منذ أن فتحت عينيها على الدنيا لم تر سوى مشهد واحد فى الحى الذى تسكن فيه ويتكرر يوميًا وهو جمع وفرز القمامة فأغلب قاطنى "حى الزبالين" بمنشية ناصر يعملون فى فرز القمامة ومع الوقت اعتادت المشهد ولكن طفولتها كانت تجذبها دائمًا للبحث عن المجلات والورق الملون وسط القمامة وإعادة تدويرها بطريقتها البسيطة.
ومع مرور الوقت وهى فى العشرينيات من عمرها كانت ترى دائما أن الأطفال فى حى جامعى القمامة يحتاجون للدعم النفسى وتنمية المهارات فقررت أن تكون هى المنفذ لتفريغ طاقتهم.
تيريزا سعيد من أبناء "حي جامعى القمامة"، استطاعت أن تغير من فكر الأطفال والأمهات بالحى وتنمى مواهبهم وقدراتهم، وعن تجربتها قالت لـ "اليوم السابع" أول ما اتخرجت من الجامعة اشتغلت في العمل التنموي وقتها حسيت بأهمية الدور اللي ممكن الواحد يقوم بيه تجاه مجتمعه، وده اللى خلاني أفتكر إزاي المجتمع بيعامل الأطفال وبيهمشهم وبعد كده نرجع ندور على حلول لما يكبروا وازاي نصلح كل الأذى اللي اتعرضوا ليه بس ده بيكون بعد فوات الأوان، ولأني بنت الحي فكنت على دراية كاملة بأهم المشاكل النفسية والاجتماعية اللي بيمر بيها الأطفال هناك، علشان كده وقت ما بقي عندي فرصة قررت أن أدعم أطفال الحي وأساعدهم أنا ومجموعة من أصدقائى وعملنا مبادرة مساحة".
وأضافت: "مبادرة مساحة هدفها إن الطفل يقدر يدير حياته بأفضل شكل داخل مجتمعه، ولأن دور الأم مهم جدًا في تشكيل الطفل فقررنا نشتغل على الطفل والأم كمان".
وتابعت: "بنشتغل مع الطفل علي الأنشطة الاجتماعية والنفسية والبيئية لتنمية مهاراته، وبنشتغل مع الأمهات علي رفع الوعي وبتربية أبنائهم حاليًا شغالين علي نفس البرامج ودخلنا برنامج الدعم النفسي كمان لوجود احتياج كبير للأطفال اللي تعرضوا لمشاكل وأذى نفسى، إحنا كمان بنعلم الأطفال الرسم والغناء وإعادة تدوير المخلفات، الحمد لله فيه قبول من الأطفال والأمهات ولاحظنا تغيير كبير فى شخصيتهم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة