مها عبد القادر

قمة القاهرة للسلام.. الرؤية الوظيفية

الجمعة، 20 أكتوبر 2023 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إن حالة الانقسام العالمى حيال القضية الفلسطينية؛ نتيجةٌ لتباين السياسات التى يتبناها كل معسكرٍ على حدةٍ، وبالأحرى هناك مخططاتٌ لاحت فى الأفق تتبناها أمريكا وإسرائيل تستهدف إعادة تشكيل الشرق الأوسط، وهذا ما أخل بميزان العدل، وفاقم الصراع، وزاد من حدة التوتر، وفى خضم ذلك يتوقع استمرار عدوان إسرائيل على غزة والفلسطينيين العزل، ومن ثم قد تتسع دائرة الصراع من قبل أطرافٍ أخرى، وتقع المنطقة فى دوامةٍ لا تخرج منها ولا يحمد عقباها.

وقد فطنت القيادة السياسية المصرية الرشيدة للأغراض غير السوية للكيان الصهيونى الذى يحاول التهجير القسرى للفلسطينيين تجاه مصر ودول الجوار؛ لتقضى تمامًا على القضية الفلسطينية، وتبعث بها مهب الريح، وتستمر على غطرستها لتحقق حلمها الاستيطانى المزعوم، وهذا لن يحدث بفضل تصدى مصر والدول العربية بكل قوةٍ وصلابةٍ؛ حيث باتت الدول العربية وفى مقدمتها الدولة المصرية العظيمة بقيادةٍ جسورةٍ رافضةٍ لكل محاولات التحالف الغربى مع إسرائيل فى تحقيق أهدافٍ صارت معلنةً.

لقد صارح الرئيس عبد الفتاح السيسى شعبه ومؤسسات دولته بالتحديات التى تحدق بالبلاد، ومن ثم منح التفويض الرسمى الذى يمكنه وبكل قوةٍ أن يتخذ ما يلزم من إجراءاتٍ صارمةٍ لتحقيق الأمن فى الاتجاهين الداخلى والخارجي، والقيام بالممارسات التى تمكن الشعب الفلسطينى من وطنه، وحماية الأراضى المصرية وعدم التفريط بذرة رملٍ واحدةٍ.

إن دعوة الرئيس لقمةٍ دوليةٍ وإقليميةٍ، تحت عنوان "القاهرة للسلام 2023"، لها دلالة ٌ واضحةٌ فحواها نصرة الحق المتمثل فى دحر العدوان الإسرائيلى على غزة وسكانها العزل، وإحياء حقوق الإنسان التى ماتت فى قلوب المغرضين الذى يكيلون بمكاييلٍ بغيضةٍ متعددةٍ خدمةً لمصالحهم، ويتشدقون بشعاراتٍ كاذبةٍ، تستخدم فقط فى هدم أنظمةٍ مستقرةٍ، وتثير بواسطتها الفوضى التى تُضير بالبلاد والعباد.

وتكمن رؤية قمة القاهرة للسلام فى إخماد الفتن والمكائد التى تتوالى وتستهدف إحداث القلاقل فى المنطقة بأسرها والاخلال بالتوازنات لصالح دولٍ بعينها، وتجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة صراعٍ مفتوحةٍ، وقد تصبح بؤرةً لحربٍ عالميةٍ تُكوى بها شعوب العالم كله، كما تسعى أيضًا إلى تحقيق الأمن والأمان لشعب فلسطين الأعزل، من خلال وقف العدوان السافر على شتى بقاع الأراضى الفلسطينية.

ولا تنفك رؤية قمة القاهرة للسلام عن الحل الجذرى الذى أشار إليه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى العديد من اللقاءات العالمية والمحلية والمتمثل فى "حل الدولتين"، والعمل على تأسيس دولةٍ فلسطينيةٍ مستقلةٍ على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وتقوم فلسفة رؤية قمة القاهرة للسلام على مبدأٍ رئيسٍ للتفاوض والوصول لحلولٍ واقعيةٍ، يتمثل فى الحوار المنضبط والمسؤول؛ ليستطيع القادة أن يصنعوا القرار؛ ليخرج للعالم فى صورته النهائية، ومن ثم يسهم فى إجهاض المخطط المقيت الذى يعتمد على التهجير للخلاص من القضية الفلسطينية للأبد، وهذا لن يحدث فى ظل قياداتٍ وشعوبٍ حرةٍ لا ترضى الهوان والرضوخ.

وتحمل رؤية قمة القاهرة للسلام رسالةً فوريةً ومهمةً فحواها ضرورة الوقف الفورى للعدوان على سكان غزة وعلى الشعب الفلسطيني، وتمكين وصول المساعدات الإنسانية لهذا الشعب المكلوم، ورفع صورة الحصار المتعددة لقطاع غزة على وجه الخصوص.

إن رؤية قمة القاهرة للسلام تستهدف بصورةٍ صريحةٍ لا مراء فيها القضاء على حالة التوتر العالمى تجاه ما يحدث فى المنطقة؛ ليحل السلام والاستقرار، ومن ثم يتم تآلف القلوب مع الشعب الأعزل المقهور على مر عقودٍ من الزمن، كما تكشف القمة على حالة التزييف التى مارستها الدول الغربية وإسرائيل بالشراكة مع أمريكا من خلال إعلامهم الكاذب والمفبرك.

وفى ضوء ما سبق يمكن القول بأن رؤية قمة القاهرة للسلام تعضد غايات التعايش السلمى والسلام العالمى الذى يضمن التنمية المستدامة لجميع دول العالم بعيدًا عن الحروب التى تهلك الحرث والنسل، وتعطى مبررًا لحدوث عملياتٍ عسكريةٍ تضير بالإنسانية جمعاء.

وهناك الدبلوماسية التى تفوق الحروب فى تحقيق انتصارات الدول؛ حيث تقدم رؤية قمة القاهرة للسلام معيارًا يسهم فى تناول الملف الدولى بصورةٍ ابتكاريةٍ وفق حوارٍ جادٍ يساعد فى تحقيق السلام التى تنشده شعوب العالم بأسره.

وسوف تظهر رؤية قمة القاهرة للسلام صورة الكيان الصهيونى وأمريكا القبيحة فى تأجيج الصراع بشكلٍ مقصودٍ فى المنطقة، وتوضح الثقافة الانتقامية الدفينة التى تحملها تلك الثقافات الضحلة؛ فيصعب أن تجور دول صاحبة تاريخ عريق وثقافة متجذرة.

إن الشعب المصرى ومؤسسات الدولة الوطنية تساند بكل قوةٍ القيادة السياسية فيما تتوصل إليه من قرارات جراء قمة القاهرة للسلام، كما تفوضها فى أية إجراءاتٍ تتخذها حفاظًا على تراب وطننا الغالي.

حفظ الله بلادنا العربية وشعوبها وقيادتنا السياسية.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة