عادل السنهورى

انتخابات الرئاسة.. المشاركة واجب وطني

الأحد، 10 ديسمبر 2023 06:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
في عام 1940 يكتب الشاعر البديع صاحب قصيدة النهر الخالد محمود حسن إسماعيل، ويلحن ويغني موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب:
"مصر نادتنا فلبينا نداها .. وتسابقنا صفوفاً فى هواها.. فإذا باغ على الأرض رماها.. ترخص الأرواح والدنيا فداها.. ونروي بالدم الغالي ثراها.. ونخوض الموت فى كل البقاع.. نحن جند النصر أبطال الدفاع.. يوم يدعونا لنار الهول داع"
 
هذه القصيدة الوطنية وغيرها من القصائد كانت بمثابة صرخات لاذكاء الروح الوطنية في نفوس الشعب المصري لتلبية نداء الوطن، للاصطفاف حوله وحول قضاياه الوطنية في فترات سياسية استثنائية.
 
لم يتخاذل المصريون طوال تاريخهم عن تلبية نداء الوطن، وواجهوا بوعيهم وادراكهم الوطني محاولات الاستسلام للواقع ومشاعر اليأس والاحباط وآثروا  مصلحة الوطن العليا على مصالحهم ومطالبهم الشخصية وتسابقوا  للالتفاف حوله مهما كانت التحديات.
 
في كل مناسبة وطنية أو ظرف تاريخي يدهش المصريون العالم ويبهرونه بمواقفهم الحاسمة والاستجابة الفورية المذهلة لنداء الوطن لأنه واجب وفرض في الحرب وفي السلم.
 
خلال هذه الأيام تشهد مصر الاستحقاق السياسي الأهم بين كافة  الاستحقاقات السياسية الأخرى،  وهو الانتخابات الرئاسية لاختيار رئيس يقود مصر للسنوات الست المقبلة والتي بدأت بتصويت المصريين بالخارج أيام الجمعة والسبت و الأحد الماضية، وشهدت إقبالا يفوق المرات السابقة، في ظل الإدارة الجيدة للعملية الانتخابية وتذليل الصعوبات بالخارج للادلاء بالأصوات.
واليوم تبدأ مرحلة تصويت المصريين بالداخل وحتى يوم الثلاثاء، وتحت إشراف قضائي كامل لحوالي 13 ألف قاض لضمان الشفافية والنزاهة، وفي حضور ورقابة مئات المنظمات المحلية والدولية  والبعثات الدبلوماسية.. والدور الآن على المصريين بالداخل ليواصلوا ملحمة الإدهاش والإبهار الوطني للعالم في هذه المرة تحديدا، وليؤكدوا أن مشاركتهم ونزولهم بالملايين إلى لجان الانتخابات والإدلاء بأصواتهم ما هي إلا رسالة للعالم  بأن المصريين على قلب رجل واحد حول الوطن، وبأن مصر -كما قال قداسة البابا شنودة الثالث: "وطن يعيش فينا لا وطن نعيش فيه"، وبأن تلبية نداء مصر واجب وفرض وطني في ظروف استثنائية وتحديات داخلية وخارجية ومؤامرات هنا وهناك تحاك حولها وتدبر بليل استمرارا لمخططات ومؤامرات الماضي، التي تحطمت على صخرة تلاحم ووحدة المصريين، وبذلهم الغالي والرخيص وتضحيتهم للحفاظ على وحدتها وتماسكها.
 
المسألة هذه المرة ليست مجرد إجراء انتخابات رئاسية عادية، وإنما واجب وطني على كل فرد في مصر حريص على هذا الوطن الذي تقاد من حوله النيران جنوبا وغربا وشرقا الآن.
فما يحدث في غزة من جرائم حرب وإبادة صهيونية له أهداف وأبعاد استراتيجية لا تغيب عن أذهان المصريين وقيادتهم السياسية.. وهنا تلبية النداء واجبة وفرض عين للاحتشاد بالملايين لمنح الشرعية الشعبية الجارفة لرئيس وقائد قادر على استمرار مسيرة التنمية الشاملة والبناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تشهده كل بقعة في مصر، رغم كافة الصعوبات والتحديات والمعاناة التي تحملها ومازال يتحملها الشعب المصري الأبي، من أجل مستقبل مصر القوية بسواعد أبنائها الشجعان.
 
الجميع مطالب بتلبية النداء الوطني بالمشاركة لاستكمال مسيرة البناء، ولحياة سياسية جديدة، ولإثبات أن مصر رغم كل هذه التحديات قادرة على الوفاء باستحقاقاتها السياسية والالتفاف والاصطفاف الوطني..
والعالم يراقب- أصدقاء وأعداء- مايحدث وينتظر رد فعل المصريين بالتجاوب والمشاركة الايجابية والفعالة  في "صفوف وطوابير الانتخابات" وإعادة إنتاج المشهد العظيم في 30يونيو، وفي التفويض وفي الاستفتاء على الدستور.
 
الكل على موعد مع التاريخ من أجل مصر  التي "ترخص الأرواح والدنيا فداها".. وليظهر المصريون المعدن الأصيل وقت الشدائد ووقت أن تناديهم مصر.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة