبو زعبل - الخانكة (شمال شرق القاهرة) ، فيحدث بها نشاط زلزالى متوسط ودون المتوسط، وهو يقع على بعد 35 كم شمال شرق القاهرة ويشمل منطقة الخانكة وأبو زعبل، ومثال لها زلزال عام 1999 بقوة 4.8 ريختر شعر به سكان القاهرة والدلتا ومدن القناة ولم تحدث خسائر.

 

بينما مكامن الزلازل فى جنوب مصر ، فتعتبر الأقل نسبيا عنها فى الشمال، ويتأثر بمجموعة من بؤر الزلازل المتفرقة على امتداد وادى النيل جنوبا ، مثال زلزال 1981 بمنطقة كلابشة بقوة 5.6 ريختر شعر به سكان أسوان حتى اسيوط ونتج عنه شقوق كبيرة فى صخور الضفة الغربية لبحيرة ناصر وانزلاقات فى أرضية صخور الضفة الشرقية للبحيرة .

 

احتمالية تعرض مصر لزلزال

 

وعن وضع النشاط الزلزال فى تركيا واحتمالية تعرض مصر لزلزال فى ضوء الوضع الحالى ، طمأن الدكتور شريف الهادى رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومى للبحوث الفلكية ،  المواطنين بأن مصر ليست داخل الأحزمة الزلزالية ، موضحا أن والهزة الأرضية التى حدثت فى تركيا تبعد عن القاهرة والإسكندرية بأكثر من 900 كم وهى مسافة أمنة للغاية أن يحدث أى هزة تؤثر علينا .

 

وأضاف رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومى للبحوث الفلكية ، فى تصريحات خاصة لليوم السابع ، أن فى مصر فى أغلب الأحيان يتم البناء على مبانى مقاومة للزلازل ونراعى في كافة الأبنية الأكواد الزلزالية فعلى سبيل المثال البرج الأيقونى تم التعاقد مع المعهد لدراسة الآثار الزلزالية واتخاذ معامل الأمان الزلزالى أثناء البناء ، موضحا أن كافة المبانى الشاهقة والإستراتيجية يتم فيها اتخاذ الأمان الزلزالى فى حساباتها لتكون مقاومة للزلازل .

 

وأكد الهادى ، أن لا أحد يستطيع أن يجزم بحدوث زلزال ونؤكد أن مصر بعيدة عن عوامل حدوث الزلازل كما حدث فى تركيا والمعروف عنها النشاط الزلزالى العالى نتيجة الصدوع وحركات الصفائح الأرضية والفوالق الأرضية .

 

وأضاف : النشاط الزلزالى فى تركيا ليس بأمر جديد ، مؤكدا أن التنبؤ بالزلزال علم صعب جدا وأن 99 ٪ من العلماء لم ينجحوا فى التنبؤ بالزلزال ولكن نجحوا بالتوقع بناء على الدراسات الزلزالية وعمل النمذجة لتوقع احتمالية حدوث الزلازل ، فالتنبؤ بالزلزال أمر فى غاية الصعوبة ، و مصر بعيدة كل البعد عن الأحزمة الزلزالية والمعروفة عالميا .

 

ماذا نفعل لو شعرنا بالزلزال

 

كثير منا يشعر بالزلزال ، ولكن من منا يعلم ما الذى يجب أن يفعله عندما يشعر بالزلزال ، وما الذى يمكن أن يعرض حياته للخطر ، وكيف يتفاداه، كل هذه التساؤلات نجيب عنها فى السطور التالية من خلال عدد من النصائح والارشادات يمكن أن نطلق عليهم الوصايا العشر عند الشعور بالزلزال أعدها فريق متخصص من معهد الفلك، ونستعرض أيضا دور الشبكة القومية للزلازل ومحطاتها فى كيفية رصد وتسجيل الزلازل .

 

فى البداية إذا شعرت بالزلزال لا تفزع وحاول التصرف بهدوء وعقلانية أينما كنت لحظة حدوث الزلزال، ومن الضرورى أيضا أن تقوم بفصل الكهرباء والغاز ، تحسبا لأى خسائر أو تصدعات من الممكن أن تؤدى لحدث ماس كهربائى أو غير ذلك .

 

يجب عليك أيضا بعد الزلزال اتباع الأخبار والارشادات التى تطلقها الجهات الرسمية من خلال وسائل الإعلام المتوفرة ، وكذلك عليك أيضا الابتعاد عن الأشياء غير المثبته كالخزائن والرفرف والنوافذ وأجلس أو تمدد تحت طاولة أو كنبة كبيرة الحجم .

 

من الضرورى جدا حال حدث أى زلزال ألا تستخدم المصاعد الكهربائية فقد تحدث انقطاعات كهربائية مفاجئة، أما إذا كنت بالمدرسة يجب عدم الاندفاع على السلم لأن هذا قد يؤدى انهيار الدرج بل يرقد الطلبة تحت المقاعد حتى يتوقف الزلزال وعند الخروج إلى الفناء يكون هذا باتباع المدرس دون تدافع .

 

أما  لو كنت على شاطئ البحر ابتعد عنه فورا خوفا من التعرض لموجات فيضانية ولا تذهب للشاطئ قبل 12 ساعة على الأقل من حدوث الزلزال 

 

أما إن كنت تقود سيارتك عند حدوث الزلزال فعليك التوقف فورا إلى جانب الطريق، وتجنب إيقاف المركبة تحت الجسور أو خطوط الضغط العالى .

 

 

دور معهد الفلك 

 

ويقع على عاتق المعهد القومى للبحوث الفلكية  6 مهمات ، فى مقدمتها رصد وتسجيل الزلازل بجمهورية مصر العربية وما حولها ، وتحليل البيانات الخاصة بها واستخلاص معاملات الزلازل المجلة.

 

كما يقع على عاتق المعهد ، دراسة التقاط الزلزالي وتكرارية حدوثه ، واستخدام الطرق الإحصائية لتحديد التوقعات المستقبلية لحدوث الزلازل، و تحديد أماكن الزلازل وإعداد الخرائط الزلزالية والتي توضح النطاقات الزلزالية بالتفصيل وخصائص وطبيعة كل مكمل وكذلك أقصى تسارع أرضي محتمل والتعاون مع الجامعات والهيئات البحثية المختلفة فيما يخص الطبيعة الجيولوجية والتكتونية للطاقات الزلازل المختلفة.

 

كما يختص المعهد، بتوثيق النتائج المترتبة على حدوث الزلازل - في ضوء النتائج الحديثة للدراسات والبحوث للاستفادة منها في تحسين وتعديل الخطة القومية لمواجهة مخاطر الزلازل في مصر، و تشكيل لجنة دائمة تضم في عضويتها ممثلين لمختلف الجهات المعنية ، تجتمع مرتين على الأقل للنويا مع تكثيف الاجتماعات خلال فترات احتمال حدوث زلازل .

 

 كما يكلف المعهد بإعداد تقرير السنوي عن النشاط الزلزالي على مستوى الجمهورية والمناطق المحيطة بها ، والذي يشرح بالتفصيل الزلازل المحسوبية التي أحدثت أضرارا خلال العام المنصرم ، وتقييم أداء الجهات في المواجهة 

 

الشبكة القومية للزلازل 

 

وتعمل الشبكة القومية للزلازل من خلال 70 محطة تم اختيار أماكنهم بدقة فى ضوء التاريخ الزلزالى لمصر كلها وأصبح مستحيل حدوث أى زلزال دون تسجيله ورصده مهما كانت قوته حتى لو كان أقل من الصفر.

 

والشبكة القومية للزلازل من أحدث الشبكات الموجودة فى العالم ومصر من أوائل الدول على مستوى العالم وشمال أفريقيا والشرق الأوسط فى هذا المجال، حيث يعود تاريخها لأكثر من 150 سنة ولدينا أكبر تاريخ زلزالى على مستوى العالم يعود لأكثر من 5 آلاف سنة، على الرغم من أن رصد الزلازل بدأ مع بداية القرن العشرين ولكن الحضارة المصرية القديمة وتاريخ الزلازل فى كتب التاريخ كلها تعود تاريخها لأكثر من 5 آلاف سنة وهو ما يعطى ثقل وقوة لمصر فى رصد والتعامل مع مثل هذه الظواهر الطبيعية.

 

وعن تصنيف مصر ووضعها عالميا بين المناطق الأكثر عرضة للزلازل، فمصر بعيدة كل البعد عن الأحزمة الزلزالية، حيث أن هناك 7 أحزمة زلزالية معروفة على مستوى العالم ومصر بعيدة عنها، ولكن مصر بقربها من بعض المناطق النشطة زلزاليا مثل خليج العقبة وخليج السويس والبحر الأحمر يجعلنا نتأثر ببعض الزلازل متوسطة القوى ومرونة المجتمع المصرى حاليا لتلقى الصدمة العامل الحاكم لتقليل الخسائر الناتجة.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة