عبده زكى

ولكل هذه الأسباب سينهار الكيان لا محالة

السبت، 21 أكتوبر 2023 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قبل 7 أكتوبر الجارى كنت كبقية الشعب العربى كلة فريسة للبروباجندا الصهيونية، كان لدى يقين بأن الكيان المحتل لا يمكن القضاء عليه، وأن لا قوة عربية تستطيع مجابهته بأى شكل، كنت في داخلى أسخر من المقاومة الفلسطينية واعتبرها " لعب عيال"، وكنت حزينا يائسا، لا أمل في التحرر أو الحرية لشعب الجبارين، وكنت لا أقبل مجرد التفكير في تحرير أرضنا بالجولان ومزارع شبعا، كل ذلك كان من ضمن معتقداتى القوية.

بعد 7 أكتوبر تغير الأمر تماما وبنفس درجة اليأس السابقة على هذا التاريخ تيقنت بسهولة زوال الكيان المحتل، واندثاره، ولم يكن هذا الإحساس نتيجة مرمغة كبرياء المتغطرسين فى حصونهم فقط، ولكن لأسباب أراها منطقية جدا وأسردها في هذا المقال.

دعونى بداية أفسر لكم، لماذا تتصرف إسرائيل بكل هذا القدر من الانتقام؟

وأجيبكم بأن إسرائيل تشبه البلطجى الذى يفرض سطوته على الشرفاء في الشارع، وهذا البلطجى ظل يمارس كل أنواع التجبر ويتربح من ذلك، ومن ثم اعتبر البلطجة مصدر دخله وسعادته وإحساسه بالنشوة، وفجأة تصدى شخص من ساكنى الشارع لهذا البلطجى وأهانه، فما كان من البلطجى إلا أن مارس عنفا مضاعفا وبشكل لافت للنظر، ذلك أن البلطجى خشى من أن يتجرأ عليه نفس الشخص مرة ثانية أو أن يقلده آخرون، لكن المؤكد أن البلطجى أصبح في نظر ساكنى الشارع ليس كما كان وشعر الناس بإمكانية القضاء عليه أو في أقل الأحوال التصدي له، وهنا تشبه إسرائيل هذا البلطجى الذى أهانه عدد محدود من المقاومين بأسلحة بسيطة.

هل إسرائيل استطاعت تدمير غزة بمفردها وهل حقا حمت نفسها من جبهتى لبنان وسوريا أو حتى من الصفة الغربية؟

والإجابة "لا" فقد نحى الكيان المحتل هذه المرة بسبب المساندة غير الأخلاقية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، وهذا يعنى أنه حال انشغال الدول بمشكلاتها الداخلية أو انشغالها بحروب داخلية أو مع بعضها البعض لن تهتم بإسرائيل، وساعتها سيهجم العرب على الكيان وينهوه حتى بـ"الشوم"، ولذلك أرى إسرائيل منتهية لا محالة.

هل قتل مزيد من الفلسطينيين يحقق الأمان لإسرائيل؟

أيضا الإجابة "لا".. لأن الشعب الفلسطيني لا يخشى الموت، وهو شعب يتزايد بشكل ملحوظ لأنهم ينجبون أطفالا كثر، بل أن الطفل الفلسطيني يولد كارها للكيان لأنه يلقن بالحقائق وأهمها إن الكيان لا يحبنا وإنه محتل، وإنه سرق الأرض، وهذا يفسر سبب شجاعة الأطفال في غزة والقطاع، وعدم خشيتهم من الجنود الصهاينة، بل ويظهر في تعاطيهم مع وفاة الديهم، وإخوتهم، حتى أنك لتقول حين تسمعهم: حقا إنهم شعب الجبارين، وهذا يعنى أن القمع الصهيوني مهما كانت قوته لن يقهر الشعب الذى لا يخشى حتى الموت ولن يقهر الشعب الذى يؤمن بحقه في التحرر من المحتل ودليلى على ذلك أنك لن تسمع فلسطيني يهاجم المقاومة أو يتهمها بالتسبب في الإضرار به، إنهم شعب الجبارين يا سادة.

إن شعب كهذا لا يمكن الخوف عليه بل يجب التفاخر به، وهو نواة مقاومة عربية شاملة نشهدها عاجلا أو آجلا، وساعتها لن تبقى إسرائيل ولن تبقى أمريكا ذلك أن الأيام دول، فاستبشروا، والله من وراء القصد.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة