السيدة الأولى.. وراء كل زعيم امرأة.. قرينات الرؤساء بين الأسرة والشأن العام.. تحية كاظم فضلت الأمومة وكانت نادرة الظهور.. جيهان لعبت دورا تنويريا.. سوزان اهتمت بالثقافة.. وانتصار السيسى تهتم بالفتيات والموهوبين

الأربعاء، 06 ديسمبر 2023 06:00 م
السيدة الأولى.. وراء كل زعيم امرأة.. قرينات الرؤساء بين الأسرة والشأن العام.. تحية كاظم فضلت الأمومة وكانت نادرة الظهور.. جيهان لعبت دورا تنويريا.. سوزان اهتمت بالثقافة.. وانتصار السيسى تهتم بالفتيات والموهوبين السيدة الأولى.. وراء كل زعيم امرأة
نورا طارق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت التجربة الجمهورية حديثة العهد، عندما قررت السيدة تحية كاظم أن تتوارى عن المشهد العالم؛ اللهم إلا قليلا من المراسم والاستقبالات الرسمية. ربما كان الأمر عائدًا إلى طبيعتها الهادئة، أو شخصية الرئيس عبدالناصر المُحافظة، أو إلى تلمّس الخُطى فى نظام حُكم جديد بانقطاع كامل عن الملكية وتقاليدها.
مرّت العقود وتطوّر حضور السيدة الأولى فى المشهد؛ لكنه كان موصولاً دائمًا بطبيعة كل زوجة بأكثر من اتصاله بالبروتوكول والبنية المؤسسية، والحصيلة بعد سبعة عقود تراكم ضخم من تقاليد البيوت الرئاسية، ومن نشاطات «السيدة الأولى».
 
بجانب المراسم التى تقتضى حضور قرينة الرئيس، فإن الأدوار العامة توجهت إلى موضوعات اجتماعية وثقافية بالدرجة الأكبر، فقدمت السيدات الأول خلال العقود الماضية إسهامات ملموسة فى قضايا تتصل بالتعليم والصحة والتثقيف ورعاية الأطفال وكبار السن، فضلا على حقوق المرأة ومُكافحة الفقر، ومن نشاطات السيدة تحية كاظم المحدودة كمًّا ونوعًا، إلى أنشطة السيدة انتصار السيسى التى تتركز على تمكين المرأة، ودعم الفتيات والأطفال الموهوبين، يُمكن استقراء مسار طويل من الأفكار والجهود التى بذلتها قرينات الرؤساء، وتركت أثرًا واضحًا فى وعى المستفيدين المباشرين، وربما فى فلسفة المسؤولين التنفيذيين واضطلاعهم بالمهام التنموية ذات الطبيعة الإنسانية.
 
تحية كاظم
تحية كاظم

- تحية كاظم الزوجة والسند

فضلت السيدة تحية كاظم، قرينة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، أن تبتعد عن الأضواء لتلعب دورا أكثر اتصالا بالأسرة الصغيرة، فكانت الزوجة والأم والعون المباشر على مهام التربية والإدارة المنزلية، حتى يتيسر للرئيس أن يتفرغ لمهامه العامة.
 
عُرف عن «تحية» أنها كانت ربّة منزل من الدرجة الأولى، وكانت تهوى العزف على البيانو، ومن المحبين لآل البيت والأولياء، ولم تتخل عن حرصها الثابت أن ترعى شؤون أسرتها من أدق التفاصيل إلى أكبرها، وظلت على تلك الصيغة منذ زواجها بعبدالناصر منتصف العام 1944 حتى رحيله؛ بل لم تُغادر مُعكتفها الأسرى إلى أن لحقت به بعد أكثر من عشرين عاما.
 
هذا الاختيار واضح المعالم، كُسر فى حالات معدودة ونادرة، ظهرت خلالها السيدة تحية كاظم فى مراسم أو استقبالات رسمية، كان منها لقاء الزعيم اليوغوسلافى جوزيف تيتو وزوجته.
 
جيهان
جيهان

- جيهان السادات الانتصار للمصريات

 
كان حضور جيهان السادات فى المشهد العام شديد البروز؛ ربما لاستلهامها للنموذج من الغرب فى ضوء أصولها وثقافتها الإنجليزية، وقد كانت لها أدوار عديدة ومتنوعة، ونشاطات مع المسؤولين وعضوات البرلمان، وأسست منظمات وجمعيات الخيرية تخصصت فى تعليم النساء، كما لعبت دورا فى إصلاح قوانين الأحوال الشخصية؛ إذ كانت وراء إصدار مرسوم 1979 الذى أسماه البعض «قانون جيهان»، وكان يُلزم الزوج بإبلاغ زوجته قبل تسجيل الطلاق، كما منحها الحق فى تحريك دعوى قضائية للمطالبة بالنفقة، وإطالة فترة حضانتها للطفل، وإلى ذلك كان لها دور مباشر فى تعيين عائشة راتب أول سفيرة مصرية، وتعزيز حضور النساء تحت قبة البرلمان.
 
 وبجانب مساندتها للمرأة، سجلت نشاطا إنسانيا خلال حرب أكتوبر، إذ حرصت على زيارة الجرحى فى المستشفيات، ورفع الروح المعنوية للجنود على الجبهة، ولم تتخل عن نشاطها بعدما استُشهد الرئيس السادات بالعام 1981، فظلت على بعض أدوارها الاجتماعية، وحضرت فى مقدمة المنحازين لثورة 30 يونيو على حُكم جماعة الإخوان الإرهابية، وكانت ثابتة فى مواقفها الوطنية حتى رحيلها.
 
سوزان
سوزان
 

- سوزان مبارك أولوية الأم والطفل

 
حرصت السيدة سوزان مبارك، قرينة الرئيس الراحل حسنى مبارك، على أن تلعب أدوارا عامة ذات طبيعة تنموية، تقاطعت أحيانا مع المؤسسات التنفيذية. وكان تركيزها على مسائل الأمومة والطفولة، وبعض النشاطات المتصلة بالثقافة والإبداع.
 
كانت أول رئيس للمجلس القومى للمرأة، وظلت فى موقعها نحو عشر سنوات، ركزت خلالها على مراجعة واقتراح وتعديل تشريعات خاصة بالمرأة، كما اهتمت بحقوق الطفل، وأطلقت جائزة إبداعية ومشروعا للقراءة ومحو الأمية، وترأست المركز القومى للطفولة والأمومة، واللجنة القومية للمرأة المصرية، ورئاسة المؤتمر القومى للمرأة، وأنجزت بعض الأنشطة من خلال جمعية الرعاية المتكاملة التى تأسست عام 1977.
وكانت أهم نشاطاتها، إطلاق مشروع مكتبة الأسرة من خلال مهرجان القراءة للجميع فى العام 1993، والذى أتاح مئات الكتب فى كل المجالات بطبعات جيدة وأسعار زهيدة، ساعدت على تنشيط القراءة وتثقيف أجيال من النشء والشباب.
 
انتصار-السيسي
انتصار السيسي
 

- انتصار السيسى التمكين والموهوبون 

 
النشأة والثقافة الأسرية كانت الحاكم فى أداء السيدة انتصار السيسى، فقد ظلت لنحو أربعة عقود زوجة وأمًّا على الصيغة الأصيلة للأسرة المصرية، لكنها مع انتخاب الزوج رئيسا بدأت العمل على موضوعات حيوية تخص الشأن العام؛ إنما بمنطق الأم أيضًا. ربما لهذا أولت اهتمامها الأكبر للنساء والأطفال، وسعت إلى تمكين أصحاب الأفكار التنموية الريادية، واكتشاف ورعاية أصحاب المواهب، تُحرص السيدة انتصار طوال الوقت على مخاطبة المصريين فى كل المناسبات، ومشاطرتهم المشاعر الوطنية والإنسانية فى تواصل مُباشر عبر المنصات الاجتماعية، وإلى ذلك فإنها ترعى أنشطة ومشروعات ذات طبيعة تنموية واجتماعية، لا سيما الفعاليات الخاصة بقضايا المرأة والطفل، ومنها المبادرة الوطنية لتمكين الفتيات «دوّى»، وجائزة الدولة للمبدع الصغير، بجانب ذلك سجلت قرينة الرئيس حضورا بارزا فى باقة من المراسم والاستقبالات، كان منها استقبال الدوقة كاميلا قرينة ولى العهد الإنجليزى الأمير تشارلز، قبل أن يصير ملكا، كما اهتمت بتشجيع الصناعة وريادة الأعمال، وبرز ذلك من حرصها على ارتداء أزياء واكسسوارات من إبداع مصممين وعلامات تجارية مصرية.
السيدة الأولى.. وراء كل زعيم امرأة
السيدة الأولى.. وراء كل زعيم امرأة









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة