أسبوع عاصف شهدته أسواق الذهب عالميًا بعد تسجيل قمة تاريخية لمستوى تجاوز 2140 دولار لساعات محدودة قبل أن تنخفض الأسعار مجددا باكثر من 120 دولار منذ القمة التاريخية للذهب، وأرجع محللون الارتفاع والهبوط إلى تغيرات فى توقعات أسعار الفائدة الأمريكية ثم عمليات جنى الأرباح بفعل وصول الأسعار لمستويات غير مسبوقة.
تحركات عنيفة للذهب
وشهد الذهب تداولات ضعيفة خلال جلسة اليوم بعد التحركات العنيفة التى شهدها السوق أمس، حيث تراجعت توقعات الأسواق بشأن تخفيض أسعار الفائدة خلال اجتماع الفيدرالى فى مارس القادم الأمر الذى دفع الذهب إلى التراجع.
تتداول أسعار الذهب الفورى حاليًا عند المستوى 2030 دولارا للأونصة بعد أن سجل اعلى مستوى اليوم عند 2041 دولارا للأونصة، وكان الذهب قد ارتفع يوم أمس وسجل أعلى مستوى تاريخى عند 2148 دولارا للأونصة قبل أن ينخفض بنسبة 2% ليغلق عند المستوى 2029 دولارا للأونصة، وفق جولد بيليون، كما ارتفع سعر الذهب خلال الثلاثة أسابيع الماضية وبعد تسجيل مستوى تاريخى مطلع هذا الأسبوع انخفض قرابة 120 دولارا عند إغلاق جلسة الأمس.
جنى الأرباح
فقد شهد الذهب موجة من جنى الأرباح قد نشأت بعد ارتفاع الذهب عند الافتتاح الأسبوعى وتسجيله مستوى تاريخى جديد، وذلك بعد التعليقات الحذرة لرئيس البنك الاحتياطى الفيدرالى جيروم باول يوم الجمعة الماضى، إلى جانب مراكز الشراء الكبيرة التى وضعت على الذهب قبل بيانات تقرير الوظائف الأمريكى نهاية هذا الأسبوع، والتى تم تغطيتها بشكل سريع الأمر الذى تسبب فى الهبوط الحاد فى الذهب بعد تسجيل المستوى التاريخي.
تقرير الوظائف الذى يصدر يوم الجمعة القادمة يشهد توقعات بتسجيل وظائف جديدة فى نوفمبر بمقدار 185 ألف وظيفة وذلك مقارنة مع وظائف شهر أكتوبر بقيمة 150 ألف وظيفة، وتسبب هذا فى تغير التوقعات بشأن مستقبل السياسة النقدية من جديد فى الأسواق.
فقد خفض المتداولون رهاناتهم على خفض سعر الفائدة الفيدرالى بحلول مارس من العام المقبل إلى حوالى 49%، من 60% فى وقت مبكر من يوم الاثنين.
من جهة أخرى استمر الدولار الأمريكى فى الارتفاع لليوم الثانى على التوالى فى ظل التعافى الذى بدأ على العملة الفيدرالية منذ تسجيل أدنى مستوى فى قرابة 4 أشهر خلال الأسبوع الماضي.
تعافى الدولار زاد من فرصة التصحيح على أسعار الذهب فى ظل العلاقة العكسية التى تربط بينهما، ولكن بالرغم من هذا يبقى الاتجاه الصاعد هو المسيطر على أداء الذهب حتى الآن خاصة مع استقرار تداولاته فوق المستوى 2000 دولار للأونصة.
بشكل عام التوقعات تشير بشكل كبير أن البنك الفيدرالى الأمريكى سيلجأ إلى تخفيف سياسته النقدية خلال عام 2024 بعد تراجع معدلات التضخم والتباطؤ فى الأنشطة الاقتصادية فى الولايات المتحدة الأمريكية.
وأصبحت التوقعات تشير أن عمليات خفض الفائدة ستبدأ من نهاية الربع الأول من العام القادم، وقد تصل قيمة خفض الفائدة خلال العام القادم إلى 100 نقطة أساس، وهو ما يعد أمر مثالى بالنسبة لأسعار الذهب.
الجدير بالذكر أن مخاطر الحرب فى الشرق الأوسط عادت إلى الظهور من جديد بعد أن تم مهاجمة سفن أمريكية فى البحر الأحمر، ليتسبب هذا فى عودة الأسواق إلى التركيز على الملاذ الآمن.
الحرب فى قطاع غزة منذ أكتوبر أدت إلى تباطؤ التدفقات النقدية الخارجة من صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب ولكنها لم تصبح إيجابية بعد. فالأموال تستمر فى الخروج من الصناديق بالرغم من ذلك.
تباطأت تدفقات الذهب الخارجة من صناديق الاستثمار المتداولة فى نوفمبر، مما قد يمثل بعض التحسن فى معنويات المستثمرين، منذ بداية العام حتى الآن شهدت صناديق الذهب تدفقات خارجية صافية قدرها 7.7 مليون أونصة ذهب.
التدفقات الخارجة منذ صناديق الذهب فى نوفمبر تراجعت إلى أدنى معدل لها منذ أبريل، إلا أن صافى الحيازات لا يزال منخفض بمقدار 390 ألف أونصة.
عودة صافى التدفقات النقدية فى صناديق الذهب إلى الارتفاع والإيجابية سيقدم دعم قوى إلى أسعار الذهب بالإضافة إلى قوة الطلب من قبل البنوك المركزية على الذهب والتراجعات المتوقعة فى أسعار الفائدة خلال العام القادم.
أسعار الذهب فى مصر
تشهد أسعار الذهب فى مصر تذبذب خلال جلسة اليوم حيث استمر منذ بداية الأسبوع فى ظل ترقب الأسواق للتغيرات الحادة فى سعر الأونصة العالمية بالإضافة إلى التوقعات بشأن مستقبل الاقتصاد المصرى وسعر الصرف.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعًا تداولات اليوم الثلاثاء عند المستوى 2795 جنيها للجرام قبل أن يتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 2790 جنيها للجرام، وذلك بعد أن انخفض السعر يوم أمس بمقدار 10 جنيهات ليغلق عند المستوى 2790 جنيها للجرام بعد أن افتتح جلسة الأمس عند 2800 جنيها للجرام.
التذبذب الحالى فى سعر الذهب المحلى يأتى فى ظل استقرار سعر صرف الدولار فى السوق الموازى دون تغيرات واضحة بالإضافة إلى التحركات العنيفة يوم أمس فى سعر الأونصة العالمية الأمر الذى دفع أسواق الذهب إلى تفضيل الاستقرار والتذبذب خلال الفترة الحالية.
