مازال المصريون في الخارج يسطرون أروع الملاحم الأسطورية في حب بلدهم ووطننا الغالي مصر، ويبذلون الغالي والنفيس لاستكمال جهود مشاركتهم في تنمية بلدهم حتى وإن كانوا من الطيور المهاجرة وبعيدا عن حضن الوطن.
احتشد المصريون في الخارج منذ الصباح الباكر كلا حسب توقيت البلد المقيم فيها، اصطفوا في طوابير طويلة من أجل التصويت على اختيار وانتخاب الرئيس الجديد من بين 4 مرشحين للرئاسة المصرية، هذا ليس بجديد عليهم.. فعندما يدعوهم الوطن في أي مناسبة تجدهم في أوائل الصفوف الأولى بداية من أول انتخابات رئاسية وتشريعية بعد ثورة يناير مرورا بانتخابات الرئاسة 2014 و2018، ودائما ما تجد أن العلم المصري بألوانه هو الذي يجمعهم.
كانت نقطة الانطلاق لانتخابات الرئيس الجديد من نيوزيلندا تبعتها أستراليا ثم باقي الدول تباعا في كل أنحاء العالم، احتشد المصريون أمام السفارات والقنصليات بعدما تحملوا مشقة السفر من المقاطعات والبلاد وأتوا من كل حدب وصوب نحو السفارة أو القنصلية المصرية للمشاركة في شرف اختيار رئيس مصر القادم، ليبرهن المصريون أنهم مهما بعدوا عن وطنهم الأم بأجسادهم لكن يظل الوطن دائما في أرواحهم وقلبهم وعقلهم.
الأروع عندما تتابع سير العملية الانتخابية في الخارج والتي تمت بكل سلاسة وسهولة وتظليل كامل لكل العقبات، سترنو من بين السطور مشاهد عديدة تثبت أن حب المصريون لبلدهم هو حب حقيقي وحب بالفعل وليس شعارات، الكل شارك من الشباب وكبار السن ولعل كان أهم مشهد هو حرص عدد كبير من أبناء الجالية المصرية في سلطنة عمان على قطع مسافة حوالى 1200 كيلو من صلالة حتى السفارة فى العاصمة مسقط للتصويت وأيضا السيدة المسنة التي تبلغ من العمر أرذله وصاحبة الـ 77 عاما التي لم تبخل بصوتها الانتخابي من أجل مصر.
أيضا من بين المشاهد الملهمة في أول أيام الانتخابات هو حرص ناخب مصري من ذوي الهمم على المشاركة والإدلاء بصوته فى قنصلية مصر فى نيويورك، أيضا استقبال السفير المصرى هيثم صلاح، سفير مصر في فنلندا ومساعد أحد الناخبين من كبار السن على الصعود على سلالم السفارة المصرية فى هلسنكي للإدلاء بصوته والذى أصر على الحضور رغم شيخوخته وصعوبة حركته ورغم برودة الجو حيث وصلت درجة الحرارة اليوم إلى -6 وسقوط الأمطار والثلوج.
لو سردنا هذه المشاهد لن نتوقف عن الكتابة لكنه اختصارا في جملة واحدة هو "حب مصر" وهو من جعل هذا اليوم كأنه يوم عُرس واحتفالات، لكن يظل المشهد الأهم من وجهة نظري هو اصطحاب هؤلاء الناخبين المصريين لأولادهم وأحفادهم الصغار معهم أثناء عملية الاقتراع وكأنه رسالة إيجابية للأجيال القادمة أنه مهما بعدت بجسدك عن مصر لكن ضعها دائما في روحك ووجدانك وشارك في بنائها ونهضتها مهما كنت بعيدا عنها.
في النهاية أختم بكلمات قصيدة "يا صاحِ حبُّ الوطنْ" للشاعر رفاعة الطهطاوي.. التى قال فيها:
يا صاحِ حبُّ الوطنْ .. حليةُ كل فَطِنْ
محبةُ الأوطانِ.. من شُعب الإيمانِ
في أفخر الأديان آية كل مؤمن
مساقطُ الرؤوس.. تَلَذُّ للنفوسِ
تُذهبُ كل بُوسِ.. عنّا وكلَّ حرنَ
ومصرُ أبهى مولدِ.. لنا وأزهى محتدِ
شُدتْ لها العزائمُ.. نِيطتْ بها التمائمُ
لطبعنا تُلائمُ.. في السر أو في العَلنْ
مصرُ لها أيادِي عُليا على البلادِ
وفخرهُا يُنادي ما المجدُ إلا ديْدني
الكونُ من مصرَ اقتبسْ.. نوراً وما عنه احتبسْ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة