عبده زكى

ليصمت بعضهم حين تتحدث غزة

الجمعة، 24 نوفمبر 2023 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"ما كان على المقاومة الدخول فى حرب غير متكافئة، وأن ما حدث تسبب فى موت كثير من الفلسطينين، وتدمير مساكن وبنية" يقول بعضهم، وهو رأى يحترم، خاصة وأنه يرتبط بحق الناس فى العيش آمنين، لكن معتنقى هذا الرأي إما لا يعرفون قيمة القضية الفلسطينة، ولا يعرفون أهمية التحرر.. وإما أناس غير واعين بطبيعة الصراع وخطورته على شعب فلسطين ثم على دول الجوار.

 

وربما لا يعرف المنادون بتوبيخ شعب غزة، أن ما تفعله المقاومة ضرورة وضرورة فصوى، وبغيره لن تتحرر فلسطين، وستلتهمها إسرائيل، ذلك أن هذه المساحة هي المخصصة لدولة يهودية بعد تقسيم مصر إلى 4 دويلات وفق خيال القوى الاستعمارية البغيضة، فالتقسيم الخيالي المزعوم يشمل دولة يهودية في الشرق، وودولة مصرية بين فرعى رشيد ودمياط، ودولة مسيحية غرب فرع رشيد امتدادا إلى ما يقارب حدود قنا، ثم دولة نوبية بعرض مساحة مصر تشمل الصحراء الشرقية ونهر النيل والصحراء الغربية وتكون ملاصقة للسودان.

 

ووربما لا يعرف المنادون بتوبيخ غزة وإدانتها أن لا سبيل للتحرر إلا بالمقاومة بعدما فشلت كل المحاولات السلمية في إقامة دولة فلسطين حلى حدود 4 يونيو 1967، بل فشلت في احتفاظ الضفة الغربية بأراضيها التي نهشتها المستعمرات ونهش سكان هذه المستعمرات أصحاب الأرض من الفلسطينين.

 

ومؤكد لا يعرفون أن المحتل أقوى من الشعب الواقع تحت الاحتلال، وهذا يؤكد أن المقاومة هي كذلك السبيل الوحيد للتحرر، خاصة وأن إسرائيل كيان استيطانى بطبعه، ويرتكز لعقيدة وهمية تدفعه للتوسع على جثث الشعوب المسالمة.

ويبدو منطق البعض عبثيا حين يقول هؤلاء إن المقاومة ارتكبت خطيئة ولم تحسب حساب القوة الصهيونية المفرطة، وهذا خطأ فادح لأننا لو سلمنا بضرورة أن تكون المواجهة متكافئة لما تحرر شعب من الاحتلال فى العالم، ونحن كمصريين عندما تصدينا للإنجليز لم نكن فى مستوى قوتهم، والجزائر عندما واجهت المحتل فقدت مليون شهيد، وكذا الحال فى جنوب أفريقيا وغيرها.

 

إن مهمة أى مقاومة تكمن فى إيلام العدو ومع تكرارا الإيلام سيزول الاحتلال، لكن أن نركن إلى القول بضرورة ان تكون فلسطين فى مستوى إسرائيل حتى تقاومها فهذا كلام غير سليم، وغير صحيح، ولو طبقنا رؤيتهم لما تحرر شعب ولن تحرر فلسطين الآبية.

وليعلم العرب أن تصدى المقاومة للكيان من مصلحتهم، ذلك أن الكيان متى تخلص من المقاومة تحول إلى الدول الأخرى، لأن عقيدته ترتكز على دولة من النيل للفرات وهو كيان استيطانى توسعى حقير، أتمنى لو أن العرب دعموا المقاومة فى كل مكان، فهذه المقاومة هى القادرة على إرهاق العدو وتدمير قدراته العسكرية والاقتصادية وكسر طموحة التوسعى الحقير، والأفضل لهؤلاء أن يصمتوا حين تتحدث غزة الأبية.. والله من وراء القصد.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة