أديرة مصر شاهدة على التاريخ.. الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا بالبحر الأحمر تم بناؤهما بالعصر البيزنطى.. الأنبا بيشوى والعذراء مريم بالبحيرة فى القرنين الرابع والخامس.. ودير البراموس يرتبط بالقديسين الروميين

السبت، 21 أكتوبر 2023 08:00 م
أديرة مصر شاهدة على التاريخ.. الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا بالبحر الأحمر تم بناؤهما بالعصر البيزنطى.. الأنبا بيشوى والعذراء مريم بالبحيرة فى القرنين  الرابع والخامس.. ودير البراموس يرتبط بالقديسين الروميين دير - صورة أرشيفية
كتب: محمد الأحمدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يذخر التاريخ المصرى على مر العصور بعظمته وأصالته فى كل مؤسسات المجتمع ومن أبرزها أديرة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث يوجد بها العديد من الأديرة التاريخية، كما بدأت الرهبنة عن طريق أناس عاديين، أرادوا الانفصال عن حياة العالم، ومغرياتها، إلا أن سمعتهم الطيبة جذبت إليهم العشرات، والمئات من التابعين، ثم بدأوا فى التجمع معًا وبنوا الكنائس، والأديرة.

ومن أبرز أديرة الرهبنة فى مصر دير الأنبا أنطونيوس ودير الأنبا بولا أقدم الأديرة فى العالم

قصة الديرين

وفى قلب الصحراء الشرقية، وعلى سفح جبل الجلالة، يتواجد أحد أهم المعالم الأثرية والروحانية فى البحر الأحمر، دير الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس برأس غارب والزعفرانة يعتبر هذان الديران أقدم ديرين فى العالم، حيث تم بناؤهما فى العصر البيزنطى وتم توسيعهما عدة مرات على مر العصور.

يعتبر دير الأنبا أنطونيوس أقدم دير فى العالم، حيث تجمع الرهبان حـول القديس أنطونيوس وكانوا يعيشون فى مغائر نحتوها لأنفسهم فى الجبل، وصارت المغارة هـى الحجرة أو الوحدة التى يعيش فيها الراهب فى عزلة تامة عن العالم وهذا ما يعرف بالقلاية، وحينما صار الجبل ممتلئا بالمغائر (القلالى) أطلق علىه جبل القلالى أو جبل القلالة، والذى صار يعرف الآن بجبل الجلالة أو جبل الجلالى، ولم يكن هناك فى ذلك الوقت ما يجمع الرهبان فى مكان واحد مغلق.

وفى عام 2003م قام الدير بعمل ترميم كامل وشامل وأيضًـا بعـض الحفريات، تم التوصل إلى بعض الاكتشافات الهامة لحياة الرهبان فـى ذلك الزمان، وكيف بدأت أول نبتة ديرية فى هذا المكان وهو ما يمثل بداية نشأة دير القديس أنطونيوس فى نهاية القرن الثالث الميلادى وبداية القرن الرابع الميلادى، حيث تم اكتشاف وادى يبلغ طوله ما يقرب من 150 مترًا وعرضه 25مترًا وعمقه 2،5 مترًا.

أسوار الدير

يعتبر دير الأنبا أنطونيوس الأثرى من أجمل الأديرة القبطية وأكملها، حيث يوجد بالدير كل مستلزمات الحياة الرهبانية التى كان يستعملها الرهبان فى الماضى وعلى سبيل المثال: عين الماء – طاحونة الغلال – طاحونة ومعصرة الزيتون – فرن القربان.

مدخل الدير (الساقية): هو المدخل الرئيسى للدير والذى كان يستعمل لدخول وخروج الأشخاص والاحتياجات من والى الدير، وهذ ما يسمى بالساقية، وتسمى بالساقية لأن نظام المدخل عبارة عن بكرة إسطوانية تدور حول نفسها، وعند دوران البكرة يمكن أن تسحب أو تدلى الحبل السميك المتصل بها.

-المكتبة الأثرية – الطافوس – صالة عرض التراث – قصر الآباء الأساقفة – قلالى الرهبان – بيت الخلوة للشباب

الأسوار الحديثة للدير وما بداخلها – بيت الخلوة للشباب – الطاقة الشمسية:

ويعتبر دير الأنبا أنطونيوس رائدا فى مجال استخدام الطاقة الشمسية كمصدر للطاقة

 

ويقع دير الأنبا بولا، جنوب منطقة الزعفرانة بقرابة 25 كيلو، ويعد من أهم المعالم الأثرية بالبحر الأحمر، وأقدم الأديرة فى العالم.. تعرف على دير الأنبا بولا فى المعلومات الأتية:

 

وشيد دير الأنبا بولا وزير الأنبا انطونيوس، وهما اقدم ديرين فى العالم شيدوا فى العصر البيزنطى وتم توسعتهما عدة مرات.

 

ويقع دير الأنبا (بولا) جنوب شرق دير الأنبا "انطونيوس"، ويبدأ طريق الدير بعد مسافة خمسة وعشرون كم من الزعفرانة جنوبا متفرعا من الطريق الرئيسى بامتداد 12 كيلو متر غربا داخل الصحراء الشرقية.

 

وشيد دير الأنبا بولا على هضبة مرتفعة فى الموضع الذى عبر منه بنى اسرائيل إلى البحر الأحمر عند خروجهم من مصر إلى سيناء.

 

وتأسس دير الأنبا بولا الواقع شمال محافظة البحر الأحمر، فى القرن الرابع الميلادى بواسطة تلاميذ الأنبا انطونيوس.

الأديرة التاريخية بالبحيرة

دير الأنبا شنودة

يعتبر دير الأنبا بيشوى واحدًا من أكبر الأديرة فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى أواخر القرن الرابع الميلادى تأسس الدير تحت قيادة القديس الأنبا بيشوى كتجمع رهبانى، ويشمل كنيسة الأنبا بيشوى وقلالى الرهبان وبئر مياه بدون أسوار، وذلك فى أواخر القرن الخامس الميلادى أثناء حكم الإمبراطور زينون ويتكون من 3 طوابق:

أ – الطابق الأول يشمل بئر مياه، ومطحنة غلال، ومعصرة زيت، ومخازن.

ب – الطابق الثانى وبه مدخل الحصن عن طريق كوبرى متحرك ويوجد به فرن وكنيسة على أسم القديسة العذراء مريم.

ج – الطابق الثالث وهو السطح وبه كنيسة على اسم الملاك ميخائيل، ومغارتين.

 

فى القرن التاسع الميلادى أقيمت الأسوار الحالية للدير على مساحة حوالى 3 أفدنة.

 

فى القرن الرابع عشر الميلادى قام البابا بنيامين الثانى البطريرك 82 الذى كان على السدة البطريركية ما بين 1327 – 1339 م بعمل ترميمات واسعة للدير بسبب النمل الأبيض الذى عرض سقف الكنيسة للانهيار.

 

وكنوز الدير تتمثل فى أجساد القديسين الموجودة حيث يوجد جسد القديس العظيم الأنبا ييشوى والأنبا بولا الطموهى فى أنبوبة واحدة فى المقصورة بالخورس الأول. أما عن كنائس الدير فيوجد فى الدير كنيسة الأنبا بيشوى وتعتبر أكبر كنيسة فى أديرة وادى النطرون، وبها:-

 

أ‌- المذبح الرئيسى على إسم القديس الأنبا بيشوي

ب‌- المذبح البحرى على إسم القديسة العذراء مريم

ج- المذبح القبلى على إسم القديس يوحنا المعمدان

 

ويوجد بها 3 خوارس كما يوجد أنبل للتعليم فى الخورس الثانى، وكنيسة الشهيد ابسخيرون القلينى وتقع من الجهة القبلية من كنيسة الأنبا بيشوى، ويوجد بها ممر يؤدى إلى المعمودية المقدسة، ويوجد جزء من جسد الشهيد ابسخيرون فى أنبوبة بداخل مقصورة فى نفس الكنيسة، وكنيسة الأنبا بنيامين البابا 52 من الجهة البحرية من كنيسة الأنبا بيشوى وكنيسة الشهيد العظيم مار جرجس من الجهة الغربية القبلية.

 

كما توجد المائدة القديمة غرب الكنيسة، وبئر الشهداء أمام الكنيسة من الناحية البحرية وهى التى غسل فيها البربر سيوفهم بعد أن قتلوا 49 من الآباء الرهبان القديسين فى دير القديس مكاريوس الكبير أثناء غارتهم الثالثة على البرية سنة 444 م , وتذكار استشهادهم 26 طوبة. ويوجد أيضا الحصن الذى بنى فى أواخر القرن الخامس الميلادى أثناء حكم الإمبراطور زينون.

 

ويتكون من 3 طوابق ويتوسط الدير حديقة واسعة يحيطها عدة مباني.

 

وتعهد قداسة البابا الأنبا شنوده الثالث بتعمير دير القديس الأنبا بيشوى فرسم له نيافة الأنبا صرابامون أسقفا ورئيسًا للدير سنة 1975م،وأسس مقرًا بابويا فى الدير يقضى فيه بضعة أيام أسبوعيًا تقريبًا، وبفضل صلواتهما وعملهما الدائم زاد عدد الرهبان، كما أهتم بالتعمير والإنشاءات من قلالى "مساكن" للرهبان، ومكتبة ضخمة للإطلاع، وحفر الآبار وعمل الصهاريج لمياه الشرب، والاهتمام بالزراعة وتربية الماشية، وإنشاء مساكن للعمال وتوفير الرعاية الروحية والصحية لهم، وعمل عيادات وصيدلية وقصر بمنارة شاهقة ومضايف وبيوت خلوة للضيوف.كما تم بناء كاتدرائية كبيرة بالدير.

 

ومما يذكر أنه تم إعداد وعمل وطبخ زيت الميرون العديد من المرات فى الدير لكى يوزع على الكنائس بمصر والخارج.

 

دير العذراء مريم السريان

ويرجع تاريخ إنشاء دير العذراء مريم السريان إلى القرن الخامس الميلادى تقريبًا كما تشير المصادر المختلفة إلى ذلك، حيث يقع الحصن القديم على يمين مدخل الدير، وإن كان قد تم ترميمه، لكن من المعروف أن الذى بنى هذه الحصون بالأديرة هو الملك زينون (474 م. - 491 م.) تكريمًا لابنته الراهبة إيلارية التى ترهبنت فى برية شيهيت وذاع صيتها فى العالم كله وهناك مخطوط بمكتبة لندن لمايمر مار يعقوب السروجى يرجع تاريخ نساخته إلى عام 603 م فى دير والدة الإله العذراء السريان.

 

ويذكر بتلر أن حواجز كنيسة العذراء السريان يرجع تاريخها إلى ما قبل عام 700 م وتشبه فى ذلك كنيسة الأنبا بيشوى وكنيسة العذراء البراموس وهذه الكنائس أقدم آثار البرية إلى وقتنا الحالى.

 

ويذكر برومستر فى كتابه "المرشد إلى أديرة وادى النطرون" أنه كان واحدًا من الأديرة المعروفة بالثيؤطوكس (أديرة والدة الإله) وكان ضمن نظام الأديرة المزدوجة الذى ظهر فى القرن الخامس بعد دحض بدعة نسطور التى بسببها عقد مجمع أفسس سنة 341م وبعده بنيت أديرة تسمى الثيؤطوكوس (qeotokoc والدة الإله) فدعى دير والدة الإله العذراء سيدة الأنبا بيشوى وما زال حتى الآن يعرف بدير السيدة العذراء السريان بجوار دير القديس الأنبا بيشوى بالبرية الشرقية.

 

ويذكر إيفيلين هوايت أن دير السريان أصبح مستقلًا فى إدارته منذ القرن الثامن الميلادى.

 

ويلقب بالسريان منذ القرن الرابع ببرية شيهيت ذات شهرة فى العالم أجمع حتى أنه كان يأتى إليها الناس من مختلف بلاد العالم لزيارته والتبرك من النساك الذين بلغوا درجات روحية عالية أو للتعبد، مثلما أتى القديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك والقديسان مكسيموس ودوماديوس أولاد ملك الروم وعاشوا بالبرية، ومازال مكانهم بدير العذراء البراموس بالبرية.

 

وما زالت آثار الأديرة القديمة على بعد 3 كيلو متر تقريبًا جنوب شرقى الدير، والتى منها دير الأنبا يحنس كاما، ودير ابانوب، ودير الأحباش، ودير الأرمن، ودير الأنبا يحنس القصير.

 

ونظرًا لأنه كان يتعبد بشيهيت أجناس مختلفة من روما والحبشة، وسوريا، وفلسطين وغيرها لذلك استضاف الرهبان الأقباط بديرهم السيدة العذراء رهبان سريان لفترة من الزمن ومنذ مئات السنيين أصبح عامرًا مرة أخرى برهبانه الأقباط طيلة الأزمان السابقة وما زال حتى الآن فلأنه كان به رهبان سريان فترة من الزمن لذلك إشتهر باسم دير السريان وما زال يشتهر باسم دير العذراء السريان حتى وقتنا هذا، أيضًا لتميزه عن دير السيدة العذراء البراموس بالبرية.

 

دير العذراء مريم البراموس

يعتبر دير العذراء البرامواس واحدًا من أقدم أديرة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث يقع بوادى النطرون ويبعد عن طريق القاهرة الإسكندرية حوالى 12 كيلومتر.

 

وكان القديس مكاريوس أول ناسك يسكن برية شيهيت حوالى سنة 330م طلبًا للهدوء والسكينة وهو الذى أسس أول جماعة رهبانيــة

 

وأكتمــل نمــو البرامــوس كجماعة رهبانية مكتملة حول كنيسة يصلون فيها ومغارات الرهبان تنتشر حولها دون أن يكــون لها سور حوالى ســنة 356 م

 

قديسو الدير:

القديسة العذراء مريم

 

يرتبط دير البراموس بالقديسين الروميين مكسيموس ودوماديوس

 

ويعتبر الدير الحالى من أديرة الثيؤطوكوس أى الأديرة التوأم أذ أن الرهبان الأرثوذكس أرادوا مقاومة البدعة اليوليانية فى القرن السادس الميلادى فأنشأوا كنائس تحمل لقب ثيؤطوكوس إلى جوار الكنائس الأصلية التى تحمل اسم الجماعة الرهبانية

 

وكذلك من قديسى الدير: الأنبا موسى مــن أروع الأمثلــة لحياة التوبة والقديس الأنبا إيسوذورس قس الإسقيط والقديس الأنبا أرسانيوس معلم أولاد الملوك.

 

ويحتوى الدير على أسوار شاهقة بنيت بعد الغارة البربرية السادسة التى وقعت سنة 817 يصل ارتفاعها إلى 11 متر وعرضها إلى مترين ونصف وايضا القصر ويستخدم للضيافة ومنارتان

 

كنائس الدير:

كنيسة العذراء الأساسية الأثرية

ملحق بها كنيستان

كنيسة الأمير تادرس

كنيسة مارجرجس الرومانى

كنيسة ماريوحنا المعمدان

 

رئيس الدير الحالى: الأنبا إيسوذوروس

 

ستة من رهبانه ارتقوا الكرسى البابوى










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة