حازم صلاح الدين

دموع طفل وطوفان الأقصى

الأربعاء، 11 أكتوبر 2023 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

طفل صغير عمره 9 سنوات، كل شغله الشاغل حاليًا ما يحدث من الاحتلال الإسرائيلى تجاه اخواتنا الفلسطينيين العزل، الحزن يسيطر على نبرة صوته بسبب المجازر التى يراها على شاشات التلفاز، الخوف ينتابه عند مشاهدة صور سقوط المبان بالكامل على الأسر، الدموع تذرف من عينيه عند رؤية أطفال فى نفس عمره يواجهون مصيرًا غامضًا وآخرون يتعرضون للموت فى عمر الزهور بلا أي ذنب.

"ليه مفيش سلام فى العالم.. وكل واحد يعيش حياته فى أمان؟ّ!".. سؤال يطرحه ابنى هادى، وقبل أن أجيب على تساؤله، وجدته يكمل حديثه معى قائلًا :"أنا عارف إن مصر قوية ونقدر نروح نضرب إسرائيل لكننا نحترم معاهدة السلام ليه هما مش كدة.. مش عارف إيه الحل أنا بخاف أنام بسبب المشاهد ده".

بالتأكيد أن الرد كان قاطعًا بالنسبة لى، فقلت له :"اعلم جيدًا أن إسرائيل ستظل دائمًا وأبدًا عدونا الأول، لأنهم لا يريدون سلام وهدفهم سرقة أوطاننا، والأهم ألا تخاف في حضرة جيش بلدنا، وتظل تدعم وتدافع عن ولادنا واخواتنا الفلسطينيين في قضية عمرهم وعمرنا، وشهدائنا على مر التاريخ سيظلون في قلوبنا".

مشهد هادى ابنى، ذكرنى عندما كنت في نفس عمره تقريبًا، وجاءت شقيقتي الكبرى تطلب منى كتابة رسالة إلى أطفال غزة الذين يحاربون الاحتلال الإسرائيلى بالحجارة فقط.

مر أكثر من 30 عامًا، والمشهد يتكرر يوميًا الحرف، ومازال أيضًا مشهد استشهاد الطفل الفلسطيني محمد الدرة في أحضان والده عالقًا فى ذهنى، وتحولت صورته صورة أيقونة تختزل معاناة شعب وجرائم محتل، لا ينفك يستهدف الصغار والكبار.

منذ ذلك التاريخ، ظل وجدانى معلقًا بالقضية الفلسطينية، رغم أن وقتها لم يكن هناك فضائيات كثيرة أو مواقع تواصل اجتماعى تنقل الأحداث وتفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي مثلما يحدث حاليًا، فلك لك أن تتخيل الآن كم المشاعر التى تدور فى عقل أطفالنا، مع كل مشاهد المجازر التي يتلذذ بها أعداء الإنسانية.

هكذا تربينا وتعلمنا من الأجيال السابقة أن عدونا الأول والأخير هو الكيان الصهيونى الذى لا يفرط فى أية فرصة لتنفيذ أغراضه الشيطانية بالسعى إلى تفكيك وحدة العرب بحثًا عن تحقيقه أغراضه المعروفة للجميع، ويجب أن يعى أن أبنائنا نفس الأمر ويتعامل على أن إسرائيل ستظل عدونا على مر الزمان والأماكن.

يجوز أنه على مدار السنوات الأخيرة شهد العالم العربى تغييرات كبيرة بسبب الأحداث التي مرت علينا،  وقد يكون تاهت وسط الزحام الفكرة الأساسية التى كان يتوارثها الأجيال فى بقعة من بقاع بلادنا بحتمية الوقوف جنبا إلى جنب مع أشقائنا فى فلسطين، من أجل حصولهم على حقوهم الكاملة بالعيش فى أمان وسلام داخل وطنهم، لكن عندما نجد بريق أمل يأتي من أبنائنا الصغار نعلم أن القضية الفلسطينية لن تموت وستظل هي الشاغل الأكبر لدينا جميعًا.

اليوم هل نعلم نحن كعرب أن "غزة تقاوم" تحت شعار عملية "طوفان الأقصى" ضد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلى بحق الفلسطينيين العزل والمستمرة من عقود طويلة؟.. يجب علينا أن نساعد اخواتنا في إيصال أصواتهم  وكسب تعاطف العالم للحصول على حقوقهم ، والأهم أن تتحد الدولة العربية حتى لا نظل غارقون فى النوم ونصحى على وقوعنا في "الفخ" الإسرائيلي المعلوم للجميع، بسرقة واحتلال أراضينا.. "اللهم  انصر اخواننا فى فلسطين واحمى أولادنا وأوطاننا".







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة