تمثل الثروة السمكية في مصر جزءا مهما لدي جميع فئات الشعب المصري، لذا تهتم بها الدولة المصرية اهتماما بالغا، حيث تساعد الدولة في تطوير البحيرات وأماكن الصيد، إضافة لدعم الصيادين وتشجيع العاملين في الصناعات المغذية للثروة السمكية، حيث تسبق عملية الصيد مراحل وخطوات مختلفة، من أهمهم صناعة الأدوات والمستلزمات اللازمة لعملية الصيد.
وتستمر الصناعات المصرية، في اثبات جدارتها مهما تغيرت الأمور وتطورت، ولكن تظل الصناعات المصرية تتمتع بكفاءة وجودة عالية، وتحديدا الصناعات اليديوية والمغذية لصناعات آخري.
وحديثا ظهرت الشركات المصرية العملاقة بقوة في مختلف الصناعات، حيث ظهرت الأيادي المصرية في مجال إنشاء السدود والطرق والكباري سواء في مصر أو دول إفريقيا، وصناعات كثيرة مختلفة ومتعددة في شتي المجالات، كل هذه الشواهد إن دلت فإنما تدل علي انه عندما يتولي المصري عملا يخرج أفضل ما لديه من جودة وإنتاج، قس علي ذلك الإتقان والتفاني في كل المهن والصناعات اليدوية البسيطة والمكملة او المغذية لصناعات آخري.
وفي مجال الأمن الغذائي، وتحديدا الثروة السمكية، هناك أدوات يتم صناعتها يغفل عنها الكثيرين، وعملية الصيد هي عملية أمن غذائي من الدرجة الأولي، فالثروة السمكية ليست مجرد عدد من الأفراد، يذهبون يوميا في الساعات الأولي من صباح كل يوم، ليعودوا بالرزق من البحر، بل هناك أدوات كثيرة يستخدمها هؤلاء الأفراد، فبعيدا عن المراكب المستخدمة في عملية الصيد، هناك أدوات أخري يتم صناعتها يدويا و تستخدم في عمليات الصيد، مثل أنواع الشباك المختلفة، والتي يرصدها "اليوم السابع" في سياق التقرير التالي.
صناعة الأدوات المغذية لعملية صيد الاسماك في الدقهلية
يعتقد البعض أن عملية الصيد بسيطة، وتعتمد كليا علي مركب وعدد من الصيادين، ولكن هذا أمر غير دقيق، فعملية الصيد كبيرة، ولها أبعاد مختلفة، وكل مركب مختص في صيد نوع محدد من الأسماك، ويتوقف ذلك علي نوع الشباك المستخدمة في عملية الصيد.
وفي محافظة الدقهلية، توجد هذه الصناعات المغذية لصناعة الثروة السمكية، حيث توجد صناعات يدوية تعتمد عليها عمليات الصيد، وذلك نظرا لمرور بحيرة المنزلة الغنية بالثروة السمكية، في بعض المدن التابعة للمحافظة، ومن بين هذه المدن وأهمها في مجال الصيد وصناعة مستلزمات الصيد، بداية من تصنيع المراكب وأدوات الصيد بمختلف أنواعها وصولا بصناعة السفن واليخوت السياحية، هي مدينة المطرية المتواجده في أقصي شمال المحافظة، حيث تجد في هذه المدينة كل مايخدم عملية الصيد داخل بحيرة المنزلة، حيث تشاهد مدينة ذات طابع خاص أغلب الصناعات المتواجدة بداخلها يخدم علي الثروة السمكية والتي تعتمد علي عدد كبير من الأيدي العاملة في هذه الصناعات من أبناء المدينة.
انتشار محلات تصنيع أدوات الصيد في المدينة
وعندما تسير في الشوارع الطرقات في هذه المدينة، تجد علي جانبي الطريق يمينا ويسارا انتشار لعدد كبير من المحال التجارية، والتي تعمل في مجال صناعة وبيع أدوات الصيد بمختلف أنواعها، والتقي تليفزيون "اليوم السابع"، أحد مصنعي أدوات الصيد اليدوية بالمدينة، لنتعرف سويا علي تفاصيل هذه الصناعات.
وقال السيد غنيم صانع أدوات صيد من مدينة المطرية، إن هناك انتشارا كبيرا منذ سنوات بعيدة لهذه الصناعات اليديوية داخل المدينة، وهو يعمل في هذا المجال منذ سنوات طويلة، حيث ورث هذه المهنة عن والده، منذ مايقرب من 30 عاما، ويستمر فيها حتي وقتنا هذا.
أدوات مختلفة للصيد.. كنف وجوبيا وسخوه علي شكل الكرة الأرضية
وتختلف الأنواع في هذه الصناعة، واختلافها يتحكم في تحديد نوع السمك أثناء عملية الصيد، حيث يتم تصنيع هذه الأدوات المختلفة حسب رغبة كل صياد وتحديد نوع الأسماك الراغب في اصطيادها، ويأتي اختلاف هذه الأنواع ليطلق عليها مسميات مختلفة ومتنوعة تعرف لدي الصيادين.
السخوه : تأتي السخوه في أشكال مختلفة ولكن تكون ثابتة في مهمتها، حيث تعتبر مثل الصندوق المغلق المغلف من الخارج بنوع محدد من الشباك، ذات مساحة ضيقة أو واسعة علي حسب طلب الصياد وتحديدة لنوع الأسماك الراغب في اصطيادها، وترمي السخوه في مختلف انواع المياه.
وقال غنيم صانع أدوات الصيد: هذه الصناعات اليدوية قابلة للتطوير والابتكار، حيث قام بصناعة السخوه علي شكل الكرة الأرضية، وتم صناعتها نظرا لكون الأسماك تتجمع وتلتف حول أي شكل دائري، إضافة أن الشكل الدائري يستحوذ علي مساحة كبيرة وتكون سببا في جلب كمية أكبر من الأسماك داخل السخوه.
وهناك سخوه بأشكال مختلفة مثل السخوة علي شكل مستطيل، وتعرف بالسخوه الأرضية، وتجلب أسماك مميزه ذات قيمة عالية، من بينهم الحنشان وجميع الأسماك الأرضية، وهناك أيضا أشكال مختلفة آخري مثل السخوه الدائرية، وكل نوع يختلف فيه نوع الشباك المتواجد عليه من الخارج، كون حجم الشباك يتحكم في نوع الأسماك التي تجلبها السخوه.
"الفرقه" للأحجام الكبيرة البلطي والدوباره
وهناك أيضا أنواع أخري من شباك الصيد التي تلقي في المياه لجذب انواع محددة من الأسماك، فهناك شباك تعرف بين الصيادين ويطلق عليها مسمي "فرقه" وتتميز بفتحات متوسطة إلي حد ما، حيث تجلب انواع من الاسماك مثل "البلطي، البوري، الدوبارة"، لذلك يعرف بين الصيادين، أن كل صياد له تخصصه وطريقة عمله في الصيد والأدوات التي يستخدمها لصيد أنواع محدده يستهدفها خلال عملية الصيد.
وعن استخدام الشبك المستخدم في الصيد، هناك صيادين يستخدمون شباك "الفرقه" وأخرون يستعينون بشباك "الكنف"وعن الفرق في الاستخدام، فإن الشباك "الكنف " يمكن للصياد القاءها من أي مكان يقف فيه فمن الممكن القاءها من أي مكان يقف فيه الصياد، أو مكان مرتفع مثل الكوبري وسحبها بالحبال، أما الشباك "الفرقه" لابد وأن تلقي من مركب الصيد ويتم فردها أو رصها وتوزيعها في المياه ولا يتم سحبها الا عن طريق المركب مرة أخري.
جوابي وكفانية متعددة الطوابق للبياض والسنفورا والأحجام الكبيرة
وتجد أن هناك أنواع مختلفة من الجوابي، حيث يوجد "جوبيا" ذا حجم صغير، وتتكون من 3 طوابق بأحجام ثابته، وتكون في شكل اسطواني، حيث يتمكن هذا الحجم من جلب أنواع مختلفة عن الآخري، فتعد "الجوبيا" الصغيرة ذات طابقين او ثلاثة طوابق مخصصة لصيد الأحجام المتوسطة والكبيرة من السمك البلطي.
أما الجوبيا ذات الحجم الأكبر"الكفانية ": فتعد "جوبيا"، متعددة الطوابق والتي تتكون من 5 أو 6 طوابق، وتكون علي شكل اسطوانة مطوله، ويقوم الصيادين إلقاءها في مياه النيل أو أماكن "الغرق" أي الأماكن ذات العمق، وتقوم "الكفانية " بصيد "القراميط، والبلطي ذات الحجم الضخم، وسمك البياض، والسنفورا، وكل الأحجام الكبيرة المتواجدة في المياه ذات العمق الكبير.
توافر جميع أنواع معدات الصيد وتصديرها للخارج
وتتوافر جميع الأدوات الخاصة بعملية الصيد، والتي يتم تصنيعها في مدينة المطرية شمال الدقهلية، حيث تعد العامل الرئيس لعملية الصيد وانتاج الثروة السمكية في بحيرة المنزلة، فيما يتم الاستعانه بهذه الأدوات المختلفة في عدد من محافظات مصر، حيث يتم توزيعها وبيعها في المحافظات الساحلية
واختتم غنيم أحد الصناع حديثه مع موقع وتليفزيون "اليوم السابع" بأن هذه الأدوات يتم تصديرها للخارج، وتحديدا دول الخليج، بالإضافة إلي دولة ليبيا الشقيقة.
جوبيا صغيرة الحجم_1
جوبيا صغيرة
شباك المروحة الكنف
صانع ادوات صيد اثناء القاء الشباك
صناعة أدوات الصيد
محل ادوات الصيد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة