"وراء كل رجل عظيم امرأة".. جلنار حب الرمان أنقذت أمة وليس "قطز" فقط.. جدل حول شخصيتها بين الحقيقة والخيال.. مؤرخون: الشخصية حقيقية واتسمت بالشجاعة والقتالية.. لبنى عبد العزيز: جسدت الشخصية بالعربية والإنجليزية

الأربعاء، 01 فبراير 2023 12:27 ص
"وراء كل رجل عظيم امرأة".. جلنار حب الرمان أنقذت أمة وليس "قطز" فقط.. جدل حول شخصيتها بين الحقيقة والخيال.. مؤرخون: الشخصية حقيقية واتسمت بالشجاعة والقتالية.. لبنى عبد العزيز: جسدت الشخصية بالعربية والإنجليزية أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في التاريخ
كتب أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

<< عبارة "وإسلاماه" كانت السبب في تشجيع المسلمين على قتال المغول بشجاعة والانتصار عليهم

<< رحلة كفاح جلنار منذ سقوط الدولة الخوارزمية إلى وصول زوجها لحكم مصر

<< محمد الشافعى: أنقذت أمة بالكامل بعدما قتلت على يد المغول

<<مصطفى حسين: المرأة في عهد المماليك اتسمت بالقوة والقتالية

<< الفنانة الكبيرة لبنى عبد العزيز: قصة غرام جلنار وقطز في وإسلاماه كانت خيالية
 

شخصيتنا في تلك الحلقة تعد علامة فارقة في تاريخ الأمة العربية الإسلامية، فهى من حمت العالم من خطر المغول ومنعت زحفهم نحو الجانب الغربى من العالم، من خلال معركة عين جالوت، إنه سيف الدين قطز، والذى يعد المعلومات عن زوجته ضئيلة للغاية، إلا أن بعض المؤرخون ذهبوا إلى أن زوجته كانت جلنار حب الرمان.

 

هي من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في التاريخ، البعض يرى أنها لا تعدو سوى قصة خالية من وحى كاتبها على أحمد باكثير، ولكن بعض المؤرخين في العصر الحالي يؤكدون أنها شخصية حقيقية، وأن الدور الذى قدمته الفنانة لبنى عبد العزيز في فيلم "وإسلاماه" عن شخصية حقيقية ولكن حدث بها بعض التحريف وعلى رأسه أن الشخصية الحقيقية ماتت في معركة عين جالوت بينما لبنى عبد العزيز عاشت في الفيلم.

 

قصة حب انتهت بانتصار على المغول
 

وفقا للقصة التي كتبها المؤلف الراحل على أحمد باكثير، وحملت اسم "وإسلاماه"، فإننا نتحدث عن سيدة قوية – جهاد- عاشقة لزوجها وابن عمتها محمود "قطز"، بيعت في سوق العبيد بعد أن احتل التتار بلاد الدولة الخوارزمية، وبيع ابن عمتها أيضا ولكن لتاجر أخر، وافترقت بهما السبل، ولكن كانت النهاية هو أن اجتمعا مع بعضهما البعض، لأن حبهما الصادق كان السبب وراء بحث ابن عمتها عنها باستمرار وشعوره بأنها قريبة منه، ورغم السنوات الطوال لم ييأس حتى وجد حبيبته، والتي كانت أكبر عون له في أصعب الظروف والأوقات، وكانت النور الذى يصل به إلى نهاية الطريق، طريق الانتصارات، وبعد أن ضربها المغول في معركة عين جالوت ذهب لها زوجها وحبيبها ليقول وحبيبتاه لتقول له لا بل قل وإسلاماه، وكانت هذه هي الشرارة التي حركت قطز نحو تحفيز جنود جيشه والاندفاع نحو جنود المغول لإنقاذ الأمة الإسلامية من دمار إن كانت قد شهدته لما كانت تقوم لها قائمة مرة أخرى.

download
 

 

جهاد حقيقة أم خيال
 

تشير بعض المؤلفات إلى أن "جهاد" هي جلنار حب الرمان، زوجة هازم المغول سيف الدين قطز ، البعض شكك في هذه الشخصية وقال إنها من خيال المؤلف على أحمد باكثير وأن فيلم "وإسلاماه" الذى يعشقه المصريين والعرب ليس هو إلا فيلم خيالى لا يمت للحقيقة بصلة، ولكن لعل قصة المقريزى قريبة للغاية من قصة على أحمد باكثير عن قطر حيث يقول المقريزى، إنه يقال اسمه محمود بن ممدود، وإن أمه أخت السلطان جلال الدين خوارزم شاه، وإن أباه ابن عم السلطان جلال الدين، وإنما سبة عند غلبة التتار، فبيع بدمشق، ثم انتقل إلى القاهرة، فيما يتحدث الدكتور عبدالله الخطيب فى كتابه "روايات باكثير: قراءة في الرؤية والتشكيل" عن جلنار حب الرمال فيقول إنها زوجة السلطان سيف الدين قطز، وهي أيضا إحدى النساء اللواتى شاركن فى المعارك على مدار التاريخ الإسلامى، ولم تكن مشاركتها فقط لمجرد تطبيب الجروح أو إسعاف الجرحى.

 

من هي جلنار حب الرمان؟
 

في رواية وإسلاماه للمؤلف على أحمد باكثير، يقول عن جلنار حب الرمال إن اسمها الحقيقى هو جهاد ابنة جلال الدين خوارزمى، وقطز هو محمود، ابن عمتها، وتم أسرها مع عائلتها على يد التتار بعد هزيمة الخوارزميين، ثم أطلق عليها اسم جلنار وأطلق على محمود اسم قطز ، وباعهما التتار وتم بيعهما كل منهما لتجار مختلف.

 

images
 

 

على أحمد باكثير، يصف جلنار حب الرمان أنها كانت سيدة قوية وشجاعة ومقاتلة فهى ابنة أمير، فحين وصلت هي وابن عمتها قطز  إلى دمشق، تم بيعها دون قطز لرجل مصري، حسب رواية باكثير، كما تم بيع قطز لرجل مصري أخر ووصل إلى بيت عز الدين أيبك حتى أصبح مملوكا، وتم تصعيده ليكون اليد اليمنى لعز الدين أيبك، ورغم العمل العسكرى الذى انشغل به إلا أنه لم يترك هدفه وهو البحث عن جهاد والتي كانت من حسن حظه قريبة منه فهى أيضا في مصر، بل في قصر مركز الحكم في مصر.

 

حياة جلنار الصعبة
 

 بحسب روايات بعض المؤرخين، فقد عاشت "جهاد" طفولتها في الدولة الخوارزمية في جو الحرب والقتال خاصة في ظل الصراع بين التتار والخوارزميين، وعانت التشرد هربا من قمع المغول، ولكن أبى القدر إلا أن يجعل من جلنار قصة فتاة تحولت من ابنة ملوك إلى مجرد جارية، بعد هزيمة الخوارزميين على يد التتار، ليبعونها ومحمود في سوق الرقيق، وعاش كل منهما في بيت أحد التجار لعدة سنوات ، لم يكونا يعلمان أنهما قريبان من بعضها، فالأولى تعيش في قصر الصالح نجم الدين أيوب في خدمة زوجته شجرة الدر، وقطز يعيش في بيت عز الدين أيبك.

 

لم تكن الحياة في قصر شجرة الدور زوجة الصالح نجم الدين أيوب، على أفضل حال، فبحسب ما ذكره على أحمد باكثير في روايته "وإسلاماه"، فإنه في قصر شجرة الدر عانت جلنار من العيش في أجواء الفتن والمؤامرات، وتعرضت لمضايقات كثيرة من قبل النساء اللاتى عملن معها في قصر زوجة ملك مصر، لذلك كان أملها دائما أن تجد من ينقذها من هذه المحن المتكررة، وشاء الله لها أن تلتقى بمحمود – سيف الدين قطز – في ذات القصر الذى عاشت فيه خادمة، وذلك خلال فترة عمل قطز مع عز الدين أيبك، ويطلب الزواج من جلنار وبالفعل يتم الزواج.

 

زوجة سلطان مصر
 

هو سيناريو أشبه بالأفلام، فبعد أن كان سيف الدين قطز مجرد مملوك لعز الدين أيبك، خلال فترة عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب، يتوفى الملك الصالح، ثم ينجح المصريين في صد عدوان الصليبيين من مدينة المنصورة، ثم يتم قتل توران شاه وتتولى شجرة الدر حكم مصر، ثم تتزوج بعز الدين أيبك، ويقتل أيبك ثم تقتل شجرة الدر، ويكون ولى العرش هو ابن عز الدين أيبك الذى كان لا يزال صغيرا وخطر المغول أصبح يهدد حدود مصر، بعد تدمير عاصمة الخلافة العباسية حينها بغداد، فيصعد سيف الدين قطز كسلطان على مصر وتصبح جلنار حب الرمان هي زوجة سلطان مصر، وأحد أبرز الشخصيات التاريخية التي حمت العرب والمسلمين من خطر احتلال مغولى مدمر كاد أن يفتك بالعالم أجمع.

صورة_تمثال_سيف_الدين_قطز_crop
 

 

بطولة جلنار في معركة عين جالوت
 

الحقيقة التي رواها المؤرخون وعلى رأسهم على أحمد باكثير حول معركة عين جالوت ومصير جلنار حب الرمان في المعركة تختلف تماما عما شاهدناه في فيلم "وإسلاماه"، فالحقيقة أن جلنار قتلت على يد المغول، وقبل أن تصعد روحها إلى السماء شجعت زوجها سيف الدين قطز على استكمال المعركة، حيث يؤكد كتاب "فلسطين: التاريخ المصور" بأن جيش المغول أثناء معركة عين جالوت وصل إلى خيمة السلطان سيف الدين قطز، وبالفعل حاولوا قتل زوجته وضربوها، فانتبه جيش المسلمين للأمر وتصدوا لهم، وهرول سيف الدين قطز نحو زوجته فرآها تحتضر، فقال لها: "وحبيبتاه"، فقالت له: "لا تقل وحبيبتاه، قل وإسلاماه"، وكانت هذه هي الشرارة التي حفزت قطز وجنوده على تصعيد المعركة وقتال المغزول بكل شراسة وقوة وشجاعة حتى تمكنوا من هزيمتهم وحماية أراضى العرب والمسلمين من شرورهم.

 

هناك رواية أخرى تكشف بطولة لجنار حب الرمان في المعركة، حيث تقول تلك الرواية إنه في معركة عين جالوت، أوشك النصر لجيش المسلمين ضد المغول، وحاولت مجموعة من جنود المغول اغتيال سيف الدين قطز لتغيير دفة المعركة لصالحهم، وبالفعل تكاثر عدد من جنود المغول عليه لمحاولة قتله، واستطاع  قطز قتل ثلاثة من هؤلاء الجنود، ولكن كاد جندي رابع أن يطعن قطز من الخلف، ليظهر فارس مثلم يضربه بالسيف ويمنعه من طعن قطز، ويكتشف قطز أن هذا الفارس هو جلنار زوجته التى جاءت إلى المعركة لتشارك فيها وتنقذه من القتل .

 

المؤرخ محمد الشافعى: جلنار قتلت على يد التتار الذين أصابوها إصابة بالغة
 

قصص وروايات كثيرة كتبها الكثير من الكتاب والمؤرخين حول جلنار حب الرمان، لذلك سعينا لمعرفة حقيقة تلك القصة، وما إذا كانت بالفعل حقيقة أم مجرد من خيال كتابها، لذلك كان هذا الحوار مع المؤرخ محمد الشافعى، الذى كشف الكثير من حياة زوجة سيف الدين قطز، وإليكم نص الحوار..

 

في البداية.. هل قصة جلنار حب الرمان حقيقة أم خيال؟
 

وفقا للمراجع التاريخية القديمة، وما ذكره مؤرخين ذو ثقة أن قصة "واسلاماه" لأحمد على باكثير قصة حقيقية وأن جلنار حب الرمان هي شخصية حقيقية وأنها زوجة سيف الدين قطز الذى كان ابن عمتها، فجلنار هي جهاد ابنة الملك جلال الدين خوارزمى وسيف الدين قطز هو ابن عمتها محمود .

 

كيف كانت قصة كفاح جلنار جب الرمان؟
 

جلنار عانت كثيرا منذ طفولتها، فهندما دخل التتار الأراضي الخوارزمية، وسقطت في أيديهم، حاولت جلنار وابن عمتها محمود الهرب، ولكن سقطوا في أيدى التتار، ليتم تغيير اسمها من جهاد لجلنار، ويتم بيعهما في سوق العبيد، وكل منهما تم بيعه بمفرده ولكنهما تجمعا في مصر وأصبحت جلنار في حريم قصر الملك الصالح نجم الدين أيوب ومحمود قطز يتبع لعز الدين أيبك، وظلت جلنار تبحث عن ابن عمتها كما كان هو أيضا يبحث عنها، ثم حدث أن توفى الملك نجم الدين أيوب، لتتولى شجرة الدر الحكم، ثم يحدث الصراع بين عز الدين أيبك، وفارس الدين أقطاي، تنتهى بمقتل أقطاي والذى كان من أبرز جنوده بيبرس، بينما كان من أبرز جنود أيبك سيف الدين قطز، فقطر وبيبرس كانا أكبر فارسين في مصر حينها، واستطاع قطز أن يصل لجلنار في قصر شجرة الدر وطلب الزواج منها وتزوجا، ثم بعد مقتل شجرة الدر تولى قطر الحكم.

 

كيف التقى قطز بجلنار في مصر؟
 

طوال الوقت كان يبحث قطز عن جلنار منذ أن تم بيعهما في سوق العبيد، فكما قلت هي تم بيعها بمفردها وهو تم بيعه بمفرده، وكان دائم البحث عنها، وكان يرى أن حبيبته قريبة منه، ولكن التاريخ لم يتحدث بالتفصيل عن تفاصيل بحث قطز عن جلنار خلال سنوات عديدة.

 

ما هي أبرز سمات شخصية جلنار حب الرمان؟
 

كانت شخصية شجاعة وكان لديها روح التمرد والقوة لأنها ابنة أمير في الدولة الخوارزمية في النهاية، فرغم سنوات العمل كجارية في قصر شجرة الدر، إلا أنها لم تنس أنها تنحدر من أسرة ملكية، وبالتالي ظلت محتفظة بشخصيتها الملكية المتمردة.

 

كيف كانت بطولتها في معركة عين جالوت؟
 

قبل معركة جالوت، لم يكن يعرف المغول مع من سيتعاملون في مصر قبل أن يقتحموها ويحتلوها، نظرا لوفاة عز الدين أيبك وشجرة الدر، و الشيخ عز الدين عبد السلام هو من قدم سيف الدين قطز وجعله يتولى حكم مصر، وقطز من ناحيته بدأ يجمع الجيش ويعده، وكان يجد تشجيع ومساندة دائما من زوجته جلنار – جهاد – التي دائما ما كانت تدعمه وتشد من عضده وترفع من الروح المعنوية لدى زوجها.

 

هل قتلت جلنار في معركة عين جالوت أم عاشت كما ظهر في فيلم "وإسلاماه"؟
 

في الحقيقة، جلنار قتلت على يد التتار الذين أصابوها إصابة بالغة وهى في المعركة بجوار زوجها سيف الدين قطز، وحينها ذهب إليها قطز ليحاول إنقاذها وقال لها عبارته الشهيرة "وحبيبتاه"، لترد له وتقول "لا تقل وحبيبتاه ولكن قل وإسلاماه"، وهذا ما أكده الكثير من المؤرخين، على عكس ما ظهر في الفيلم، وجلنار كانت سببا في إنقاذ أمة بأكملها، فكلمتها التي قالتها لزوجها قبل وفاتها "وإسلاماه" كانت هي السبب في تشجيع جيش المسلمين على استكمال المعركة وهزيمة المغول، فهى لم تكن خلف رجل عظيم فقط بل كانت خلف أمة بأكملها وضحت بنفسها من أجل أمتها،  وليس مصر فقط، لأن المغزول إذا كانوا قد انتصروا في المعركة كان العالم العربى والإسلامى سيدمر بالكامل، وإجرامهم في العاصمة بغداد بعدما دخلوها وتدميرهم لأكبر مكتبة في العالم وقتلهم مئات الآلاف من المواطنين، كل هذا يشهد على هذا الإجرام الدموى الذى مارسوه، وبالتالي جلنار أنقذت أمة وليس فقط قطز، وهو موقف تاريخى يحسب لها.

 

الدكتور مصطفى حسين: اتسمت بالقوة وشاركت فى معركة عين جالوت
 

شهادة أخرى عن الشخصية جلنار حب الرمان، يتحدث عنها الدكتور مصطفى حسين، أستاذ تاريخ الحضارة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، حول ما إذا كانت تلك الشخصية حقيقية أم من مجرد شخصية خيالية وردت فى "وإسلاماه"، كما يتحدث عن طبيعة المرأة في عصر المماليك، لذلك أجرينا معه الحوار التالى..


 

هل أنت مع من يرى أن شخصية جلنار حب الرمان شخصية خيالية؟
 

شخصية جلنار حب الرمان لا يوجد بها مراجع كثيرة في التاريخ، إلا أنه تم تجسيدها في السينما المصرية وذكرها على أحمد باكثير في "وإسلاماه"، ولكن في الحقيقة السينما والدراما المصرية تتمتع بالمصداقية في الرواية عن الشخصيات التاريخية بشكل كبير عكس الكثير من الدراما والسينما فى الدول الأخرى، لذلك نرجح أن تكون الشخصية حقيقية ولكن هناك اختلاف في بعض النقاط التفصيلية الخاصة بالشخصية.

 

حدثنا عن طبيعة شخصية جلنار حب الرمان زوجة سيف الدين قطز؟
 

في الحقيقة، طبيعة وسمات المرأة في عهد المماليك كانت تتسم بالقوة والقتالية، فجلنار حب الرمان اتسمت بالقوة وكانت شخصية مقاتلة، فهي امتداد لشخصية شجرة الدر التي كانت في نهاية عصر الدولة الأيوبية، حيث ورثت دولة المماليك ثروة الدولة الأيوبية، واتسمت بنفس طباعها، خاصة أن الدولة الأيوبية اعتمدت بشكل كبير على المماليك، والحياة في دولة المماليك لم تكن حياة طبيعية بل كانت حياة عسكرية شديدة القسوة.

 

كيف انعكست طبيعة حياة دولة المماليك على صفات المرأة في هذا العهد وعلى رأسها صفات زوجة سيف الدين قطز؟
 

في عهد دولة الممالك والتي بدأها سيف الدين قطز ثم تلاه الظاهر بيبرس، لم يكن هناك مجال للمرأة لتكون كما نعرفها بالأنثى اللطيفة بل كانت حياتهن قاسية وبالتالي أغلبهن كن مقاتلات، وكنا نجد المرأة تحمل السيف وتشارك في بعض المعارك، وصفة المرأة في دولة المماليك قريبة من صفة المرأة في عهد مملكة المماليك بالهند والتي كانت قريبة العهد من دولة المماليك بالقاهرة .

 

كيف كانت صفة المرأة بدولة المماليك قريبة من الهند؟
 

دولة المماليك في الهند كانت قبل دولة المماليك في مصر بفترة قصيرة، ففي عهد شمس الدين إلتتمش بدولة ممالك الهند، وهو العاهل الثالث لسلطنة الدهلي والملك الثالث، شهدت المرأة دورا كبيرا في إدارة البلاد والحكم، فقبل وفاته عهد بولاية العهد لابنته لأنه لم يجد أحد أبنائه قادرا على تولى الحكم، فاختار ابنته ، وخلال عهد مماليك الهند كانت المرأة لها واقع مهم في البلاد ومكانة كبيرة، وظلت بهذه القوة حتى جاءت دولة المغول في الهند، وهو أيضا ما شهدته المرأة في عهد المماليك في مصر، وبالتالي كانت جلنار حب الرمان من الشخصيات المقاتلة المساندة لزوجها وكان لها دورا كبيرا في معركة عين جالوت من خلال دعم زوجها ومساندته خلال المعركة.

 

هل كانت المرأة في عهد ما بعد الدولة الأيوبية وبداية المماليك وبالتحديد سيف الدين قطز تساهم في حكم البلاد؟
 

في الحقيقة، الدولة المملوكية لم تنشأ كحضور سياسى وكحضور حضارى من فراغ ولكن تقدمت عليها الدولة الأيوبية، فالدولة الأيوبية ظهرت فيها المرأة ظهورا واضحا على المستوى السياسي والحضارى والإنسانى في أكثر من شخصية وكان الأبرز على الإطلاق في هذا العصر زوجة صلاح الدين الأيوبى عصمة الدين خاتون ومن قبله في الدولة الزنكية، وكانت المرأة لها حضورى سياسى واجتماعى قوى ، ومن المتوقع أن شخصية زوجة قطز ليست خيالية على الإطلاق، حيث يقال إنها شخصية خيالية عندما لا يكون هناك مقدمات في العصور السابقة تؤكد أن المرأة قوية، ولكن في الحقيقة هي شخصية حقيقية، إلا أن المصادر لم تذكر عنها إلا معلومات ضئيلة للغاية .

 

هل بالفعل حملت جلنار حب الرمان السلاح في معركة عين جالوت؟
 

أن تحمل المرأة سلاحا وتحارب عبر العصور، معروف من عهد النبى، حيث وقفت المرأة المسلمة محاربة ودافعت عن النبى وهناك نماذج كثيرات عن ذلك، وكذلك هناك وقائع تاريخية كثيرة قبل ذلك ولكن فترة السيرة النبوية كمقدمة للتاريخ الإسلامى ظهرت فيها المرأة محاربة ومقاتلة، وكذلك في العصر الطولونى والإخشيدى والفاطمية كان هناك نماذج كثيرة للمرأة القوية التي تقود دولة، ففى عهد الحاكم بأمر الله، كانت عمته امرأة متنفذة على السلطة وكان لها أمر على الجيش وكان ذلك في عهد الدولة الفاطمية وهذا كان قبل الدولة الأيوبية، وبالتالي ذهاب الكثير من المصادر أن  جلنار حب الرمان حملت السلاح وشاركت في معركة عين جالوت أمر أقرب للحقيقية وليس خيالا.

 


 

الفنانة الكبيرة لبنى عبد العزيز تكشف حقيقية شخصية جلنار   
 

لا يمكن أن نغلق هذه الحلقة من الملف دون الذهاب إلى إحدى أبرز الفنانات اللاتى جسدن دور زوجة سيف الدين قطز في الفيلم الشهير "وإسلاماه"، والذى لا زال يجذب عيون المشاهدين المصريين والعرب حتى الآن، إنها الفنانة الكبيرة لبنى عبد العزيز، التي أدت دور جهاد في الفيلم أمام الفنان الراحل أحمد مظهر، وكان لنا حوارا معها لتحدثنا عن تلك الشخصية وكيف أدت الدور الخاص بها، وإلى نص الحوار..

 

في البداية.. هل شخصية "جهاد" حقيقية؟
 

في الحقيقة شخصية جهاد في فيلم ورواية وإسلاماه هي شخصية من خيال المؤلف ولكنها تأتى وسط إطار تاريخي متعلق بسيف الدين قطز وانتصاره على المغول وصد خطرهم عن العالم، فالتاريخ كله عندما يتم تجسيده يمكن أن يتخلله بعض المواقف التي تكون من خيال المؤلف، وهذا ما فعله على أحمد باكثير ، والذى استطاع أن ينسق الرواية الخاصة بحياة سيف الدين قطز ووضع قصة غرام فيها وسط تاريخ عنيف ودموى وصعب للغاية مرت عليه المنطقة العربية، فهى قطعة من حياتنا لا يمكن أن ننساها، وهذا يحدث كثيرا أن تتضمن أفلام تاريخية شخصيات خيالية ليجعل الفيلم التاريخى مشوقا.

 

وهل يمكن أن يتجسد شخصيات خيالية ضمن فيلم تاريخى؟
 

بالطبع.. ففيلم تايتانيك يتحدث عن تاريخ غرق السفينة، ويتضمن شخصيات كثيرة كانت تملئ تلك الباخرة العملاقة، وهناك كتب كثيرة عن غرق تلك السفينة التي كانت الأكبر في العالم حينها، ولكن شخصية اثنين يحبان بعضهما كانت دخيلة في الرواية وجعلت الفيلم مشوقا للغاية.

 

ما الذى دفعك لتجسيد شخصية خيالية في الفيلم؟
 

لأنه شيء جديد، فالجديد هو الشئ المجهول في القصة التاريخية الذى يضيفها خيال الكاتب، وهذا ما عجبنى في الرواية عندما قرأتها لأنها قصة غرام وحب تأتى وسط أحداث تاريخية ، وهذا يعطى للرواية براح والخيال، فهى قصة أساسها هو التاريخ ولكن الكاتب له حق أن يلعب بخياله ببعض الشئ حتى يفيد الرواية.

 
download (1)
 

 

وما الذى حاولت أن تجسدينه في شخصية جهاد؟
 

حاولت تجسيد كيف كانت هذه الفتاة شخصية مقاتلة وقوية الشخصية خاصة أنها تعيش في عصر صعب للغاية يحارب فيه العرب، أكبر خطر يهدد العالم وهم المغول، فقد تشبعت من الرواية بعد أن قرأتها جيدا وجسدها باللغة الإنجليزية لكاتب الرواية باللغة الإنجليزية الذى فاز فيما بعد بجائزة أوسكار، وأخرجها مخرج أمريكي، وجسدها باللغة العربية في فيلم وإسلاماه، وأنا من اقترحت شادى عبد السلام ليصمم الملابس والديكور الخاص بالفيلم، حيث تم تجسيد شخصية جلنار حب الرمان "زوجة قطز" في فيلم إيطالى وفيلم عربى، وأتذكر أننى حين شاهدت الفيلم الإيطالى في روما وجدت تفاعل كبير لدى المشاهدين الإيطاليين، خاصة في مشهد دفاع الجنود المسيحيين عن الجيش الإسلامي من المغول خلال أداء الجيش الإسلامي للصلاة، حيث ظل الجمهور يصفق كثيرا على هذا المشهد.

 

 

 

 

 

 

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة