على دراجتها البسيطة تجوب الشوارع بحثًا عن الرزق لا تنتظر أن يعطيها أحد وتأبى ذلك بل تسعى إلى أعمالها وتحصل على المقابل من عرق الجبين لتساعد زوجها فى مصروفات المنزل، وللمرة الأولى عند الحديث معها ستجد نفسك أمام سيدة يحيطها الأمل والإصرار على مواصلة رحلة العطاء لتربية الأبناء وتوفير متطلباتهم المنزلية وكذلك متطلبات التعليم.
فتخرج منذ الصباح للعمل وتعود فى المساء محملة بالرضا والرزق مع زوجها الذى يعمل فى أعمال مختلفة أيضًا، فمنذ ما يزيد عن 6 سنوات قررت أن تستقل إيرين قديس دراجتها داخل شوارع مدينة قنا لبيع الذرة المشوية على الفحم فى كورنيش مدينة قنا.
وما بين متاعب اليوم ومذاق الكسب الحلال استمرت السيدة فى عملها ثم حولت المشروع إلى مشروع توصيل طلبات داخل المدينة تعرضت فى البداية لمضايقات من الأشخاص وعدم قبولهم فكرة سيدة أو فتاة تقود دراجة داخل الشوارع ولكنها لم تلتفت إلى ذلك وواصلت مسيرة العمل لمساعدة الزوج ليتقاسما الحب معًا والعمل معًا، فلم تتركه للحظة أو تكتفى بالعمل بالسنوات السابقة لكنها عملت فى أكثر من مجال وذهبت معه العمل فى أعمال شاقة خاصة بالرجال من أجل توفير قوت يومهم.
قالت إيرين قديس الشهيرة بأم بولا، إنه تزوجت منذ 12 عاما وخلال تلك الفترة قررت مساعدة زوجها فى العمل لتوفير الدخل المناسب لهم ولأبنائهم الإثنين ولاسيما فى ظروف صعبة تعرض لها الزوج بعد فترة من بداية الزواج، لذلك أصرت على قرارها فى أن تعمل مع زوجها وفى بداية الأمر كانت تخرج بعجلتها إلى الشارع وتبيع الذرة المشوية برفقة زوجها ثم أصبح أبنائها وزوجها يخرجون معها بالقرب من كورنيش النيل فى مدينة قنا.
وأوضحت إيرين، أن فى بداية قيادتها للدراجة لم يتقبل الكثير الفكرة وكان هناك نوع من الاستهجان والتعليقات السلبية ولكن بعد فترة قصيرة ومعرفة الأشخاص بقصتها ومدى كفاحها تقبل البعض الفكرة وشجعوها على ذلك وهو الكسب الحلال والعمل الحلال وأصبحت تجوب جميع الأماكن فى المحافظة من خلال دراجتها، لافتة أنها تخرج فى اليوم الواحد أكثر من مرة وقيادة الدراجة يوفر عليها مصروفات التنقل من مكان إلى مكان بالسيارة كما أنها تحب ذلك منذ الصغر وليس بعد الزواج فقط.
وأشارت إيرين قديس، إلى أنها تعمل فى توصيل الطلبات المنزلية وكذلك فى الأعمال المنزلية إذا تطلب الأمر لتوفير نفقات اليوم لها بالمساهمة مع زوجها الذى يعمل فى أعمال أخرى أيضًا ولا تجد حرجا فى ذلك، كما إنه كان تساعده فى أعمال شاقة خاصة بالرجال مثل نقل الأثاث من مكان لآخر، وقدر زوجها مدى ما تفعله من أجله وأجل أسرتها حتى تستطيع تربية الأبناء وتوفير كافة الاحتياجات لهم.
" مش بقتنع بكملة مفيش شغل واسعى وسيب الباقى على ربنا" بهذه الكلمات تختتم إيرين قديس حديثها عن قصتها وتشجع الشباب على العمل غير مقتنعة بالحديث عن عدم وجود عمل فمن يريد سيفعل والرزق من عند الله، وتتمنى أن يوفر لها مشروع ثابت أو تروسيكل تعمل عليه هى وزوجها بدلًا من التنقل من مكان إلى آخر، مؤكدًة إنها ستظل تسعى وتعمل من أجل أسرتها ولن تتخلى عن زوجها.

إيرين-قديس-سيدة-تقود-دراجة-بقنا_1

مراسل-اليوم-السابع-مع-إيرين