مع كل كلمة جديدة يتعلمها الأطفال يحتفل الآباء والأمهات فى العالم أجمع، الكل ينتظر بفارغ الصبر حتى تصير الكلمات جمل صحيحة.. هذا ما ينطبق عن العالم الطبيعى لكن هنا فى غزة كل شيء مختلف، حديث الأطفال ليس مثل غيرهم، قاموسهم خاص ومتفرد يعبر عن آلام تفوق الوصف!
فى غزة يصعب عليك طرح السؤال التقليدى على الأطفال.. ماذا تريد أن تصير عندما تكبر؟.. الإجابة ستصدمك بأننا لا نكبر.. نحن نموت أطفالاً.. الصدمة ستزداد عندما ترى طفلة تكتب وصيتها وتوصى بتوزيع أحذيتها على الفقراء.
إذا أردت السؤال عما يسعد أطفال غزة حاليًا، ربما تجد الإجابة فى فيديو لطفل يحتفل بالأمطار.. يُربكك حديثه العفوى وفرحته وهو يقول :"الله عرف إن إحنا بنعانى ونزل لنا ميه من عنده.. ميه حلوة يا جماعة".
وإذا أردت وصفا موجزًا لما يعانيه أطفال غزة، ربما تعجز الكلمات عن التعبير لكن عندما تشاهد طفلا صغيرا يلقن أخاه الشهادة فى المستشفى، وقتها ستدرك أن فكرة الوصف أو التعبير عبثية.. فما يحدث فوق الوصف بالأساس!
ربما تشعر بارتياح لحظى عندما تتابع فيديوهات عبود البطاح أصغر مراسل صحفى من القطاع.. وتنتظر منه أن يقول جملته الشهيرة : "الوضع أيس كوفى على الآخر".
هذا الارتياح لن يدوم طويلاً عندما تقرأ حكاية الطفل عونى الدوس الفلسطيني من غزة وحلمه بوصول قناته عبر يوتيوب لـ 100 ألف مشترك بمحبتكم ودعمكم.. صحيح أن الحلم تحقق وتخطت المليون مشترك، وشاهد العالم القناة لكن باستثناء شخص وحيد، وهو عونى الدوس نفسه، لأن إسرائيل قررت اغتيال أحلام أبناء هذه البقعة من الأرض.
وفى النهاية، سيذهلك مشهد غناء الأطفال :"وعهد الله ما نرحل.. عهد الله نجوع نموت ولا نرحل".. ستتعجب من هذا المشهد.. تلك الروح العجيبة رغم كل مشاهد القصف والدمار والقتل والتهجير وجرائم الحرب المتواصلة فى حق الأطفال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة