دار الإفتاء للأزواج: اختارا التحدث والحوار عن المشكلات بالأوقات المناسبة.. الصمت يكون خيرًا من الكلام أحيانا.. إذا احتدَّ الكلام بينكما فلطِّفَاه بالصمت لحين هدوء العاصفة.. واحذرا الاختلاف يكون مدعاة للضرب

الإثنين، 18 ديسمبر 2023 06:00 ص
دار الإفتاء للأزواج: اختارا التحدث والحوار عن المشكلات بالأوقات المناسبة.. الصمت يكون خيرًا من الكلام أحيانا.. إذا احتدَّ الكلام بينكما فلطِّفَاه بالصمت لحين هدوء العاصفة.. واحذرا الاختلاف يكون مدعاة للضرب دار الإفتاء المصرية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

أصدرت دار الإفتاء المصرية كتاب "دليل الأسرة من أجل حياة مستقرة" بالتعاون مع وزارة العدل، وغطَّى كافَّة الموضوعات التى تهمُّ الأسرة المصرية.

 

ووزعت دار الإفتاء الدليل على المأذونين الشرعيين على مستوى الجمهورية لإهدائه إلى الأزواج عند عَقْدِ القران، كما تعتزم تحويل محتوى الدليل إلى برامج تدريبية وتأهيلية للمُقبلين على الزواج، بالإضافة إلى إطلاقها حملات إعلامية لنشر أهداف الدليل، فضلًا عن نشر محتوى الكتاب على هيئة "بوستات" عبر منشورات على منصَّات التواصل الاجتماعى.

 

وفى صدر الكتاب قدمت نصائح وإرشادات فى العلاقة بين الزوجين، حيث راعـت الشريـعة الإسلاميـة، نظام العلاقة بين الرجل والمرأة وفــق الاستـعداد الفطـرى والتكويـن الجسـدى لكل منـهما، وذلـك لإعمـار الأرض وتحقيـق معنى السكن والمودة والرحمة، مـع غرس روح التـعاون والمشـاركة لصالح الطرفيـن ولصالح المجتـمع كله، فتتسق بذلك دواعى الطبع مع دواعى الشرع، وذلك على النحو الآتى:

 

1. ليكن الأصل فى علاقتكما الصدق حتى يتم التصالح، ولا تكن نظرتكما للمشكلة أحادية، فالاستماع للطرف الآخر جزء من حل المشكلة.

 

على الزوجين أن يصارح كل منهما الآخر بأخطائه، ويعترف بها حتى يستطيع معالجتها معه، ويتصالحا على العيش بينهما، ويجب أن لا ينظر أحدهما إلى المشكلة من جهته هو، ولا أن يعالجها على حساب الطرف الآخر، بل لا بد من أن يجلسا ويتشاورا فى حلها ومعالجتها بما يرضيهما معًا حتى لا تقع الضغينة فى قلب واحد منهما.

 

2. تحليا بثقافة الاعتذار، وقبول العذر، فإن العفو من شيم الكرام.

 

إذا أخطأ أحد الزوجين فى حق الآخر فيجب عليه أن يعتذر له دون أدنى خجل، بل عليه أن يكون رجَّاعًا إلى الحق، معترفًا بخطئه، ويحسن بالآخر أن يقبل الاعتذار ويكون واسع الصدر.

 

3. ليحتوِ كل منكما الآخر، وقدما الإيثار للمحافظة على أسرتكما.

 

احتوِ زوجتك عند غضبها أو انفعالها، وأظهر احتواءك لها ولو بنظرة حانية، أو كلمة لطيفة، ولا تكن قاسيًا حتى وأنت صاحب الحق.

 

4. اختارا التحدث والحوار عن المشكلات فى الأوقات المناسبة.

 

على الزوجين تخير الأوقات المناسبة للتحدث والمشاورة حتى يُقبِلَ كل واحد على الآخر بهمّةٍ وشوق، وعدم سآمة وكلل أو ملل من كلام الآخر، وحتى يستطيع التفكر فيما سيلقى عليه من الكلام، فلا ينبغى التحدث أثناء الغضب أو انشغال الذهن.

وعليه فليتخير كل واحد منهما الوقت المناسب الذى يعلم أن زوجته أو زوجها لا يوجد ما يشغل ذهنه فى هذا الوقت كوقت الجوع أو الغضب أو كونه راجعًا من العمل متعبًا، إذ هو مشغول بنفسه وبحاله وبآلامه ثم يريد الآخر أن يزيد مشاغله.

 

5. استخدما التلميح وضرب الأمثلة فيما تحبون وما تكرهون، وإذا لم يفد التلميح فلا بديل عن الصراحة الممزوجة باللطف.

 

قال صلى الله عليه وسلم: «ما كان الرّفْقُ فى شيءٍ إلاّ زانه، ولا نُزِعَ من شيءٍ إلاّ شانَه»، فلا يعنف أحدكما الآخر فى الكلام، ولا يكثر من إظهار العيوب، ولا يقل كلمة جارحة، بل يؤانس الآخر ويلاطفه ويظهر له مشاعر الود على الدوام.

 

6. أحيانًا يكون الصمت خيرًا من الكلام، فإذا احتدَّ الكلام بينكما فلطِّفَاه بالصمت لحين هدوء العاصفة.

 

قال النبى صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت»، فهناك مشاكل علاجها الصمت وحسب، أما الكلام فيزيدها ويصعِّب علاجها، فتعلَّما الصمت والهدوء حتى تستجمعا فِكْركما ويعرف كل واحد للآخر محبته ووده.

 

7. ليكن حل المشكلات فى إطارها الضيق دون دخول أطراف خارجية إلا عند تعذر الحل، فيـتم عنـدها اللجـوء إلى حكمين عدليـن، ولا مانـع من اللجوء إلى الوحدات المتخصصة فى الإرشاد الزواجى.

 

تعلَّما أن تَحُلَّا مشكلاتكما بأنفسكما، ولا تدخلا أحدًا لحلها إذ أنتم أعلم بظروفكما، ولا تُدخِلا الأهل من الطرفين فى المشكلات والنزاعات بينكما (إلا عند الضرورة القصوى)، بل قوما بحلها وعلاجها فيما بينكما؛ لأن تدخّل الأهل كثيرًا ما يوسع الفجوة، ويفسد الأمور.

وعليكما بحسن اختيار من يتدخل فى الإصلاح بينكما، بحيث يكون على معايير دينية وأخلاقية. فلا بد لمن يصلح بين الناس عمومًا والزوجين خصوصًا أن يكون صاحب دين وخلق، عالمًا بالحقوق والواجبات، مريدًا للإصلاح ومحبًّا له، أما من ليسوا أهلًا لذلك فلا ينبغى لهم أن يتدخلوا فى الإصلاح أصلًا، وقد قال الله عز وجل: ﴿وَإِنۡ خِفۡتُمۡ شِقَاقَ بَيۡنِهِمَا فَٱبۡعَثُواْ حَكَمٗا مِّنۡ أَهۡلِهِۦ وَحَكَمٗا مِّنۡ أَهۡلِهَآ أن يُرِيدَآ إِصۡلَٰحٗا يُوَفِّقِ ٱللَّهُ بَيۡنَهُمَآۗ أن ٱللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرٗا﴾ [النساء: 35].

ولقد استحدثت عدد من المؤسسات - مثل دار الإفتاء والأزهر الشريف -، مراكز للإرشاد الزواجى، تعمل على تقديم المشورة والنصيحة الملائمة للحفاظ على الأسرة واستقرارها وسلامة حياتها، فعليكما طلب مشورتها والاستعانة بها فى حل المشكلات.

 

8. على الزوجين منع دخول من يثير المشكلات فى بيتهما رجلًا كان أو امرأة.

ليعلم الزوجان أن الدنيا مليئة بالمنغصات ومكدّرات العيش، ومن ذلك بعض الأقارب والأصدقاء الذين لا يحبون السعادة لكما، فكونا ذكيين ولا تسمحا لأحد أن يبث الفتنة بينكما، أو أن يثير المشكلات، أو أن يفرق شملكما.

 

9. احذرا أن يكون الاختلاف بينكما مدعاةً للضرب أو الإهانة.

فإن هذا تعامل غير أخلاقى ولا آدمى، ويُحدِث شرخًا فى الحياة الزوجية يصعبُ علاجُه فيما بعد، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ المُؤمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا الفَاحِشِ وَلَا البَذِيءِ»، وعليه فلا يحسُن بالزوجين أن يتشاجرا أو يرفعا أصواتهما بكلام فاحش أو بذيء، أو أن يضرب أحدهما الآخر فكل هذا محرم، ويؤدى إلى ضياع الاحترام المتبادل بين الزوجين.

222. لا تُشعر الطرف الآخر أنه دائمًا هو سبب المشكلة، بل أشعره أن المشكلة مشتركة بينكما وأن البحث عن الحل يحتاج إليكما.

هذا أصل فى المعاملة بالحسنى، وعلى الزوجين أن يضعا كل مشكلة فى حجمها الحقيقى، ولا يضخما التافه، ولا يجعلا أبناءهما وسيلة لنقل المشكلات بينهما.

 

10. ابتعدا عن مجرد التفكير فى إنهاء العلاقة بالطلاق.

 

هذا التفكير يمكن أن يتسبب فى زوال الكثير من دوافعكما لتحسين العلاقة مع بعضكما، فاستثناء الطلاق من خياراتك سيدفعك للتركيز على حل خلافاتك مع زوجتك أو زوجك، ولا ينبغى أن يخطر ببال أحد الزوجين معنى الطلاق أو ذكره عند الخلاف، فلا هو يهددها بالطلاق، ولا هى تطلب منه الطلاق.

 

فالنَّبِى صلى الله عليه وسلم يقول: «أَبْغَضُ الْحَلَال إلى اللَّه الطَّلاقُ»، وقَالَ عليه الصلاة والسلام: «أَيُّمَا امَرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلاقًا فِى غَيْرِ مَا بَأْسٍ، فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الجَنَّةِ»، فاشغَلا أنفسكما بحل المشكلة وبمعرفة الأسباب ومعالجتها حتى تحفظا أسرتكما من التفرق والضياع.

224. أن كان أحد الزوجين عقيما فعلى الآخر أن يتلطف معه حتى تحل هذه المشكلة باستخدام الوسائل الطبية الحديثة.

 

الإنجاب عطاء بيد الله عز وجل، ولكنه سبحانه وتعالى يسر العديد من الحلول الطبية الحديثة فى عصرنا الحاضر، فعلى الزوجين أن يسعيا فى تحصيل الولد، وكل هذه الطرق مشروعة، فيلزم كلًّا من الزوجين السعى فى إدخال السرور على زوجه ومساعدته فى حل مشكلة الإنجاب، حتى تنعم أسرتهما بقرة العين ومهجة الفؤاد.

 

مع التأكيد على أن الفتوى فى دار الإفتاء استقرت على جواز اللجوء لهذه الوسائل ومشروعيتها، بل الحض عليها من باب حسن العشرة، وترسيخ المودة والرحمة.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة