ما بين محاولات للضغط من أجل القبول بمخطط إسرائيل لتهجير الفلسطينيين سيناء إلى تأكيد سيادة مصر على أراضيها وتقدير لدورها الجوهرى فى حل الأزمة الراهنة..هكذا تحول موقف الولايات المتحدة إزاء مصر منذ بداية الحرب على غزة وحتى الآن. وكان نجاح مصر فى فرض كلمتها وإدخال المساعدات الإنسانية للفلسطيين فى القطاع تأكيدا لنفوذها الإقليمى، واعترافا بمحورية دورها فى أى محاولة لحل الصراع.
ولخص التحول فى موقف واشنطن البيان الصادر عن السفارة الأمريكية فى القاهرة، الذى رحبت فيه القائمة بأعمال السفير إليزابيث جونز بفتح معبر رفح الحدودى لخروج الأجانب العالقين فى غزة.. حيث جاء فى البيان: "نحن ممتنون للقيادة المصرية لتسهيل العبور الآمن للمواطنين الأجانب من غزة، وإن الولايات المتحدة تحترم بشكل كامل سيادة مصر واحتياجات أمنها القومي".
وأضافت جونز: وكما أكد الرئيس بايدن للرئيس السيسي مؤخرًا، فإن الولايات المتحدة ملتزمة تمامًا بضمان عدم تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر أو أي دولة أخرى.
ومنذ بداية الأزمة حرص الرئيس الأمريكى جو بايدن على التواصل المستمر مع الرئيس السيسى تقديرا لدور مصر ومساهمتها التى لا غنى عنها فى أى حل منشود للحرب الحالية. كان آخرها اتصالا قبل أيام مهد لإخراج الأجانب العالقين فى غزة والسماح بدخول مساعدات أكبر للقطاع.
وخلال هذا الاتصال، وبحسب بيان البيت الأبيض، أعرب بايدن للرئيس السيسى عن متانة للدور القيادي الذي تلعبه مصر في الجهود الرامية إلى تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في غزة.
الاعتراف الأمريكى بالدور المصرى لم يكن على صعيد الدوائر الرسمية فحسب. ففى مراكز الأبحاث المرموقة، خرجت التقارير لتشدد على أهمية مصر الإقليمى.
فقد كتب الخبير البارز جون ألترمان مدير برنامج الشرق الأوسط فى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أحد أهم المراكز البحثية الأمريكية، مقالا بعنوان "العالم لا يستطيع إنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس دون مصر"، قال فيه إنه فى الوقت الذى لا تزال فيه إسرائيل والفلسطينيين عالقين فى الصراع، فإن الأضواء الدبلوماسية تتحول نحو مصر معتبرا أنها قادرة على إنهاء الصراع لاسيما، وإنها لديها مصالح حاسمة ونفوذ قوى فى القطاع.
وأشار الكاتب إلى ثقل مصر ونفوذها فى الحرب الجارية لكونها لاعبا أساسيا فى الاستجابة الدولية للحرب بالإضافة إلى دورها التاريخى فى علاقتها مع الفصائل الفلسطينية، موضحا أن القاهرة فى الأزمات الماضية، عملت كمفاوض مع الفصائل، وسهلت عمليات تبادل الأسرى والرهائن وساعدت فى التفاوض على وقف إطلاق النار.
وأشار الكاتب إلى أهمية معبر رفح المصرى، ومصالح الولايات المتحدة وإسرائيل فى نقل الرهائن عن طريق المعبر، لكونه نقطة الدخول الرسمية الوحيدة إلى قطاع غزة التى لا تسيطر عليها إسرائيل، وبمثابة شريان حياة لإيصال المساعدات الدولية إلى قطاع غزة، حيث تواجه المنطقة أزمة إنسانية هائلة.
واعتبر الكاتب أن المعبر بمثابة نقطة خروج لرعايا الولايات المتحدة ورعايا الدول الأخرى لمغادرة منطقة الحرب، مؤكدا أن لإسرائيل مصلحة فى العمل مع مصر لضمان عدم دخول الأسلحة والإمدادات العسكرية الأخرى إلى غزة عبر معبر رفح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة