تحل اليوم ذكرى ميلاد عبد العزيز فهمى الذى ولد في 23 ديسمبر من عام 1870 وهو سياسى مصرى ورئيس حزب الأحرار الدستوريين وواحد ممن طالبوا الإنجليز باستقلال مصر، اشترك فى الوفد المصرى من وقت تأسيسه لكنه بعد ذلك انفصل عنه وطالب بتغيير حروف الكتابه فى مصر من العربى للاتينى معتبرًا إياها حروف النهضة و العلم.
ويقول عنه سلامة موسى في كتاب حياتنا بعد الخمسين: أنا أحد الذين تابعوا حياة عبد العزيز فهمي (باشا) بعد أن كان محاميًا إلى أن اشتغل بالسياسة ثم بالقضاء. وهناك كثيرون ممن يكرهون رموزه السياسية، وقد أكون أنا أحدهم، ولكن إعجابي بنشاطه وبأسلوب الحياة الذي اتخذه، هذا الأسلوب الذي يحمله الآن إلى سن الثمانين القريبة دون أن يحس عبء السنين، بل دون أن يركد أو يتأس في شيخوخة هامدة — هذا الأسلوب هو الذي يبعث إعجابي.
ويذكر القراء أنه ألقى بيننا قنبلة منذ سنتين، حين دعانا إلى اتخاذ الخط اللاتيني فإن بصيرته للمستقبل، وحبه لوطنه، وذكاءه في التمييز بين الثقافات، ونظرته العالمية الواسعة، كل هذا قد جعله يدرس لغتنا عامة والخط العربي خاصة وينتهي إلى القرار الذي لا بد أن ننتهي إليه نحن جميعًا في يوم قريب، وهو اتخاذ الخط اللاتيني الذي يربطنا برباط ثقافي مع الأمم المتمدنة كما يجعل لغتنا أيسر تعلمًا وأكثر إيضاحًا.
وعلي جميع المسنين الشائخين، الذين يتقاعدون ويتثاءبون، أن يدرسوا حياة عبد العزيز فهمي (باشا)، فإنه لم يشرب الخمر قط، وهو في قريته قد أصلح وربي، وعاون الفقير والمحتاج وأنهض القاعدين، حتى أصبح «كفر المصيلحي» من أعظم القرى ثقافة وتعليمًا، بل حتى صار أبناء هذا الكفر الذي لا يزال آباؤهم يعملون «مرابعين» في الحقول، أصبح هؤلاء الأبناء موظفين أو تجارًا أو معلمين أو صانعين.
وقد عاش طيلة حياته يعمل ويخدم ويتعب، ولا يريح نفسه، ولا يعرف البذخ، وهو مستقل إلى مدى بعيد. وقد جلب عليه هذا الاستقلال متاعب كبيرة في السياسة والقضاء معًا، وأخيرًا جلب عليه سخط المحافظين حين ناشد بلاده باتخاذ الخط اللاتيني.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة