قال الدكتور محمود محيى الدين أستاذ الاقتصاد وزير الاستثمار الأسبق، أن الدولار يمثل العملة المفضلة للبنوك المركزية بما يجعله اليوم عملة احتياطى دولى بنسبة 60% بعدما كانت 70% فى عام 2000، رغم أن نصيب الولايات المتحدة فى الاقتصاد العالمى لا يتجاوز حاليا 25 %.
وأوضح محى الدين خلال الصالون الثقافى الذى يقيمه معهد التخطيط القومي لمناقشة "الحروب والديون والعملة الصعبة" أن هيمنة الدولار تأتى من كونه وسيطا للمبادلة وتسوية المدفوعات الدولية بما يزيد على 40%.
وأكد محمود محيى الدين أن الدولار هو عملة القروض الدولية الأولى، إذ ارتفعت حصته من عقود الديون الدولية من 45 % تقريبا فى عام 2007 حتى اقتربت من 65 % فى عام 2020.
وأكد أن هيمنة الدولار كعملة صعبة مستمرة، فرغم انخفاض نسبته فى إجمالى الاحتياطى الدولى فإنها الأعلى بما يعادل ثلاثة أمثال نصيب اليورو الذى يمثل 20 ٪ من إجمالى الاحتياطى الدولى، بالإضافة إلى زيادة حصة الدولار فى تسوية المدفوعات وكعملة لعقود السلع الأساسية والديون الدولية فى فترة أقدمت فيها الولايات المتحدة على إجراءات تضعف تلقائيا ثقة المتعاملين فى عملتها بخاصة بعد ارتفاع معدلات التضخم فيها وظهور الدولار مسلحا فى المعتركات الدولية، ولا يوجد تفسير لذلك إلا الاعتبار الأول المتمثل فى حالة الاعتياد فقط، والاعتبار الثانى هو النسبية، فأداء الاقتصاد الأمريكى أفضل من منافسيه رغم كل مشكلات الاقتصاد الأمريكى، بخاصة مع زيادة ديونها بما تجاوز 31 تريليون دولار فى بداية هذا العام، وعدم قدرة البنك الفيدرالى فى التعامل المبكر مع تضخم الأسعار.
ويرى أنه رغم كل هذا تستمر هيمنة الدولار بسبب الأداء الاقتصادى النسبى رغم مساوئه والاعتياد المساندين بما أكدت عليه جانيت يلين، وزيرة الخزانة الأمريكية، فى يونيو الماضى، أنه من الصعب على الدول أن تجد بدائل مناسبة لعملة سيطرت على التجارة لعقود «فهناك أسباب جيدة لاستخدام الدولار بتوسع فى التجارة، فلدينا أسواق مالية عميقة وذات سيولة ومنفتحة وتحكم بالقانون وأدوات مالية طويلة الأجل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة