في تمام الساعة التاسعة مساء أُسدل الستار على اليوم الثانى من الماراثون الديمقراطي الكبير الانتخابات الرئاسية 2024، والتي حملت في ثناياها مدى إحساس الشعب المصرى بمختلف الأعمار بالمسئولية تجاه بلده مصر، إذ توافد على اللجان الانتخابية في جميع أنحاء جمهورية مصر العربية آلاف الناخبين، قبل فتح لجان الاقتراع بحوالي ساعة تقريبًا.
ومن المشاهد التي فرضت نفسها على الواقع الانتخابى اليوم، حالة الإقبال المتزايد سواء من الرجال والشباب والنساء وكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة، الذين تحدوا ظروفهم الصحية للإدلاء بأصواتهم لرسم ملحمة تاريخية في تاريخ مصر، لتصبح رسالة في غاية الأهمية في الوطنية وحب الوطن للأجيال، نحو طريق ديمقراطى يهدف إلى مستقبل أفضل.
ومن اللافت للنظر خلال العملية الانتخابية هو حرص النساء على تصدر المشهد الانتخابى رغم ارتباطهن بظروف حياتية كبيرة مثل العمل ورعاية الأبناء، ولكن تلاحظ من الصور ومقاطع الفيديو التى نشرها "اليوم السابع" إصرارهن على المشاركة مصطحبن أطفالهن ليُطبع في أذهانهم هذا العرس الديمقراطى العظيم.
كما نجد أن أبناء الشعب المصرى وخصوصا من الشباب الذى دل تواجده وحضوره أمام اللجان الانتخابية على نسبة الوعى الذى أصبح يتمتع به الأجيال الشابة وإحساسهم بأن نزولهم لإدلاء بأصواتهم واجب وطنى لا بد من تنفيذه، الذين حرصوا على توثيق كل لحظة خلال علمية التصويت عبر نشر مجموعة من الصور لمشاهد الانتخابات الرئاسية على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، وهو ما يعد حائط صد أمام مزاعم وأكاذيب أعداء الوطن، من خلال حسابات وهمية ولجان إلكترونية هدفها إسقاط مصر، وهو ما تم الرد عليه بأيدى شباب تلك البلد، بطرق موثقة وأماكن مختلفة بمختلف المحافظات.
وفى حالة من الإنسانية والرقى الذى تم توثيقها من خلال "اليوم السابع" عبر مقاطع فيديو وصور، خرج القضاة لكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة خارج اللجان، وهو المشهد الذى يتكرر يوميا في عدد كبير من اللجان، من أجل مساعدتهم على الإدلاء بأصواتهم نظرًا لظروفها الصحية التي تعيق صعودهم إلى صندوق الاقتراع، لنجد المستشار المسئول عن اللجان حاملا أوراق الاقتراع خارج اللجنة لتقديم المساعدة وتسهيل العملية الانتخابية عليهم في رسالة تحمل في ثناياها الرحمة ومد يد العون بين أبناء الشعب المصرى سواء بين المواطن والمسئول.
وفى إطار تلك مسئولية الدولة تجاه كبار السن ولمراعاة ظروفهم الصحية أعلن المستشار أحمد بندارى مدير الجهاز التنفيذي للهيئة الوطنية للانتخابات، ورئيس غرفة العمليات المركزية للهيئة، عن تغير مقر إحدى لجان الاقتراع من الطابق الأعلى إلى الطابق الأرضى بعد شكوى لدى كبار السن.
وفى مشهد من مشاهد العرس الديمقراطى العظيم والذى عبر عن الوحدة الوطنية والمحبة بين أبناء الشعب المصرى بمختلف طوائفهم، وجدنا حضورا لافتا لرجال الدين المسيحى والإسلامى، كما ظهر عدد من الراهبات فى الكنيسة الأرثوذكسية، وهو مشهد غير معتاد خلال العملية الانتخابية، فهن اعتدن اعتزال الحياة والزهد والبعد عن الأضواء، لكنهن قررن المشاركة فى الانتخابات الرئاسية 2024، بجانب حضور عدد كبير من رجال الدين بمؤسسة الأزهر الشريف، وهو المشهد الذى سطر مظاهر الوعى بأهمية المشاركة في الحق الذى نص عليه الدستور المصرى.
وفى كل الأحوال إذا أردنا أن نرصد جميع المشاهد عبر اليوم الثانى من الانتخابات الرئاسية 2024 فسنجد أنفسنا أمام مظاهر لا تعد لا ولا تحصى، ولكن سوف نختتم بأمر في غاية الأهمية والذى يدل على حرص الناخبين في ممارسة حقهم الدستورى في اختيار الرئيس، هو ما صرح به المستشار أحمد بنداري، مدير الجهاز التنفيذي للهيئة الوطنية للانتخابات، بأن اليوم الثاني من التصويت بالانتخابات الرئاسية شهد كثافات فاقت التوقعات مقارنة باليوم الأول، موضحا أن بطاقات الاقتراع نفدت من عدد كبير من اللجان الانتخابية، كما أن صناديق الاقتراع أُغلقت بسبب كثافة الناخبين الذين شاركوا في العملية الانتخابية.
فأمام تلك المشاهد ومظاهر الوطنية فسنجد أنفسنا أمام ملحمة تاريخية لم تحدث من قبل، فأصبحت لدينا رؤية حقيقية لدى كل مواطن لرسم خريطة بلاده بما كفله الدستور المصرى، وإرسال رسالة واضحة للعالم بأن مصر صاحبة تاريخ عظيم ممتد عبر العصور.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة