صابر حسين

ماذا يحدث فى ليفربول؟

الإثنين، 30 يناير 2023 12:32 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

واصل فريق ليفربول الإنجليزى عروضه المخيبة ونتائجه المحبطة ليفقد فرصة جديدة للمنافسة، بعدما ودع بطولة كأس الاتحاد الإنجليزى على يد برايتون، الذى أصبح بمثابة كابوس للمدرب الألماني يورجن كلوب، الذى فشل فى هزيمته للمباراة الثالثة على التوالى، سواء فى الدورى الإنجليزى أو الكأس، ليفقد الريدز فرصة المنافسة على أى بطولة محلية هذا الموسم، بعدما ابتعد عند المنافسة على لقب "البريميرليج" مكتفياً بالمركز التاسع بفارق 21 نقطة عن أرسنال المتصدر، فضلاً عن وداع بطولتى كأس الرابطة والاتحاد الإنجليزيين، ليضع يورجن كلوب النجم المصرى محمد صلاح ورفاقه في مهمة تبدو للجميع شبه مستحيلة أمام ريال مدريد فى بطولة دورى أبطال أوروبا، لإنقاذ موسم صفرى وكارثة مدوية.

 

موجات التخبط التى يمر بها ليفربول أصابت الملايين من عشاقه بحالة من الإحباط المصحوبة بالدهشة، وأثارت العديد من التساؤلات حول أسباب هذه الكوارث ووداع البطولة تلو الأخرى، ومن المسئول عن هذا الموسم الكارثى الذى يعشه العملاق الإنجليزى، وهل الفريق يحتاج لصفقات عاجلة أم لا، خاصة مع تصريحات يورجن كلوب بعد كل سقوط وتبريراته وإعلانه عدم حاجة الفريق لصفقات، فإذا كان ليفربول لا يحتاج صفقات _ حسب رؤية مستر كلوب _ فماذا يحتاج إذن للنهوض من جديد واعتلاء منصات التتويج، وما أسباب خسارة تلك البطولات؟!.. كل هذه الأسئلة وغيرها الكثير صارت تشغل عقول الجماهير بعد كل مباراة!.

 

فى البداية يجب الاعتراف بحقيقتين واضحتين، هما تأثير خروج ساديو مانى نهاية الموسم الماضى، والفراغ الذى خلفه وفشل يورجن كلوب نفسه فى تعويضه فنياً، سواء بـ دياز "المصاب" أو جوتا "المصاب"،  أو كودي جاكبو، أو حتى بعد التعاقد مع نونيز المهاجم، ليفشل المدرب فى إعادة الثلاثية الساحرة "صلاح وماني وفيرمينو" التى أبهرت العالم، أو حتى تطوير مستوى مدافعى الفريق أو حتى إيجاد بديل مناسب لتعويض فان دايك، والذى خلّفت إصابته كوارث دفاعية فى الخط الخلفى، كل ذلك يُسأل عنه كلوب فى المقام الأول.

أما الحقيقة الثانية فتكمن فى يورجن كلوب نفسه، هذا المدرب صار ينقصه الطموح، نعم طموح التطوير والإبداع، ليصبح أفضل مدرب في العالم 2019 فقيراً فنياً بعدما كان يبهر العالم بهذا الجيل الذى يمتلكه وأفكاره وخططه الإبداعية فى تطويره، إلا أن تلك الأفكار توقفت وماكينة الإبداع قد تعطلت وكأن المدرب لم يملك جديداً ليضيفه، وصار ليفربول "ملطشة" لأندية إنجلترا، بينما يقف المدرب الألماني متفرجاً خارج الخطوط، وكأنه اكتفى بتلك البطولات التى حققها مع ليفربول ليبدأ طريق السقوط للهاوية، بل والأغرب من ذلك تصريحات المستفزة بعد كل مباراة وتبرير أسباب السقوط وتأكيده عدم حاجة الفريق لصفقات جديدة.

فى بداية الموسم، ومع أداء ليفربول المتراجع، تحدثت صحف إنجلترا وتعالت أصوات الجماهير عن حاجة الفريق للاعب فى وسط الملعب لتعويض رحيل الهولندى فينالدوم، فصم كلوب آذانه ولم يسمع إلا صوت عقله بعدم الحاجة لأى لاعبين، حتى الدقائق الأخيرة من الميركاتو عندما قرر ليفربول التعاقد مع اللاعب البرازيلي آرثور ميلو المعروف عنه عدم الالتزام وكثرة الإصابات، وهو ما تحقق، فسرعان ما حجز تذكرة فى مستشفى ليفربول ولم يخرج حتى الآن.

 

نعم أخطأ كلوب فى ترتيب أوراقه وتحديد احتياجات الفريق قبل بداية الموسم، وتقديمها لإدارة ليفربول، بل والضغط لتحقيقها، كما يفعل المدربون الكبار، بدلاً من الهروب بكلمات "أنا مش صاحب النادى" للرد على أسئلة الصحفيين حول الصفقات، كان يجب على المدرب تحديد الصفقات التى يحتاجها وتقديمها لإدارة ليفربول وإقناعهم بمحاولة التعاقد معها، خاصة بعد تغيير استراتيجية النادى فيما يتعلق بالإنفاق بعد التعاقد مع نونيز مقابل (100 مليون يورو)، وهو مبلغ يراه البعض ضخماً ليدفع فى لاعب صغير وغير معروف، أو حتى جاكبو (50 مليون يورو)، فكان من الممكن إنفاق هذا المبلغ بضم أكثر من لاعب فى مراكز يحتاجها الفريق.

ولكن أين إدارة ليفربول.. وهل تدخلت لإنقاذ الفريق الكروى.. وهل كانت الصفقات حلاً لإعادة مستوى الفريق.. وماذا عن مستقبل صلاح؟..

كان قرارا إدارة ليفربول بإعلان بيع النادى ضربة قاصمة للفريق، وربما ترتب عليها وقف خطط تطوير الفريق وما ترتبت عليها من تداعيات كثيرة أثرت على تفكير كلوب نفسه، خاصة الإنفاق على الصفقات الأخيرة بأرقام كبيرة (نونيز + جاكبو) إلا أنها لم تكن حلاً ناجزاً، أو تعويضا لرحيل مانى، والتغاضى عن بعض المراكز التى تحتاج لتدعيمات عاجلة كوسط الملعب مثلاً أو الدفاع، فضلاً عن فشل كلوب فى توظيفها بالشكل الأمثل.. بل والأغرب هو تسريب أخبار للصحف حول نية النادى عرض محمد صلاح للبيع مقابل 70 مليون يورو، وبغض النظر عن المبلغ المطلوب، إلا أنه حال حدوثه سيكون ضربة قوية تقصم ظهر ليفربول بالتفريط كونه يضع الفرعون كبش فداء لأخطاء كلوب وإدارة النادى فى سوء التخطيط لمستقبل الفريق.

أمام قرار بيع النادى فلا يتعارض مع الاستثمار، وربما لو نظروا لنادٍ مثل مانشستر سيتى رغم فتح خزائنه للإنفاق على الصفقات إلا أنه حقق أرباحاً كبيرة من بيع لاعبين فى الميركاتو الأخير لتدعيم الفريق بصفقات قوية كـ هالاند مثلا، ونادٍ مثل تشيلسي وخطط مالكه الجديد الذى تعاقد مع ثماني صفقات في الميركاتو الشتوى لإعادة بناء الفريق.

في النهاية تطوير الفريق هى مسئولية مشتركة بين المدرب وإدارة النادى، اللذان أصبحا مسئولين أمام الجميع لإعادة إحياء ليفربول من جديد لإنقاذ هذا الجيل الذى أبهر العالم وإعادته لمنصات التتويج بدلا من  التنصل من المسئولية والهروب الذى يتبعه السقوط فى الهاوية.







مشاركة



الموضوعات المتعلقة

أكثر من مجرد مدرب

الإثنين، 09 يناير 2023 01:03 م

مونديال اللغة العربية

السبت، 17 ديسمبر 2022 10:54 ص

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة