اليوم 18 نوفمبر ذكرى ميلاد الفنان الكبير أحمد زكي الذى رحل منذ 18 عاما لكننا ما زلنا نكتب عنه وعن مسيرته الفنية وحياته الشخصية ومواقفه وآرائه، وأنا اليوم أكتب عن عبقريته كفنان استطاع أن يجمع كل الثقافات ويقدم كل الطبقات في شخصياته وأفلامه لتجده: العامل والجندي والطالب والفنان والوطني والصعلوك والضابط والبواب والسائق والمدرس والتاجر والبلطجي والمحامي والدجال ورجل الأعمال والمصوراتي والوزير والسجين والرئيس والعندليب.
استطاع بعبقريته أن يقنعنا بكل الشخصيات التي قدمها فهو ممثل اكتست الفطرة بالموهبة لديه وعمقها بالدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية فخرج عبقريته، وتحدي المتعارف عليه في الوسط الفني بصعوده للقمة في النجومية رغم تحفظات البعض علي شكله في البداية لدرجة أنه خسر بسببها أدوارًا عديدة .
أحمد زكي كما قرأت عنه في كتاب الناقد أشرف بيدس في كتابه " أصحاب السعادة " : يجمع في مزج نادر غير متكرر ثالوث متنافر لم تتحد عناصره من قبل ، والذي شمل فروع الثقافة (الراقية – الشعبية – الجماهيرية) دون أن سنتقص من احداها أو يجور بفعل الانصهار علي الأخري، وكأنه كان يعي أن يصل للجميع في توقيت واحد وكيفية لا تتهم بالطبقية.
أحمد زكي هو الفنان العالمي لو كنا نتحدث عن العالمية، وعن الفنان المصري وكيقية وصوله لها بأدائه ، وشهادة الفنان العالمي روبرت دي نيرو في حق أحمد زكي خير دليل وقرينة علي ما أقوله ، فبعد مشاهدة دي نيرو لفيلم " زوجة رجل مهم " للمخرج محمد خان في مهرجان موسكو عام 1988 توجه لأحمد زكي وقال له جملته الشهيرة : you are excellent actor.
أحمد زكي يختلف الكثير حول شخصيته، لكن موهبته كانت استثنائية لم يختلف عليها أحد فهناك إجماع بأنه الصادق في الكذب، فالتمثيل كذب ولكن أحمد زكي يجعل المتلقي يصدقه لأنه سكن في تفاصيله وهمومه، فالجمهور أحب أحمد زكي لأنه شعر بأنه واحد منهم، وواحد من أفراد عائلتهم فهناك كيمياء ربطت بينه وبين الجماهير في كل الوطن العربي، فهو جامع كل الثقافات وكل الطبقات وكل الشعوب علي حبه واحترامه كفنان كان مخلصا جدا لفنه حتي آخر نفس في حياته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة